|
غلق | | مركز الدراسات والابحاث العلمانية في العالم العربي | |
|
خيارات وادوات |
فوز حمزة
2024 / 7 / 5
أذكرُ أنني كنتُ أجلسُ في حوشِ الدارِ أنظرُ إلى السماءِ التي كانتْ تمطرُ بغزارةٍ وبيدي دميتي الصغيرة ذاتَ الشعرِ الأشقرِ، كانتْ بعمرِ الخمسِ سنوات، مثلي تمامًا.
حاولتُ أن أجيبَ والدي حينما سمعتهُ يَصرخُ كالرعدِ كي أدخل .. صوتي لم يطاوعني وبقي محبوسًا داخل رقبتي .. حتى بعد دخولي المدرسة .. كانت شفتاي تتحرك .. لكن صوتي غير مسموع ..
الغريبُ أن أمي وأبي وأخوتي كانوا يتفاخرون أمام الناسِ بصمتي .. فازدادُ خرسًا..
ذاتَ ظهيرة، وأنا أستحمُ حدثَ شيء غريب .. سمعتُ نفسي تدندنُ بأغنيةِ حب .. حدثَ ذلك رغمًا عني .. صوتي كانَ جميلاً .. لكن سرعان ما أخفيتهُ في إحدى زوايا الحمام لئلا ينكشفَ أمري!.
قالَ لي أبي: ستتزوجينَ بعد ليلتينِ أو ربما جمعتينِ .. وهو يخرجُ من الغرفة، أمرني أن أخبّىءَ صوتي بين ثيابي كي لا يسمعهُ عريسي ..
في ليلة زفافي .. همسَ زوجي حينما رآني أُخرج صوتي من الحقيبة: ما حاجتي إليه؟!. ثم استطردَ بعد أن قبّلني: ما رأيكِ لو ندفنهُ تحت إحدى الأشجار؟.
هناكَ لن يعثر عليه أحد ..
اكتفيتُ بهزةٍ من رأسي و وقفتُ أنظرُ إلى زوجي وهو يدفنُ صوتي تحتَ شجرةِ النارنج ..
مرتْ المواسمُ وروتْ الأمطارُ الشجرة لتزهرَ ذاتَ ربيع ..
كانتْ الطيورُ تغردُ بصوتٍ جميلٍ ..
كان ذلكَ صوتي ..
كم أفتقدُ صوتي؟!.
تعليقات
حول الموضوع
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي المركز وإنما تعبر عن رأي أصحابها |
|
هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟ |