يواف غالانت يهدد .. العالم ليس بخير

محمد رضا عباس
2024 / 6 / 30

العالم ليس بخير . انه يسير نحو هاوية حرب مدمرة او الرجوع الى عهد الحروب و الفوضى التي عمت اروبا في بداية القرن العشرين فكانت نتائجها حربين عالميتين مدمرتين خلال نصف قرن . بايدن , الرئيس الأمريكي هو السبب . ان قراراته لا تناسب الوضع العالمي الجديد . انه مازال يعيش مرحلة الحرب الباردة.
كان من المؤمل ان تأخذ اروبا العبر من تلك الحربين وتتخذ طريق السلام دربا لها , ولكن حال وقوفها على رجليها من اثار الحربين رجعت الى عادتها القديمة وهو الازدراء بالدول الفقيرة ومحاولة الهيمنة عليها . و بايدن لم يعارضها .
كان من المؤمل من الولايات المتحدة الامريكية , والتي تدعي مناصرة حقوق الانسان و الديمقراطية في العالم , ان تكون مناصرة للشعوب المقهورة عسكريا واقتصاديا , ولكن هذه الدولة أصبحت تنظر الى العالم بالمقلوب . والمسؤول هو بايدن .
هذه النظرة الغربية المتعالية على العالم نتج عنها خروج قادة سياسيون متطرفون لا يحترمون القوانين الدولية ولا المعاهدات التي كتبها فلاسفتهم بأيدهم . انها فوضى فكر المحافظين .
لا يحتاج ان يقتل عشرات الالاف من الجنود الروس و الاوكرانيين , لو اتفقت اروبا وامريكا على حل المشكلة بين روسيا واكرانيا سلميا . بدلا من ذلك قام الغرب بفرض اكثر من 12 حزمة عقوبات على روسيا من اجل اضعافها اقتصاديا . روسيا لم تضعف , ولكن أروبا أصبحت في دائرة الحرب في أي لحظة او لأي خطأ مخطط له او غير مخطط له.
الخوف من الحرب هو السبب الذي دعا رئيسة المفوضية الأوروبية اورسولا فون دير لاين لتعلن ان الاتحاد الأوروبي يجب ان يستثمر 500 مليار يورو في قطاع الدفاع خلال السنوات ال 10 القادمة . السيدة بررت هذا الانفاق الهائل تأخر اروبا " في السنوات الأخيرة عن الصين ورسيا في ما يخص وتائر النفقات الدفاعية", وان تمويل هذه المصاريف سيتم من خلال " ميزانيات الدول الأعضاء ".
هذا التوجه الأوروبي ستكون انعكاساته سلبا على العالم اجمع .اورسولا لا تريد ان تقول للعالم ان السلام العالمي يذبح , ولكن هذا الهاجس بدء التحدث عنه في جميع المحافل الدولية . في ظل الإدارة الامريكية الحالية والقادمة , بايدن او غير بايدن , العالم سينقسم .
التاريخ والجغرافية تعرف ان جزيرة تايوان هي جزيرة صينية والى حدا قريبا كانت هي التي تمثل الصين الشعبية في الأمم المتحدة حتى زاحها العالم من مقعدها لتحل محلها حكومة الصين الشعبية . بل حتى الولايات المتحدة والعالم اجمع اعترفوا بان تايوان هي جزء من السيادة الصينية . ولكن مع هذا الاعتراف العالمي لم تتوقف الولايات المتحدة الامريكية والغرب من خلق المتاعب الى الصين , الامر الذي أدى بالصين الى تحويل جزء كبير من ميزانيتها الى المؤسسة العسكرية . تصور ماذا سيحدث اذا اندلع نزاع مسلح بين القوتين , الغرب والصين؟
ولكن افظع واكثر مأساوية , هو وقوف الغرب " المتحضر" مع الكيان الصهيوني وقواته العسكرية تقوم بمجازر ضد شعب اعزل في فلسطين . وعلى الرغم من مشاهدة العالم بأجمعه فظائع الجرائم الصهيونية على الشعب الفلسطيني يخرج علينا المتحدث باسم البيت الابيض ليقول انه " لم يثبت لنا بان إسرائيل تخرق قوانين الحرب ". الحقيقة ان الحرب الدائرة في غزة أصبحت حرب فلسطينية –غربية. فبعد يوم من معركة " طوفان الأقصى " أرسلت أمريكا وألمانيا وفرنسا و إيطاليا وبريطانيا كل ما تستطع اساطيلها من حمل السلاح . أمريكا وحدها أرسلت منذ السابع من تشرين الأول ,و هو بداية معركة " طوفان الأقصى ", مساعدات امنية بقيمة تتجاوز 6 مليارات دولار, وفي الطريق مبلغ قدره 95 مليار دولار " لتوفير المساعدة الأمنية لأوكرانيا وإسرائيل و تايوان ", منها 17 مليار دولار مساعدات دفاعية لإسرائيل. تصور كل هذه المبالغ التسليحية ضد شعب اعزل يعيش في مخيمات ويقتل على ارضه .
الغريب , ان كلا من ترامب وبايدن اتفقا على إبادة الشعب الفلسطيني وأزاحته عن ارضه . بايدن يريد ازاحته بسياسة خطوة بعد خطوة , فيما ان ترامب يريد ان يعلن حرب على ايران حتى تضطر قطع مساعداتها الى انصار الله في اليمن وحزب الله في لبنان , ومن ثم يبدئ الذبح بالفلسطينيين على شاشات الفضائيات العالمية اذا رفضوا النزوح . لقد قالها زوج ابنة ترامب , ان لا يجب ان يمنح استقلال للشعب الفلسطيني لأن هذا الاستقلال يعد مكافاة لحماس . ولا تنسى ان هذا النسيب كان المستشار الامني القومي لعمه ترامب.
وفي الوقت الذي يحتاج العرب تعاون العالم معهم لإنقاذ الفلسطينيين من محنتهم مع الاحتلال , واذا اصبح العرب يقفون علنا مع المعتدي بحجة ان هذه الحرب هي حرب ايران في غزة , وهذا ما سيط عنه الاعلام الغربي وتلقفته امة العرب , حتى امتلأت مواقع التواصل الاجتماعي بكتابات عربية تدعو الله نصر إسرائيل على ايران , وكان من يقتل من الغزاويين هو إيراني وليس عربي . انها الطائفية والتي أصبحت فوق الله وفوق الدين وفوق العروبة . لا أتذكر كم عدد مؤتمرات القمة العربية التي كانت تدعو لتحرير فلسطين من يد الصهاينة , واذا جاءت الساعة وقف العرب كما وقف بنوا إسرائيل ليقولوا لنبيهم " إِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا أَبَدًا مَّا دَامُوا فِيهَا ۖ فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ " . وحبذا لو كانوا قاعدون , بل هناك اخبار صحفية تقول ان الحكومات العربية أصبحت اكبر شريك لإسرائيل !!
نعم , ان بعض الدول العربية تتعاون مع إسرائيل , حيث ان الرئيس جو بايدن اعترف ان السعودية والأردن شاركا في منع الطائرات المسيرة الإيرانية الوصول الى إسرائيل ! أقول لماذا سقط عشرات الالاف من الجنود المصريين والسوريين والعراقيين في حروبهم مع إسرائيل ؟ اليس هذه خيانة لدماء الشهداء ؟
هذه التماهل والجبن العربي هو الذي شجع القيادات الصهيونية بتصريحات مكشوفة لإبادة الفلسطينيين وازاحتهم عن ارضهم . هذه التصريحات كنا لا نسمعها قبل دخول القرن الواحد والعشرون . والغريب انه لا يوجد شخصية سياسية عربية تعارض هذه التصريحات . اخر التصريحات هي كانت من وزير الدفاع الإسرائيلي يواف غالانت خلال زيارته لواشنطن التي هدد فيها " بإعادة لبنان الى العصر الحجري في حالة حرب مع حزب الله ". مرة أخرى سكت العرب عن رفض هذا التصريح وكان لبنان ليست دولة عربية , وان حزب الله لم يقاتل من اجل كرامة العرب والمسلمين .
شخصيا , اعتقد ان هذا التصريح إهانة لكل عربي ومسلم , بل للإنسانية جمعاء . من هو غالانت ليقرر خراب بلد عربي ؟ واذا سمح لغالانت بهذا الكلام , غدا سنسمع صهيوني اخر يريد خراب بيت الله الحرام . تذكر ان خارطة الدولة الصهيونية بين النهرين , النيل والفرات , وان مكة والمدينة من بينهما .

حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي