عشتار الفصول:11468 العقلُ البشريُّ أكبرُ الشموسِ والساحرُ الأروعُ عبرَ العصورِ.

اسحق قومي
2024 / 7 / 9

. بعيداً عن القراءاتِ التي تناولتِ العقلَ البشريَّ منذُ أنْ تمَّ التمييزُ بينَ الذاتِ والموضوعِ وبعيداً عن المروياتِ الأسطوريةِ والطقوسِ التي تناولتْ مفهومَ العقلِ أو حاكتْ بعضاً من جوانبِه وبعيداً عن كمْ يبلغُ وزنُ العقلِ البشريِّ أو متوسطُه وكمْ خليةٍ تكوّنه لا بلْ ملايينِ الخلايا ولا للتقسيماتِ التي أجرتْها عليه العلومُ التشريحيةُ وتعيينِها مناطقَ الفهمِ والفكرِ. بعيداً عن هذا وحتى عن الآراءِ الفلسفيةِ وطبقاتِها وأزمنتِها سنبقى نؤكدُ على شيءٍ هامٍّ. أنَّ العقلَ البشريَّ هو مركزُ الكونِ والوجودِ والعالمِ. العقلُ البشريُّ هو الذي خلقَ كلَّ المنظوماتِ بحسبِ مسيرتِه التاريخيةِ وتطورِه عبرَ العمليةِ (العضليةِ) والعقليةِ والمجتمعيةِ. العقلُ البشريُّ هو من خلقَ لنا علوماً مختلفةً لنعرفَ بها أنفسَنا. فالعقلُ هو أسُّ العالمِ في المنظورِ الفلسفيِّ والعلميِّ والمعرفيِّ وحتى في العلومِ الإنسانيةِ. فيه تكمنُ أسرارُ العالمِ وعنه ستزدادُ معرفتُنا للحقائقِ دونَ المروياتِ الخرافيةِ وبه تمكّنَ الإنسانُ من اقتحامِ الفضاءِ وما بعدَ الفضاءِ وإلى أسفلِ البحارِ ولا زالَ يُناضلُ وسيبقى يُقدِّمُ لنا دوماً عبرَ مسيرتِه رؤيةً حقيقيةً عن ما كُنّا نظنُّ بأننا نعرفُ أشياءَ عن هذا الجانبِ أو ذاك. ولكنْ التطورُ المعرفيُّ الذي هو نتيجةٌ حتميةٌ للعملياتِ العقليةِ والبحثِ الدائمِ عن تلك العاشقةِ التي نبحثُ عنها كلُّنا فإنَّ العقلَ يُقدِّمُ لنا يومياً قضايا في غايةِ الأهميةِ لحلِّ الإشكالاتِ التي وقعْنا فيها من قبلُ في تفسيرِنا للأمورِ والقراءاتِ الخاطئةِ التي كُنّا نظنُّها بأنها سليمةٌ في مضامينِها ونتائجِها. أجلْ العقلُ البشريُّ مخزنٌ مترامي الأطرافِ يجمعُ التجاربَ البشريةَ برمتِها في كينونتِه ويعترفُ بأنه لازالَ يستعرضُ قواها ومناسباتِها. وقد تفلسفَ أصحابُ الرأيِ فيه حتى قالوا عنه بأنه أحدُ علماءِ الجنِّ لأننا نعرفُ مدى صغرِ حجمِه ورغمَ هذا فإنه يُجري عملياتٍ عقليةً لعلومٍ تجريديةٍ وغيرِ تجريديةٍ بسرعةٍ تذهلنا جميعاً رغم أننا لا نرى تلك العملياتِ التي تجري بداخله وكيف تتألفُ تلك النغماتُ المعرفيةُ إلا أنه فعلاً أحدُ أكبرِ السحرةِ على مدى التاريخِ البشريِّ قاطبةً. العقلُ البشريُّ كانَ موضعَ اهتمامِ الفلسفاتِ عبرَ التاريخِ إلا أنَّ الأمرَ الهامَّ بالنسبةِ لدراسةِ العقلِ وأهميتِه كان في القرنينِ السابعَ عشرَ والثامنَ عشرَ إذْ كان موضعَ اهتمامِ الفلاسفةِ بشكلٍ خاصٍ كونهُ هو الحقلُ الذي تجتمعُ فيه كلُّ المتناقضاتِ والمنطقياتِ والأخلاقياتِ والأوامرِ والنواهي والمقبولِ والمرفوضِ والمعمّمِ وغيرِ المعمّمِ هو جامعٌ للقيمِ عبرَ منابعِها ومناهلِها وهو من يتحكمُ في دفةِ سفينةِ الإنسانِ عبرَ ضميرِه وأخلاقِه وسلوكياتِه وهو من يُقدّرُ ويُقيّمُ المعانيَ والكلماتِ والنفائسَ من المجوهراتِ. العقلُ ذاكَ النيزكُ الصغيرُ لكنه هو من خلقَ الوجودَ ولولا فهمِنا واستهلاكِنا للعالمِ معرفياً أظنُّ كان الوجودُ لا شيءَ ولا أريدُ أن أقولَ كان عدماً. إنَّ العدمَ نقيضُ المعرفةِ لابلْ هو منطقةٌ يقرُّ بوجودِها العقلُ لكنه لا يعرفُها معرفةً حقيقيةً وعلميةً بل هو عبارةٌ عن عالمٍ نشعرُ به وقد يكونُ لنا قراءاتٌ أخرى بشأنِ العدمِ لأنه ليس موضوعَنا اليوم. ونحن إذْ نؤكدُ اليومَ على أنَّ العقلَ هو الإمامُ الأولُ والأخيرُ للمعرفةِ برمتِها وبه تتمُّ عملياتُ القياسِ المعرفيِّ أو العلميِّ أو الإنسانيِّ وإذا لم نُخضعْ تلك العملياتِ لنارِ العقلِ وأتونِه ستبقى تلك الأنشطةُ مجردَ إرهاصاتٍ شعوريةٍ ووجدانيةٍ للإنسانِ. أما ما أتوقعُه أن يُخلقه العقلُ غير الذكاءِ الاصطناعيِّ فإنني أتوقعُ أنْ يصلَ إلى نهاياتِ ما نسميهِ العالمَ والوجودَ ولكنْ ليس دفعةً واحدةً. وعلى سبيلِ المثالِ فكما كان البشرُ يُسافرون عبرَ الدوابِّ ثم وسائلِ النقلِ والبحريِّ منه وكانوا يصلونَ من الشرقِ إلى أمريكا خلالَ رحلةٍ تتجاوزُ الـ 3 شهورٍ بينما اليومَ يمكن بعد عشرِ ساعاتٍ يصلُ الإنسانُ من الشرقِ الأوسطِ إلى أمريكا وغداً في السنواتِ العشرينَ القادمةِ سيصلُ الإنسانُ على نفسِ المسافةِ ولكنْ بوسائلَ متطورةٍ إلى نصفِ المدةِ وبعدها إلى ربعِها. إنَّ الفضلَ الوحيدَ ليس بالدعاءِ ولا بالنذورِ ولا بالخرافاتِ تتمُّ هذه العملياتِ فطائرةٌ تزنُ آلافَ الأطنانِ تطيرُ على ارتفاعاتٍ شاهقةٍ ولها سرعةٌ فائقةٌ فهذه نتاجُ العقلِ والإيمانِ بتلكَ النتائجِ هذا ما يُميّزُ الإنسانَ الحضاريَّ والعصريَّ عن إنسانِ الخرافةِ والإيمانِ بها تلكَ التي ستؤدي بالبشريةِ إلى مزيدٍ من سفكِ الدماءِ. العقلُ ونتائجُه هي الفردوسُ المفقودُ وغيرُ هذا من كلامٍ فهو هراءٌ وتدليسٌ على المنتجِ العقليِّ. وللحديثِ صلةٌ مع العقلاءِ
. اسحقُ قوميٌّ. 9/7/2024م.

حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي