النفس في الذات الانسانية / العلاقة بين الأقانيم (1)

عمر قاسم أسعد
2024 / 7 / 14

على الذات الانسانية أن تتوازن مع الأقانيم التي تشكلها كذات متكاملة ، وأن تبدي إنحياز ملحوظ لأقنوم العقل من خلال التحرر في عمليات التفكير ، والابتعاد ــ قدر الامكان ــ عن أخذ الاحكام المسبقة أو التمترس وراء أفكار سابقة أو الانحياز لأفكار دون سواها أو حتى الجمود الفكري الذي قد يعتري بعض العقول ويهدد وجودها كعقول حرة منطلقة نحو فضاءات العلم والمعرفة مما يبقيها عقول جامدة ما زالت تقبع في بوتقة قصص وأساطير وحكايات عفا عنها الزمن .
كما أن انجرار العقل وراء النمط التلقيني سيخلق نوعا من الذات الميكانيكية لأن الخبرات والتجارب هنا لا مكان لها حيث تعبر الذات عن ذاتها من خلال ما استقبله اقنوم العقل .
ولا شك أن هناك الكثير من ضغوط الحياة التي تعيشها الذات ، وهذه الضغوط ــ بكافة أنواعها ــ لا بد أن تؤثر في الذات وتجعلها قابلة لتقبل أفكار خاطئة ، وكلما سارت الذات على هذا النهج كلما تراجع مستوى اداء العقل وقل استعمال آليات التفكير وأصبحت الذات منقادة وتابعة لا تمتلك الشخصية المتكاملة التي تؤهلها لأن تكون ذات لها حيز ومكانة في هذه الحياة .
وكما أسلفت في بداية هذا الكتاب ــ أن هذا الكون الشاسع يثير في الذات الكثير الكثير من الأسئلة التي تحتاج إلى أجابات ، وكل سؤال يتفرع عنه عدة أسئلة ، وكل إجابة ناتجة عن سؤال سابق ، وكل سؤال ينتج عنه عدة أسئلة ، وكل نتيجة مرتبطة بسبب وكل سبب ناتج عن أسباب أخرى ... وهكذا . فالعقل ما زال ككرة الثلج يكبر بأسباب ونتائج وتوالد أفكار جديدة تكون موضع لتسائل أخر ... .
وكلما كانت الرغبة في البحث عن التساؤلات والإجابات والتفسيرات كلما زاد المخزون المعرفي والخبرات والتجارب كلما كانت الذات تمتلك القدرة على استخدام ما سبق لإصدار الأحكام في مختلف القضايا ، لأن الذات قد امتلكت القدرة على ضبط المتغيرات التي تحيط في مجال معرفتها وإدراكها .
إن الخبرة العملية في الحياة تأتي من خلال التراكمات المعرفية وخوض التجارب لاستكشاف مشكلات جديدة .
ولا يعني ــ مما سبق ــ أن تهمل الذات باقي الأقانيم التي تشكلها ، لما لها من دور بناء في إبراز الذات بشكلها ووزنها وقيمتها المادية والمعنوية ، إذ أن اقنوم الوجدانيات كجزء من مقومات الذات وذا بعد هام في النمو العاطفي والانساني والاجتماعي لما لها من أهمية في عملية البناء الايجابي للمنظومة الوجدانية وإبراز دورها في الاستجابات العاطفية من حب وسرور وفرح . ... الخ
على أن ليس ما يصادف الذات يجب أن يكون ذا بعد عاطفي إيجابي ، إذ أن هناك الكثير من المتغيرات تبعا للمواقف والسلوكات والأفعال والمثيرات مما يؤدي لاكتساب الكثير من المظاهر السلبية من كره ومقت وقلق واكتئاب وغضب . ... الخ والتي سرعان ما يتلقفها أقنوم العقل ليتم تخزينها في منطقة اللاشعور لتسترجعها الذات كشكل من أشكال المظاهر السلبية ، لأن الوجدانيات تشمل كل ما له علاقة في الذات الانسانيية من اللذة والألم والعواطف والصور . ... الخ
حيث أن المنظومة الوجدانية تمر بثلاث مراحل . مرحلة من اللذة والألم وهذه المرحلة تمتاز بسمتها العامة . مرحلة من الانفعالات المختلفة من حزن وخوف وفرح . ... وهذه المرحلة تمتاز بسمتها الخاصة . مرحلة من العواطف التي هي بمثابة مجموعة منظمة من الانفعالات تنشأ حول موضوع أو موقف معين

حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت