|
غلق | | مركز الدراسات والابحاث العلمانية في العالم العربي | |
|
خيارات وادوات |
فوز حمزة
2024 / 7 / 9
خطر ببالي حينما بدأت بكتابة الرسالة، ترك السطر الأول فارغًا، فربما تجمعتْ في قلبي غيمة من حروف فأعود للكتابة إليكِ ثانية.
حبيبتي، حالما انتهيت من لبس بدلتي الرمادية، التي تحبين، ورششت رذاذًا من عطركِ المفضل، نظرت إلى نفسي في المرآة، أرسلت قبلة لصورتي المنعكسة فيها لأنها أخبرتني أني سأقابل المرأة الأحب إلى قلبي!.
قبل خروجي من المنزل، كان الارتباك باديًا عليّ وفي يدي رعشة خفيفة كادتْ أن تفشي السّر، لقد لاحظتْ ذلك حينما بدأتُ ألفُ حول خصرها الشريط البنفسجي، لونك المفضل. كنتُ قريبًا منها، احتضنتها،عبيرها أسكرني وجعلني أفكر في أشياء لا أستطيع البوح بها، قد تندهشين، لكنها الحقيقة. في النهاية كان عليّ حملها بين ذراعيَّ والخروج من المنزل مسرعًا.
أجلستها على الكرسي بجانبي، لا أخفي عليكِ، كانت متلهفة للقياكِ، طوال الطريق وأنا أقود السيارة تسألني عنكِ، كيف هي، متى تصل؟!.
سألتها محاولاً إثارة غيرتها:
- هل حقًا تودينَ مقابلتها؟. احذري قد تثير بحسنها غيرتكِ!.
- إلى هذا الحد جميلة؟. سمعتها تقول
- كالقمر!. أجبتها في سرّي.
نظرتُ إليها حيث تجلس، في حقيقة الأمر، لا أعرف من منكما الأجمل!.
- وعدّتني أن تعرفني عليها!.
- وأنا عند وعدي، بعد قليل ستكونينَ بين يديها.
- هل تستحق فعلًا؟.
لم أجبْ، نظرت لها بطرف عينيّ أحاول استفزازها بسكوتي.
- هل وصلنا؟.
سألتني وكأنما عَلِمتْ ما في نفسي من لهفة للقياكِ.
ابتسمت ولم أرد. لم أخبرها أنني أسابق الطريق لأصل في الموعد.
فتحتُ المذياع كي لا أشعر بثقل الوقت. تنهدتُ، سمعتها تتمتم: لن تكون أجمل مني أبدًا!.
صمتُ، هناك أشياء لا يفقه كنهها إلّا أنا وأنتِ.
حين وصلنا، ومن شدة ما أنا فيه من فرح، نسيتُها في السيارة، انشغلت بكِ حبيبتي، يا شمسي، التي غابتْ منذ أول أمس وها هي تعود في إشراقة يوم جديد.
سأعودُ إلى السطر الأول لأكتبَ لكِ: عدتُ إلى سيارتي فوجدتها تنتظر وقد ذبُلتْ.
ما زالتْ إلى هذا اليوم تعاتبني باقة الورد، التي نسيتُ إهداءها إليكِ!.
تعليقات
حول الموضوع
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي المركز وإنما تعبر عن رأي أصحابها |
|
هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟ |