|
غلق | | مركز الدراسات والابحاث العلمانية في العالم العربي | |
|
خيارات وادوات |
فوز حمزة
2024 / 7 / 1
في بداية ارتباطي به، حسدت نفسي لأنني وجدت فيه ميزة عظيمة ألا وهي قبول الأشياء كما هي.
بعد مرور أعوام قليلة، لم نعد نتشاجر ثم نسينا كيف يكون النقاش!.
اتسعت مساحات الصمت بيننا، فأدركتُ أننا نفتقد لخيط رفيع يربط بين أي زوجين، والذي ما أن يلمس طرفاه حتى تتوهج الحياة فيهما وتشتعل!.
كنت أنتظر حديثه معي في أي أمر حتى لو علا صراخنا. رجوت الغيوم أن تمطر فوق صحرائي حتى لو كان المطر بلا منفعة. روحي بدأت تذوب وجسدي يفقد رونقه!.
قد أكون مجنونة في افتعال المشاكل إذ كنت أرغبُ في معرفة مكنونات نفسه وما يضمره لي من مشاعر بعد قرار النوم في غرفة منفصلة، حينما توقفنا عن ممارسة الحب قبل شهور.
أحيانًا تجتاحني رغبة في اقتحام غرفته، فأنهارُ في أحضانه تتلقفني ذراعيه في حنان وشغف وأنال من القُبل والعناق ما يجعلني أنام ملء عيني بعد ارتواء جسدي منه، لكن زوجي اتخذ من الصمت سلاحًا ومن التجاهل زورق نجاة.
أي كان ما أشعر به الآن هي مجرد أحاسيس أعجز عن تفسيرها، لكن هل حقًا عليّ تسمية كل ما يعتريني من مشاعر؟.
ماذا لو عجزت الكلمات عن ترجمة تلك المشاعر؟.
هل تبقى حبيسة جدران القلب الذي يشبه خيمة متهرئة في عراء، أيّة ريح عابرة قد تطيح بها!.
كان لا بد من وضعه تحت مجهر ظنوني. رحت أراقبه، بل ذهبتُ أبعد من ذلك حينما اقنعتُ نفسي بضروروة التجسس على هاتفه كلما سنحت الفرصة وقد حدث ذات صباح - حين ظن أني خارج البيت - فراح يتحدث بصوت نقر في قلبي كما ينقر المطر على بلور النوافذ. سمعته يحدث شخصًا، لكن ما علاقة زوجي بطبيب الأمراض التناسلية؟! .
ها أنا قد أمسكت بطرف الخيط وكان عليّ الوصول للطرف الثاني لعلي أهدأ واستكين!.
عرفتُ بإصابة زوجي بمرض تناسلي إثر علاقة عابرة أقامها مع فتاة في إحدى سفراته، عندها، لجمني الصمت لأجد نفسي عاجزة عن اتخاذ أي قرار.
وأنا أنظر إليه وهو يرتشف شاي العصر بصمت كعادته، شعرت بالشفقة عليه، ثم تبدلت تلك المشاعر بالسخط، ثم خيم الحزن على قلبي ليشل عقلي عن التفكير .. الحياة تطفو وتغيب وأنا لا أفعل شيئًا سوى مراقبتها وهي تخبو في داخلي فأتصلب وأتيبس.
خطوة تجر الأخرى، لكن إلى أين؟.
تحاملت على نفسي لأفتح النافذة .. وأنا أنظر لحديقة منزلنا، التي غادرتها الطيور منذ أن قطعنا أشجارها .. تساءلت: ما الذي تريده الحياة مني هذه اللحظة؟.
بل ما الذي أريده أنا من الحياة وقد غدوت امرأة بلا جسد، امرأة خنقت بخيط من حرير شهوتها وإحساسها؟!.
نظرت إليه وهو يرمي بما تبقى من سيجارته مستعدًا للمغادرة .. سألته:
- ما الذي تريده على العشاء؟.
أجابني ويده على مقبض الباب:
- أي شيء .. الأمر متروك لكِ.
تعليقات
حول الموضوع
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي المركز وإنما تعبر عن رأي أصحابها |
|
هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟ |