![]() |
غلق | | مركز الدراسات والابحاث العلمانية في العالم العربي | |
![]() |
خيارات وادوات |
فلاح أمين الرهيمي
2024 / 7 / 14
إنها فاتنة الدنيا وحسناء الزمان التي أدخلت البهجة والسرور إلى كل بيت في العراق والدليل على ذلك تظاهر الجماهير الواسعة المؤيدة للثورة لأنها كانت منطلقة ومتفجرة من جميع شرائح وجماهير الشعب العراقي حيث كان الضباط الأحرار الذين فجروا الثورة يمثلون جميع طوائف وأجندة الشعب العراقي كان منهم الشيعي والسني والمسيحي والصابئي والعربي والكردي وغيرهم كما كان الضباط الأحرار يمثلون أعضاء الجبهة الوطنية ويسترشدون بتوجيهاتها وإشرافها حيث الضباط الأحرار على علاقة وثيقة وحميمة بالجبهة الوطنية التي تشكلت عام / 1957 من أجل تغيير النظام الملكي العميل للاستعمار في العراق وكانت الجبهة الوطنية مكونة من الحزب الشيوعي العراقي والحزب الوطني الديمقراطي وحزب الاستقلال وحزب البعث العربي الاشتراكي والحزب الديمقراطي الكردستاني وكانت هذه الأحزاب تمثل جميع الشعب العراقي بمختلف طبقاته وقومياته وأديانه ومن خلال ذلك أصبحت ثورة تعبر عن أماني وطموحات الشعب العراقي ولذلك من الظلم والإجحاف التنكر لها وإلغائها.
لقد هزت وزعزعت هذه الثورة العظيمة وإثارة الخوف والذعر في جميع الحكام العملاء في منطقة الشرق الأوسط وخاصة الدول في المنطقة حيث سارعت بريطانيا بإرسال قواتها إلى المملكة الأردنية لحماية نظامها العميل من ثورة الشعب وكذلك أرسلت الولايات المتحدة الأمريكية أسطولها السادس وأنزلت قواته في لبنان لحماية حكم كميل شمعون ... كما حطمت حلف بغداد العدواني وأثارت الرعب والخوف في حكام إيران وتركيا ومن إنجازاتها التي أثارت الرعب والخوف والذعر في قلوب الحكام الرجعيين في المنطقة حيث طبقت ونفذت قانون الإصلاح الزراعي وتوزيع الأراضي على الفلاحين الذي أثار الإقطاعيين وأصدقائهم وحلفائهم من رجال الدين الذين حاربوا الثورة ومنجزاتها وخاصة عندما أقرت وحققت قانون مساوات الرجل مع المرأة كما أثارت القوى الرجعية في العراق والمنطقة من خلال إشاعة الحريات الديمقراطية الواسعة كما شيدت المدارس والمستشفيات والجامعات في جميع المدن والأقضية والنواحي العراقية وشيدت وأسست المناطق وبناء دور السكن للفقراء في مدينة الثورة الذي استبدل اسمها إلى مدينة الصدر في بغداد وفي جميع المدن العراقية والقضاء على أزمة السكن وتشجيع رأس المال الخاص وفتح المصانع والمشاريع الصناعية وأنصفت الموظفين في دوائر الدولة حيث عدلت رواتبهم ووزعت الأراضي السكنية عليهم كما أقرت قانون (80) الذي حدد المناطق والأراضي على شركات النفط الأجنبية والحد من نشاطها وتدخلها في شؤون الدولة العراقية حيث كانت شركات النفط مسيطرة على البلاط الملكي وتعتبر دولة في وسط الدول العراقية أن ثورة 14/تموز/1958 منبثقة من الشعب العراقي وهي تمثل أنجح وأنضج حركة ثورية وطنية في العراق بالرغم من ثورة العشرين/ 1920 وحركة بكر صدقي 1936 وحركة رشيد عالي عام / 1941 ولذلك تعتبر ثورة الرابع عشر من تموز ثورة أصيلة ونابعة من أعماق الشعب العراقي وحققت جميع أماني وطموح الشعب العراقي في الحرية والاستقلال والسيادة والتصنيع حيث شيدت عشرات المصانع وانتعاش وتطور الزراعة حيث حققت الاكتفاء الذاتي للشعب العراقي والقضاء على الفقر والبطالة وأزمة السكن إضافة إلى الحريات الديمقراطية واستقلال العملة العراقية بعد أن كانت مرتبطة بالجنيه الاسترليني وجعل الاقتصاد العراقي مرتبط وتابع للاقتصاد البريطاني وحولت النظام العراقي من النظام الملكي إلى النظام الجمهوري هنالك أسباب ومصالح وأنانيات مغرضة رجعية وإقطاعية حاقدة هي التي دفعت أيتام الإقطاع والرجعية إلى إلغاء ثورة الرابع عشر من تموز.
صحيح أن هؤلاء العملاء الحاقدون شطبوا وألغوا اسم الثورة من على صفحات العطل الرسمية ... إلا أن الشعب سوف يبقى يحتفل بهذه الثورة العملاقة بالرغم من الأيتام والعملاء لأن هذه الثورة غرزت في القلوب ودرست وعلمت الشعب الحرية والعز والكرامة واحترام حرية الإنسان والديمقراطية الصحيحة ,,, إن كل حدث يبقى في ذاكرة الناس وفي بطون الكتب وثورة 14/ تموز/ 1958 ستبقى الوجه الناصع والأبيض في تاريخ العراق العظيم المجد والخلود والعز والذكر الطيب لثورة 14/ تموز/ 1958 ولرجالها الأبطال الميامين.
تعليقات
حول الموضوع
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي المركز وإنما تعبر عن رأي أصحابها |
|
هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟ |