|
غلق | | مركز الدراسات والابحاث العلمانية في العالم العربي | |
|
خيارات وادوات |
محمد رضا عباس
2024 / 7 / 2
هذا الجزء والاجزاء القادمة الأخرى سوف تغطي معركة تحرير الموصل من يوم بدايتها حتى اعلان النصر العسكري النهائي على تنظيم داعش . اعتقد الموضوع مهم لأهل العراق , لأهل الموصل , وجميع المهتمين بدراسة ظهور تنظيم داعش , إضافة الى المختصين في شؤون التاريخ والسياسة . أتمنى من القارئ الكريم ان لا يبخل بتسجيل ملاحظاته خدمة للحقيقة .
بقيت حدود المناطق المحتلة من نينوى هادئة من ازيز الرصاص والهجمات العسكرية وذلك لانشغال القطعات المسلحة العراقية في تحرير مدن صلاح الدين والانبار , وانشغال القوات الكوردية بحماية أراضيها من هجمات داعش . وكانت القيادة السياسية والحكومية تأمل ان تتحرر الموصل على يد ابناءها وذلك عن طريق ثورة شعبية او تشكيل مجاميع مسلحة تقاتل داعش داخل المدينة وبذلك تجنب المدينة ويلات الحرب والدمار. لقد انتظرت الحكومة ولكن بدون جدوى حتى بعد ما يقارب على سنتين من احتلال داعش المدينة وحتى بعد ان تحررت مدن مهمة من يد داعش مثل تكريت والرمادي والفلوجة. لقد جاءت اشارت البدء بتحرير الموصل من المانيا , حيث اعلن الدكتور العبادي في مؤتمر صحفي بتاريخ 11 شباط 2016 انه امر القوات العراقية التوجه الى محافظة الموصل ,وفي يوم الجمعة المصادف 12 شباط كشف النائب عن محافظة نينوى السيد عبد الرحمن اللويزي عن وصول طلائع لواءين ضمن فرقة 15 الى قضاء مخمور بالمحافظة للمشاركة في تحرير الموصل , وقال اللويزي ان اللوائيين قد جاءتا قادمتين من "معسكر بسماية في بغداد" , مبينا ان "فوج مغاوير الفرقة 15 وصل أيضا الى مخمور". السيد اللويزي قال انه تم " استقبال الطلائع من قبل قائد العمليات اللواء نجم الجبوري "مشيرا الى " صدور قرار من القيادة العسكرية بشمول اللواء 91 التابع للفرقة 15 المتواجد حاليا بمنطقة خازر احدى مناطق نينوى المتحررة للمشاركة بالتحرير أيضا". وفي نفس اليوم أعلن التلفزيون الرسمي العراقي عن مباشرة القطعات العسكرية لتحرير نينوى بالتحرك الى قواطع المسؤولية قرب الموصل. حيث ذكرت القناة العراقية في خبر عاجل ان " القطعات العسكرية لتحرير نينوى باشرت بالتحرك الى قواطع المسؤولية قرب الموصل " وأضافت ان " الفرقة 15 وصلت الى مخمور وستصل كافة القطعات خلال الأيام المقبلة".
مسؤول محور مخمور في قوات البيشمركة السيد نجاة علي أعلن ان قوات عراقية قد توجهت الى مخمور قرب أربيل بموجب اتفاق بين الجيش العراقي وحكومة كوردستان لافتا الى ان مكان تمركزها جاهزة . اخبار أخرى ذكرت ان دخول القوات العراقية الى مخمور كانت بوساطة أمريكية ولكن إقليم كوردستان نفى الخبر ذاكرا ان كوردستان مستعدة للتعاون مع كل قوة تساعدها على محاربة داعش . و مع هذا فقد كشف مسؤول عن محور بعشيقة لقوات البيشمركة حميد افندي ان هناك شروط لدخول القوات العراقية الى مخمور ومنها ضمان امن حدود كردستان " كي لا يتكرر ما حصل في الماضي ولا يتكرر الهجوم على إقليم كوردستان " وان الإقليم في حاجة الى "تثبيت الحدود الحقيقية للإقليم في الجزء المسمى بحدود الموصل , فضلا عن بناء سور امني ثابت يحمي الإقليم من اية هجمات مباغتة". بصريح العبارة المسؤول الكردي كان يطالب برسم الحدود الجديدة لكردستان قبل قبول الدخول في المعركة ضد داعش في الموصل وبذلك سوف لن تجابه القوات الكوردية مشاكل مع السكان المحررين من قبضة داعش حسب تعبيره , حيث يقول ان" الالية التي تخطط لها قوات البيشمركة في المشاركة بتحرير الموصل تختلف عن بقية الخطط لان قوات البيشمركة تريد ان تدخل للمناطق التي لا تسبب لها اية مشاكل فمدينة الموصل ليست جزء من حدود إقليم كوردستان وليس واجب على هذه القوات ان تدخل الى المدينة , لكننا نستطيع المشاركة في رسم الخارطة الاستراتيجية". الا ان النائب عن محافظة نينوى السيد عبد الرحمن اللويزي كشف في حديث الى السومرية نيوز ان إقليم كردستان يحاول استغلال ملف تحرير الموصل على الجانبين "العسكري والسياسي". عسكريا , من خلال مشاركة البيشمركة في تحرير الموصل ودعم حلفاء كردستان مثل محافظ نينوى المقال السيد اثيل النجيفي . وأضاف السيد اللويزي " اما سياسيا فانه وضع شروطا قاسية مثل إعطاء رواتب البيشمركة وتطبيق المادة 140 , لمرور قوات اتحادية عبر أراضيه للتمركز قرب الموصل لتحريرها" السيد اللويزي ذكر ان الاكراد قد تراجعوا من شروطهم بسبب الضغط الأمريكي عليهم .
كما كانت هناك مخاوف من عدم مشاركة الحشد الشعبي في تحرير المحافظة من تنظيم داعش , هذه المخاوف عبر عنها رئيس لجنة الامن والدفاع النيابية السيد حاكم الزاملي من ان القوات المحررة ستكون غير "عراقية خالصة", متوقعا ان القوات المحررة "ستكون أمريكية وتركية وكردية وعراقية ", ولكن بدون ذكر قوات الحشد الشعبي. هذه المخاوف كان لها ما يبررها بعد اعلان محافظ نينوى المقال السيد اثيل النجيفي برفض دخول الحشد الشعبي الى المحافظة بحجة ان اهل الموصل وحدهم قادرين على تحرير مدينتهم. الرفض جاء أيضا بقوة من اخ محافظ نينوى ورئيس تحالف القوى العراقية السيد أسامة النجيفي , والذي اعلن رفضه لدخول قوات الحشد الشعبي في عدد من بيانات الائتلاف والذي كان اخره بيان يوم 21 شباط 2016 والذي سطر أسباب رفضه دخول الحشد الشعبي الى المحافظة وهي :
• ان نينوى محافظة غنية بطاقاتها البشرية وابناؤها يتحرقون شوقا لتحرير محافظتهم والعودة الى دورهم وحياتهم الطبيعية.
• ان أي قرار لإدخال الحشد الشعبي من شانه ان يساعد عصابات داعش ويقويها على جعل المعركة ذات طابع طائفي يخدم دعايتهم السوداء، لذا ينبغي الا تتوافر اية فرصة لداعش كي يستغلها.
• الحشد الوطني المكون من أبناء نينوى على اختلاف انتماءاتهم الدينية والطائفية والقومية هو الاقدر على مسك الأرض والتعامل مع مواطني المحافظة , وايلاء أهمية قصوى لحياة المواطن , والبنية التحتية للمدينة , مع منع اية عمليات انتقامية او تصفية حسابات .
• اية قوة مهاجمة ينبغي ان تحظى بالدعم والاسناد من المواطنين الذين يتخوفون من عمليات التدمير , ومنع او تأخير عودة النازحين التي ارتبطت بممارسات لبعض فصائل الحشد الشعبي.
تبريرات تحالف القوى العراقية لم تستقبل بالترحاب شعبيا وحزبيا , فقد اعتبر بعض الكتاب ان رفض التحالف لدخول الحشد الشعبي الى المحافظة هي محاولة لإنقاذ من تورط مع التنظيم من أبناء الموصل , وان السيد النجيفي لا يمثل أطياف اهل الموصل بل حتى المكون السني فيه , وان تصريحات السيد النجيفي ما هي الا نفس النهج الطائفي الذي تميز هو واخيه به . اما المجلس السياسي للعمل العراقي فقد اصدر بيان بتاريخ 21 شباط 2016 دعا فيه العراقيين الى جعل التحضيرات لتحرير الموصل مناسبة لإزالة أسباب الخلاف والفرقة والتوحد , كاشفا عن قلقه من "الأصوات النشاز التي ترفض مشاركة الحشد الشعبي في عملية تحرير مدينة الموصل " , مطالبا " هذه الأصوات ترك مصالحها الشخصية والفئوية والحزبية والعشائرية وتغليب المصلحة الوطنية العليا". اما النائب عن تحالف القوى وممثل نينوى في البرلمان العراقي السيد عبد الرحمن اللويزي فقد شدد على ضرورة مشاركة التركمان والشبك والحشد الشعبي في تحرير مدينة الموصل , فيما اعرب عن استغرابه من التعامل مع جيش اجنبي "انتهك سيادة" العراق ورفض مشاركة الحشد الشعبي بتلك المعركة . السيد النائب في البرلمان العراقي اعلن عن استغرابه بالقول ان " تعامل بعض الأطراف مع جيش اجنبي منتهك لسيادة العراق في وقت يعترضون على مشاركة العراقيين في تحرير بلدهم" , مؤكدا ان " الكل يعلم ان الحكومة العراقية تعتبر الوجود التركي احتلالا وانها شكته للأمم المتحدة , في الوقت يرحب البعض به ويتحسسون من مشاركة العراقيين بتحرير نينوى". ثم يتهم السيد اللويزي ان من يمنع الحشد الشعبي من أداء مهامه في الموصل عملاء الى دولة تركيا , حيث يقول ان من " يعترض على مشاركة الحشد الشعبي بتحرير نينوى يرغب ان تقوم تركيا بذلك خاصة انها مستعدة لتسليم المحافظة لوكلائها", لافتا الى ان " تركيا ضحت بمصالحها الاقتصادية مع العراق ضمانا لرجوع وكلائها السابقين انفسهم".
تعليقات
حول الموضوع
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي المركز وإنما تعبر عن رأي أصحابها |
|
هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟ |