تنازل

فوز حمزة
2024 / 6 / 27

بضربة بيضاء مباغتة قتلت فرسه السّوداء المحتمية بالجنود الثلاثة.
في بداية المعركة، توقع الصمود للنهاية، تفاجأ حينما ألقى الجنود أسلحتهم ليواجهوا مصرعهم بعد النقلة الرابعة، نظرت إليهِ من طرف عينيَّ نظرة المنتقم.
النصر يكمن في هزم خصمك من الداخل عندما تزعزع إيمانه بنفسه وتهز بعنف جذور بقائه فيسقط مهما كانت قوته.
بدأت أترقب ردة فعله.
ربما لحظات الاحتضار الأخيرة تمنحه صحوة الحياة، فيحدث ما لم أتوقعه.
زمَّ شفتيه وهو يحدق في فلوله متحاشيًا النظر إليّ. أفراد جيشي يهيمنون على الميمنة، بينما الملك يقف في قلب الحدث.
تمتمتُ مع نفسي: ثمة مربعات قليلة وأعلن انتصاري حاملة رايتي فوق المروج الرمادية!.
سأتريث، فرؤيتي له يتعذب من ألم الانهيار، تبعث فيّ شيئًا غريبًا يفوق شعور الانتصار، كأنك تعبث بحياة خصمك، تجعله لا يفرق بين خيطك الأبيض من خيطه الأسود.
الآن يحاول إعادة ترتيب خططه. يفكر في قلب موازين المعركة. محاولته لتمديد الوقت أصابتني بالضجر!.
الحرب بين الأسود والأبيض لا تعني أنها بين الحق، والباطل، أو بين الذكاء، ونقيضه، إنها بين من يعمل بصمت وبين من يثرثر بلا عمل.
رائحة الفوز أخذتني في رحلة ممتعة، نحو الأفق، لكني عدت بسرعة حين مد يده وبنقلة غبية مرتجفة فقد فيله العظيم.
ارتشفت قليلًا من قهوتي الباردة التي أصبحت داخل فمي ساخنة حين سمعت صوت تهدم قلعته، التي أصبحت ملاذًا للوزير محتميًا خلفها ظنًا منه أنه سينجو من الهلاك.
كل ذلك بث الشجاعة في صفوف جيشي، فتقدمهم وزيري يحمل راية النصر. الرقعة بجهاتها الأربعة وبعدها الخامس أمامه.
تحولت أرض المعركة إلى مقبرة للرغبات وتصفية لحسابات قديمة.
رؤيته مهزومًا تثير الأسى!
انتظرت سماع تأوهاته، ها هو آخر جندي من جنوده يسقطُ كما تسقط قطرة مطر في صحراء وقت الظهيرة.
جيشي العظيم ينتظر الإشارة ليودي بالملك الأسير إلى نهايته، خذلانه قضى على شهيتي للقتل، لم يدفعني للانتقام!.
وسط دهشة أفراد جيشي، إذ لم يتعودوا أن يروني رحيمةً بعدوي، منحته حريته، لكنها حرية العبد!.

حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي