النفس في الذات الإنسانية / من أنا ؟؟؟

عمر قاسم أسعد
2024 / 7 / 19

ليس من السهل على الذات التأثر والتأثير في نفسها وفي بيئتها المحيطة ــ كذات متكاملة ــ لها معالمها الخاصة من شكل وحجم ولون ، ولها قيمتها المادية والمعنوية ، وكل ما تحويه من خبرات وتجارب وأفكار ومشاعر ، لأنها في تطور مستمر دائم منذ الولادة وحتى الوفاة .
الذات قابلة للتعلم والتعليم التأثر والتأثير الحذف والتعديل التغير والتبديل ، قابلة للنمو والتشكيل ، وكل ما ذكرناه يساهم في فهم الذات الانسانية لذاتها لأنها كما تدرك الذات ذاتها ستدرك الذات الذوات الأخرى المحيطة من حولها من خلال المعرفة والتجارب والخبرات .
وهذا الأمر يساعد الذات على الفهم الكامل لسؤال قد يبدو للبعض ــ انه سؤال سطحي ــ، ولكنه في الواقع سؤال مبهم غامض عميق ... . (( من أنا !!! ))
إن قلة الخبرات والتجارب والتأثر والتأثير ستكون من أساب سطحية السؤال وبالتالي سطحية الإجابة للكثير الذي لا يمتلكون المخزون الكافي من خبرات وتجارب ، لجهلم بفهم ذاتهم وأيضا لعدم فهمهم للذوات الأخري في محيطهم المحدود . قد تتفاوت الأجابات وتختلف من ذات لأخرى حسب موقف الذات من السؤال ، قد تكون الإجابة ايجابية منحازة للأنا وقد تكون سلبية من منطلق هامشية الذات في المحيط ، قد تكون تمثل في طياتها بعض الايجابيات والسلبيات معا ، ومعظم الاجابات ربما يتم تحديدها من قبل الذات تبعا لنظرة الذات من حولها . تأخذ الاجابة منحى خاص من كل أقنوم في الذات الانسانية وحسب رؤيتها وتفاعلها مع المحيط الخارجي وحسب موقفها من باقي الأقانيم .
الإجابة ــ في الغالب ــ ستكون أكثر إيجابية وانحيازا لأقنوم الجسد المادي بما يمتلكه من حواس وبمقدار ما حققه من متعة وسعادة ورضى واكتفاء لمتطلبات الجسد وسد حاجاته المختلفة ، والعكس صحيح .
الإجابة ستكون أكثر انحيازا للذات إذا كان أقنوم العقل بما يملكه من ملكات التفكير وعلم ومعرفة وخبرات وتجارب . تكون الاجابة نابعة من مدى رضا اقنوم العقل عن العقل ــ من خلال قدراته ــ بصفته مناط التفكير ولأنه من النادر جدا ــ إن لم يكن من المستحيل ــ أن لا تشعر الذات بالرضا المطلق عن اقنوم عقلها ، ومن هنا ستكون الاجابة بلا شك ايجابية منحازة لأقنوم العقل .
كلما نظر أقنوم من أقانيم الذات إلى زاويته نظرة أحادية منفصلة عن باقي الأقانيم فأن الاجابة ستكون أيضا منحازة منفصلة عن الوحدة المتكاملة للذات .
إن النظرة الكلية للذات الانسانية كوحدة متكاملة تفهم كل أقانيمها وتنسجم معها هي من تحقق إجابة واقعية صادقة غير منحازة ، اجابة تتحسس مدى التفاعل والتناغم بين الذات وأقانيمها وبين الذات المتكاملة والبيئة المحيطة لتحقيق المزيد من التكيف والتوافق لاكتساب المزيد من التجارب والخبرات وموضوعية في الرؤية مما يعزز الثقة بالذات من خلال فهمها وإدراك خصائصها وسماتها وميزاتها التي تحقق معا بناء ذات انسانية متكاملة تمتلك مفاتيح التفاعل الايجابي مع المحيط وتتقبل الأخرين من خلال القدرة على الفهم والانفتاح على الحياة لخلق حالة من الترابط الذي يساهم في تحقيق الرضا عن الذات وتحقيقها كما هي ذات إنسانية متكاملة بكل أقانيمها .
أينما كنت الأن حاول أن تهدأ قليلا ، وكيفما كان جسدك منهك حاول أن ترتخي قليلا ، ومهما كان عقلك مشوش متعب حاول أن تصفي ذهنك رويدا رويدا ، اعمل على تحرير كل أقانيم ذاتك لتحقق نوع من الانطلاق من الداخل للخارج ، أغمض عينيك بهدوء . خذ نفسا بعد أخر ، حاول أن يكون النفس أعمق في كل مرة ، إهدأ قليلا واترك كل أقايم ذاتك تتحرر وتنطلق نحو الفضاء ، أرسم صورة ذهنية تجعل أقانيم ذاتك طيورا ترفرف بأجنحتها بكل حرية لا تخضع لمكان ولا زمان ، ما زالت عينيك مغلقة ، أستجمع كل أقانيم ذات ثانية ، ارسمها ذهنيا كما هي طيور قد جاءت إليك ، دعها أمام عينيك واسحب حواسك للداخل اشعر بالراحة والهدوء والسكينة ،
تحرر من كل شيء عالق ، الآن يكون السؤال موجها من ذاتك إلى ذاتك (( من أنا ؟؟؟ )) ............ اترك كل الاجابات تتداعى بحرية كنهر أمام ناظريك ، افتح عينيك رويدا رويد ، عش لحظات على أثر ما قمت به ، خذ نفسا عميقا وأشعر بالهدوء .
هذا ما كانت الذات تبحث عنه ، التحرر والانعتاق وتخطي حدود ( الزمكان ) لتعود ثانية خالية من الكثير من الشوائب العالقة والتي رغم هامشيتها تحتل في ذواتنا حيزا كبير تمنعها عن الانطلاق وتجعلها رهينة مقيدة

حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت