حدث فجرًا

فوز حمزة
2024 / 6 / 28

كانت الشمس توشكُ على المغيب عندما دخلتُ حديقة حيّنا.
تلفتُ حولي لعلّي ألمحُ أحدًا من الجيران، وبعد لحظة قلتُ لنفسي: يالغبائي، مَن يفكر في الخروج من بيته في هذا الوقت؟!.
هبّتْ رياح خريفية خفيفة تمايلتْ على إثرها أغصان الأشجار، والغريب أني لمحت فراشات ملأت المكان سِحرًا وغموضًا!.
اتجهت صوب شجرة البندق، التي أفضل الجلوس تحت أغصانها.
ثمة طائر سبقني إلى المكان كأنه يدعوني لأتبعه، وقف الطائر فوق حقيبة من الجلد بنية اللون موضوعة على مقعد خشبي قرب الشجرة.
أسرعت وحملت الحقيبة، انتابني فضول لأعرف ما بداخلها. تبدل الفضول إلى اندهاش عند رؤيتي لمال داخل الحقيبة!.
أخذتُ أفكر في الأشياء، التي سأشتريها بهذه الأموال، الهابطة عليّ من السماء.
سأستبدل هاتفي القديم بآخر حديث، ثم أسافر إلى هاواي، بلاد الجمال!.
لكن قبل ذلك سأغير أثاث منزلي وأشتري كلب بدل كلبي، الذي مات العام الماضي.
الأفكار بشأن المال كانت تتزاحم في رأسي قبل عثوري على ورقة صغيرة مدون عليها رقم هاتف. سرعان ما بددتْ تلك الأرقام الغبية أحلامي.
وقفتْ الورقة شاخصة بيني وبين مشاريعي المستقبلية، لكن عقلي الشيطاني همسَ لي: الفرصة تأتي مرة واحدة في العمر، أما قلبي، فحدثني برقة: لا تستمعي إلى شيطانكِ، كوني طيبة واتصلي به. بعد معركة حامية الوطيس راح ضحيتها الشيطان، كان النصر لقلبي.
سحقًا لمن اخترع الأرقام والهواتف!.
اتصلت بصاحب الرقم وأخبرته بأمر الحقيبة والمال غير مستوعبة لما أفعل!.
لم تصدق عيناي ما ترى، شاب في غاية الوسامة، له وجه نوراني، يرتدي جلبابًا أبيض اللون ويلف حول رقبته شالًا أخضر.
هذا هو رجل أحلامي وفارسها، عيناي وشتْ بما في قلبي الذي كان ينبض بسرعة ميل في الدقيقة!.
يا إلهي!. ما الذي يحصل لي؟!.
أحقًا هذه السعادة التي أتنفسها الآن هي ملكًا لي وحدي؟!.
أخبرته وأنا أسير معه أنه حلم لم أجرؤ أن أحلمه من قبل!.
لم تمضِ ساعات إلّا وطلبني للزواج و قدم لي راكعًا مال الحقيبة هدية.
استغربتْ صديقتي حينما اتصلت بها لأخبرها بما رأيتُ وأغلقتْ الهاتف بعد أن صرخت في وجهي لتخبرني أن الساعة تشير إلى الخامسة وعشرين دقيقة فجرًا!.
كنت أتقلب فوق السرير بينما دموع الفرح بللتْ وسادتي!.

حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي