|
غلق | | مركز الدراسات والابحاث العلمانية في العالم العربي | |
|
خيارات وادوات |
محمد رضا عباس
2024 / 7 / 20
قضية أخرى ظهرت و انقسم العراقيين عليها , هي الغزو التركي لبلدهم عام 2015. ففي يوم 4 كانون الأول 2015 نشرت وسائل الاعلام العراقية عن توغل القوات التركية بعمق 100 كيلو متر , وان هذه القوات كانت مدعومة من 20 الى 25 دبابة و قد تجحفلت في مدينة بعشيقة من محافظة الموصل .
الحكومة العراقية وقادة المكون الشيعي رفضوا التوغل , ولكن الاكراد وبعض عرب سنة العراق رفضوا التنديد . المجلس الوزاري للأمن الوطني اصدر بيانا جدد فيه " موقف العراق الرافض لدخول قوات تركية الى الأراضي العراقية الذي حصل دون موافقة ولا علم الحكومة العراقية واعتبره خرق لمبادئ حسن الجوار". وفي بيان اخر , نفت الحكومة ما ورد على لسان رئيس الوزراء التركي احمد داود اوغلو , بشان علم الحكومة العراقية بدخول القوات التركية الى محافظة نينوى". وأعلنت وزارة الدفاع العراقية , انها طالبت الحكومة التركية بسحب قواتها من الأراضي العراقية والمحافظة على مبادئ حسن الجوار .واعلنت وزارة الخارجية انها أرسلت الى تركيا مذكرة احتجاج شديدة اللهجة بشان " الانتهاك السافر" لسيادة العراق .
واعتبرت دولة القانون التوغل بمثابة غزوا, مطالبة حكومة السيد حيدر العبادي "الاستعانة بروسيا ". واعتبر حزب الفضيلة الإسلامي التوغل انتهاكا " واضحا لسيادة العراق و يهدد وحدته الإقليمية والمجتمعية " . ورفض التوغل جاء أيضا على لسان الكثيرين من نواب شيعة في البرلمان العراقي مثل حنان الفتلاوي, إسكندر وتوت , نوال جمعه , طه الدفاعي , عالية نصيف , واخرون.
وطالبت المرجعية الدينية في النجف , دول الجوار باحترام سيادة العراق والامتناع عن ارسال قواتها لأراضيه من دون موافقة الحكومة المركزية . وحمل ممثل المرجعية في كربلاء السيد احمد الصافي " الحكومة العراقية مسؤولية حماية سيادة العراق وعدم التسامح مع أي طرف يتجاوز عليها مهما كانت الدواعي والمبررات , وعليها اتباع الأساليب المناسبة فيما يحدث من مشاكل لهذا السبب". بينما اعتبرت جماعة علماء العراق بان التوغل العسكري " انتهاك صارخ للسيادة الوطنية" محملة الولايات المتحدة الامريكية مسؤولية هذا التوغل باعتبارها قائد التحالف الدولي .
لقد تعددت تفسيرات التوغل التركي الى اطراف الموصل , ومنها :
1. التفسير التركي يقول لا يوجد غزو وانما تم استبدال قوة بقوة أخرى جديدة . ومن ثم قالوا ان دخول القوات التركية جاءت استجابة لطلب السيد العبادي لتدريب قواته . ومن ثم قالوا ان القوات الجديدة جاءت لتوفير " حماية لجنودها المتواجدين قرب مدينة الموصل". وأخيرا , لمواجهة هجوم محتمل من الدولة الإسلامية , داعش. رجب اردوغان اتهم روسيا بتفعيل الازمة.
2. احد النواب اعتبر هدف تركيا ارسال قواتها للعراق جاء " لحماية النفط الذي يهربه تنظيم داعش الى انقرة " و اخر فسرها بانها عملية يراد منها تقسيم العراق طائفيا .
3. كاتب فسر التدخل التركي , لأن تركيا " باتت تخشى من ان تؤدي عملية تحرير الموصل على يد قوات الحشد الشعبي الى اسر الكثير من قيادات داعش و من الوارد جدا انها ستفضح اسرار تعاون النظام التركي معها ".
4. كاتب اخر اعتقد بان تركيا سوف تقطع محافظة نينوى من العراق وتعزل بها إقليم كوردستان العراق عن كوردستان سورية .
5. واخر قال بان تركيا تريد توسيع نفوذها في العراق من خلال منع حزب العمال الكردستاني من السيطرة على حدودها الجنوبية .
6. واخر يقول ان تركيا جاءت للعراق من اجل مواجهة الدور الروسي في سوريا والذي يتقاطع مع طموحات اردوغان بعد ازمة اسقاط تركيا الطائرة الروسية .
واختلفت الروايات عن من سهل الطريق للقوات التركية الدخول الى الموصل , حيث ان المحافظة كانت محتلة من تنظيم داعش الإرهابي آنذاك . السيد مسعود بارزاني اتهم بغداد باستقدام القوات التركية " لدعم قوة الحشد الوطني التي ستشارك في عملية استعادة الموصل". الاتهام رفض من بغداد بقوة. الرواية الثانية ان اثيل النجيفي , محافظ نينوى المفصول من وظيفته دعا القوات التركية , حيث جاء الاتهام من النائب عن محافظة نبنوى احمد عبد الله الجبوري الذي قال ان السيد النجيفي دعا القوات التركية " بحجة حماية المدربين الاتراك الذين يدربون الحشد الوطني".
الغزو التركي ادانته الجامعة العربية و وصفته ب " السافر" , فيما وصفت الأمم المتحدة دخول القوات التركية الى العراق " خرق للسيادة". وتلقى الدكتور حيدر العبادي اتصالا هاتفيا من امين عام حلف الشمال الأطلسي والذي عبر فيه الدكتور العبادي رفضه لدخول القوات التركية لان " هذه القوات موجودة دون علم وموافقة الحكومة العراقية". كما واستقبل السيد حيدر العبادي السفير الروسي في العراق وبحثا سوية " التطورات التي تشهدها المنطقة والتأكيد على أهمية احترام السيادة العراقية".
الاكراد من طرفهم , وعلى لسان النائبة عن التحالف الكردستاني بيريوان خيلاني , اعتبروا , ان " ما اثير مؤخرا بشان تواجد قوات تركية في منطقة بعشيقة شمال محافظة نينوى تقف ورائها اجندات سياسية داخلية وخارجية تسعى لتأزيم العلاقة بين البلدين والإساءة لهما وتخريبها خصوصا بعد تداعيات الازمة بين تركيا و روسيا".
اما الطرف السني , فقد قلل من الازمة بالقول بان القوات التركية في طريقها الى الانسحاب , وان تصريحات رئيس الوزراء حيدر العبادي بشان تلك القوات " مؤشرا على عدم احتراف الدبلوماسية ",وان " هذه الازمة استغلت من قبل بعض الهيئات والشخصيات لجعلها منابر للتصعيد الطائفي ولزيادة نفوذ بعض الشخصيات".
واخير اكد الرئيس التركي , ان من غير الوارد سحب بلاده لقواتها من العراق .
تعليقات
حول الموضوع
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي المركز وإنما تعبر عن رأي أصحابها |
|
هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟ |