|
غلق | | مركز الدراسات والابحاث العلمانية في العالم العربي | |
|
خيارات وادوات |
محمد رضا عباس
2024 / 7 / 17
تشكل التحالف العسكري الإسلامي في شهر كانون الأول من عام 2015 بمبادرة سعودية. وكان التحالف في سلم أولوياته محاربة الإرهاب وفقا لاستراتيجية تشمل الجوانب الفكرية، الإعلامية، ومحاربة تمويل الإرهاب والعمل العسكري ضده. انضم الى الحلف 34 دولة ومن ثم اصبح العدد 41 دولة من الدول الاسلامية .
هذا الحلف انقسم حوله العراقيون ما بين مؤيد ورافض له , وبشديد الاختصار فقد ايد الحلف قادة المكون السني بشقيه العربي والكردي , فيما رفضه قادة المكون الشيعي.
كان على راس المؤيدون لهذا الحلف هو زعيم جيش الطريقة النقشبندية والهارب , عزة الدوري , وقال انه يشد على ايدي قادة التحالف وعلى راسهم الملك سلمان بن عبد العزيز. وكشف مصدر قيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني , ان الرئيس مسعود بارزاني اجتمع بمكتبه السياسي من اجل ارسال وفدا رفيع المستوى من اجل الانضمام الى التحالف الجديد الذي تقوده السعودية . واكد المستشار الإعلامي في مكتب رئيس إقليم كردستان كفاح محمود , ان الإقليم سيكون له دورا في أي تحالف جديد لمكافحة الارهاب. وقال عضو اتحاد القوى العراقية , النائب رعد الدهلكي , الذي يمثل السنة , ان " هذا التحالف دليل قاطع على ان داعش لا يمثل الإسلام , وانه عدو للإسلام , لذا نامل من هذا التحالف ان يرسل رسالة محاربة داعش". و برر الخبير والمحلل السياسي والأمني مصطفى العاني عدم ضم ايران الى التحالف بالقول " بدون شك بالنسبة للمملكة العربية السعودية فان ايران هي جزء من المشكلة , اما بالنسبة للعراق فان عدم ضمه يأتي للتواجد الكبير للحرس الثوري الإيراني على أراضيه والدور الذي تلعبه طهران في هذه الدولة".
وقابل الترحيب السني للحلف , رفض عنيف من قبل قادة المكون الشيعي . فقد طالب عضو كتلة بدر النيابية حمدان الشبلي الحكومة السعودية ب " وقف دعمها للإرهاب وإيقاف تدفق الإرهابيين " الى العراق وسوريا قبل إعلانها عن نية تشكيل تحالف إسلامي لمحاربة الإرهاب. واعتبر نائب رئيس الوزراء بهاء الاعرجي ان تشكيل هذا التحالف جاء ب " قرار امريكي" بهدف تعزيز جبهتها في حرب المحاور في المنطقة , مبينا ان هذا التحالف لن يكون بعيدا عن " البعد الطائفي". واعتبر رئيس كتلة القانون في البرلمان علي الاديب " بعد اعلان ما يسمى بجيش الطريقة النقشبندية انضمامه و دعوته لبقية الفصائل الإرهابية المسلحة في المنطقة للانضمام للتحالف السعودي العسكري , يبين للراي العام الدور الحقيقي لهذا التحالف , والذي يهدف بالتأكيد الى تأجيج الصراع الطائفي في العالم الإسلامي بالوكالة عن العدو الصهيوني". ودعا زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر التحاف العسكري الى الابتعاد عن الطائفية وان لا تكون كل دولة من " الإسلام السني" , فيما شدد على ضرورة عدم مشاركة بعض الدول فيه لكونها " داعمة للإرهاب", طالبا بالبدء ب " تل ابيب و بورما". واستغرب المرجع الديني الشيعي محمد تقي المدرسي في تشكيل السعودية لهذا التحالف " في الوقت الذي كانت و ما تزال تقدم الدعم المالي والإعلامي" للإرهابيين . واعتبر خطيب جمعة النجف صدر الدين القبانجي , ان " التحالف السعودي العسكري بمشاركة 34 دولة و بعنوان التحالف الإسلامي لمواجهة الإرهاب , يلفه غموض كبير وعلامات استفهام واسعة", موضحا , انه " تحالف غير شرعي لان العراق وهو الدولة المعنية ليس لديه علم ولم تؤخذ استشارته بهذا الموضوع".
كان سبب اعلان السعودية عن تشكيل هذا التحالف هو كثرة الانتقادات الدولية التي اشرت الى دول الخليج في دعمها للمتشددين الإسلاميين , فكان على السعودية تحمل عناء تشكيل هذا التحاف لإظهار البراءة من المتشددين , وبنفس الوقت محاولة خلق توازن شيعي – سني في المنطقة بعد ان استطاعت القوات العراقية و بدعم من قوات الحشد الشعبي اخراج قوات داعش من مناطق عراقية محتلة.
لقد ارادت السعودية وبسرعة تشكيل هذا الحلف ليقف بوجه خطط ايران لوقف المساعدات العسكرية الى النظام السوري واليمني , ولهذا السبب أدخلت أسماء خمس دول الى التحالف ولم تكن تعلم بتشكيله , ودول أخرى لا تملك المال والقوة العسكرية تؤهلها لخوض معركة خرج حدودها ,والأكثر من ذلك هو استبعاد العراق من هذا التحالف وهو المحور الأساسي لمحاربة الإرهاب في منطقة الشرق الأوسط .
الشيء الاخر الذي اخذ على تشكيل هذا التحالف هو ضم دول له متنافرة ولا تطيق الواحدة الأخرى .على سبيل المثال ,كان يسود توتر بين عدد من دول التحالف مثل مقاطعة مصر و3 دول خليجية لقطر، والعلاقات المتوترة بين مصر وتركيا منذ الإطاحة بالرئيس الإسلامي محمد مرسي. كما وان انضمام تركيا الى هذا الحلف قد فسر بانه محاولة لحصول كلا الدولتين الضوء الأخضر من الغرب لنشر قوات برية في سورية وضرب طهران في الداخل السوري, كما واتهم الحلف بالسعي لتأسيس دولة سنية في المدن المحررة في العراق , وأخيرا , انتقد التحالف لأنه لم يعطي تعريف واضح للإرهاب ومن هم الارهابيون , وان هذا التحالف لم يحدد موقفه من احتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية.
تعليقات
حول الموضوع
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي المركز وإنما تعبر عن رأي أصحابها |
|
هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟ |