|
غلق | | مركز الدراسات والابحاث العلمانية في العالم العربي | |
|
خيارات وادوات |
نورالدين علاك الاسفي
2024 / 7 / 21
الكيان لم يعد في وارد وسعه الانسلاخ عما رامه سموتريتش تغييرا جينيا؛ و يجتهد في تكريسه.
فكيف الحال مع نهج من سياسة يمينية متطرفة؛ لا العير طاب و لا النفير أصاب؟
في آخر تحديث لهذه التخمة الميسيانية؛ الكنيست الإسرائيلي، يخرج في18 يوليو 2024 بقرار رافض لإقامة دولة فلسطينية، وذلك في أعقاب قرار له سابق ؛ 21 فبراير 2024، صوت بأغلبية ساحقة لفائدة قرار الحكومة الإسرائيلية بشأن رفض الاعتراف الأحادي الجانب بالدولة الفلسطينية. القرار يومها نصّ على "أن إسرائيل ترفض بشكل قاطع الإملاءات الدولية بشأن التسوية الدائمة مع الفلسطينيين. والتسوية لن تكون إلا من خلال المفاوضات المباشرة بين الطرفين، من دون شروط مسبقة"
في نصّ القرار الجديد جاء"إن الكنيست يعارض، بشدة،
• إقامة دولة فلسطينية غربي نهر الأردن،
ويعتبر
• أن إقامة دولة فلسطينية في قلب أرض إسرائيل
• بمثابة خطر وجودي على دولة إسرائيل ومواطنيها،
• وسيؤدي إلى إدامة النزاع الإسرائيلي الفلسطيني وزعزعة استقرار المنطقة"[1] .
هذا الإجماع المشهود لم يكن ليجب مسارا لا ينكفئ إلا ليتقدم؛ فالصدى آت من بعيد؛ و إن بيت الصرف جوف الحرف.
مشروع القرار الموبوء هو حاصل جامع لبيان؛ لا يلغي بوجه سبب الجوقة؛ أو يبطل تأويلا في علة القران؛ فقد حظيَ بتأييد أحزاب المعارضة والائتلاف، بما في ذلك أحزاب "اليمين الرسمي" و"الليكود" و"المعسكر الرسمي" و"شاس" و"يهدوت هتوراه" و"عوتسما يهوديت" و"إسرائيل بيتنا" و"الصهيونية الدينية ".
جدعون ساعر؛ رئيس حزب "اليمين الرسمي" و عضو الكنيست؛ عاد من توه إلى نفسه؛ و انبرى يسترشد يقينا بشاهد على إرباك مهزوز؛ و صاغ العبارة على هوى من ذعر مقيم:"إن القرار يهدف إلى التعبير عن المعارضة الشاملة في صفوف الشعب الإسرائيلي لقيام دولة فلسطينية قد تعرّض أمن إسرائيل ومستقبلها للخطر".
أما القرار؛ ففي حد ذاته هروب إلى الأمام؛ الكيان اتخذه على عجل؛ نازل من إكراه ظرف قاهر. جعل ساعر؛ و إن رام من لفظه تحديا و هو صاغر؛ " يمثل رسالة إسرائيلية موجهة إلى المجتمع الدولي، تفيد بأن الضغوط الدولية الرامية إلى فرض دولة فلسطينية على إسرائيل لن تجدي نفعاً.".
آنف التوجه موصول الوثق "بخطة الحسم"؛ بتوكيد من سموتريتش لصحيفة هآرتس"إن الدولة الفلسطينية ستكون بمنزلة تقسيم لإسرائيل. إن استيعاب الضفة الغربية في إسرائيل هو بمنزلة التوحيد"[2] .
و منه بلزوم يصادر المطلوب"المفاوضات المباشرة بين الطرفين، من دون شروط مسبقة" هي حاصل مناورة تأخذ على المجهول؛ خبر المفاوض الفلسطيني مآلاتها.
المصطفى البرغوثي شاهد على ذلك الظرف العصيب: "سأقوله للتاريخ؛ مرة كنا لوحدنا جالسين وقال لي" ؛و كان محاصر طبعا من إسرائيل - يعني الرئيس ياسر عرفات- قال لي.. "اتفاق أوسلو كان فخا نصب لنا. نصب لقيادة منظمة التحرير"قال كلمة فخ وهو أدرك أنه الخطر الإسرائيلي؛و الذي يصير.. هو استخدام اتفاق أوسلو لتمرير الضم والتهويد"[3]
و اليوم؛ بات منها الفاعل الفلسطيني على حذر؛ و السند يأتيه مما تجترحه بطولات المقاومة في الميدان بغزة العزة.
إن "الطرف الثاني" مغيب بالقوة فعلا إلى أن باتت له كلمة الفصل بالقوة واقعا؛ الطوفان الأقصى زكاها ليجيب عيانا على ما جاهر به سموتريتش صلفا: "سيكون هناك من سيصرون على اختيار خيار ثالث، أي الاستمرار في مقاومة الاحتلال، وهم من سيتعامل معهم جيش الاحتلال بقوة كبيرة".[4]
لكن المسعى خاب؛ و لم يعد في العبارة ما يرفع العتاب. فالخبر اليقين؛ و من حيث لا يحتسب؛ جاء للكيان من مقاومة فلسطينية باسلة و إسناد بالإقليم؛ مسيراته وصلت إلى يافا لتبارك التمكين.
-----
[1] https://mukhtaraat.palestine-studies.org/ar/node/34816
[2] https://arabic.rt.com/world/1577914
-مجلس-الوزراء-يوافق-على-إجراءات-سموتريتش-لمكافحة-الاعتراف-بالدولة-الفلسطينية/
[3].مصطفى البرغوثي. لماذا لم تُحل القضية الفلسطينية؟ | بدون ورق 129 - 01-02-2024
www.youtube.com › watch › v=F6_cheSL29I
[4] https://www.alestiklal.net/ar/article/dep-news-1679832213
تعليقات
حول الموضوع
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي المركز وإنما تعبر عن رأي أصحابها |
|
هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟ |