|
غلق | | مركز الدراسات والابحاث العلمانية في العالم العربي | |
|
خيارات وادوات |
اسحق قومي
2024 / 6 / 24
سيَبْقَى الفِكْرُ البَشَرِيُّ الذي خُلِقَ عَبْرَ التَّجْرِبَةِ الإِنْسَانِيَّةِ ومِنْ خِلَالِ عَمَلِيَّةِ العَمَلِ النَّاتِجِ أَصْلًا مِنْ عَلَاقَةٍ بَيْنَ الذَّاتِ العَارِفَةِ والمَوْضُوعِ، بَيْنَ الإِنْسَانِ والمَادَّةِ وطُقُوسِهَا وتَجَلِّيَاتِهَا. سَيَبْقَى الفِكْرُ كَمَعْمَلٍ، لإِنْتَاجِ المَعْرِفَةِ وازْدِهَارِهَا.
وبِهَذَا فَهُوَ حَالَةٌ إِبْدَاعِيَّةٌ تَطَوَّرَتْ ومَرَّتْ عَبْرَ مَرَاحِلَ وحَضَارَاتٍ ولَعِبَتْ دَوْرًا هَامًّا فِي الحَرَاكِ الفِكْرِيِّ لِلْمِنْطَقَةِ، وتُمَثِّلُ أَهَمَّ إِنْجَازَاتِ الإِنْسَانِ المُبْدِعِ الذِي يَهْدِفُ لِتَحْقِيقِ العَدَالَةِ والحَقِّ والخَيْرِ والجَمَالِ.
إِنَّ أَيَّ مَكَوِّنٍ مِنَ المَكَوِّنَاتِ العِرْقِيَّةِ والقَوْمِيَّةِ هُوَ لَبِنَةٌ هَامَّةٌ فِي تَارِيخِ المِثْيُولُوجْيَا الشَّرْقِ أَوْسَطِيَّةِ عَدَا الأَقْوَامِ التي جَاءَتْ مَعَ الغُزَاةِ فِي فَتَرَاتٍ مُخْتَلِفَةٍ. كَمَا ويمثِّلُ الدِّينُ حَالَةً مِنْ حَالَاتِ ذَلِكَ الفِكْرِ إِذَا مَا تَحَقَّقَ جَوْهَرُ الدِّينِ الذِي مِنَ المُفْتَرَضِ أَنْ يُنَادِيَ بِالتَّآخِي ووِحْدَةِ مَصِيرِ الإِنْسَانِ واعْتِبَارِهِ سَيِّدًا لا عَبْدًا، اعْتِبَارِهِ أَهَمَّ حَالَةٍ وأَثْمَنَ مَا فِي الوُجُودِ...
وبِهَذَا المَعْنَى، فَكُلُّ دِينٍ لا يُحَقِّقُ السَّلَامَ والقُدْرَةَ عَلَى العَيْشِ بِتَسَاوٍ، فَهُوَ حَالَةٌ إِقْصَائِيَّةٌ عُنْصُرِيَّةٌ وغُوغَائِيَّةٌ...
وَإِذَا رَجَعْنَا إِلَى سِمَاتِ القَرْنِ العِشْرِينَ المَاضِي الذِي سَادَ مِنْطِقَةَ بِلَادِ مِصْرَ والشَّامِ والعِرَاقِ، لَوَجَدْنَاهَا حَالَةً فَرَضَتْهَا الأَوْضَاعُ والظُّرُوفُ العَالَمِيَّةُ ومَا جَلَبَتْهُ بَعْدَ تَجْرِبَةِ الاسْتِقْلَالِ ومَا قَبْلَهَا، فَإِنَّنَا اليَوْمَ بِحَاجَةٍ إِلَى إِعَادَةِ إِنْتَاجِ وتَصْوِيبِ ومُصَالَحَةٍ مَعَ تَسْمِيَاتٍ جُغْرَافِيَّةٍ قَدِيمَةٍ لِلْمِنْطَقَةِ بِرُمَّتِهَا، وإِعَادَةِ الحَقِّ لِأَصْحَابِهَا وحَضَارَاتِهِمْ وشَخْصِيَّتِهِمْ القَوْمِيَّةِ والتَّارِيخِيَّةِ التِي رَدَمْنَا عَلَيْهَا التُّرَابَ تَحْتَ زَهْوٍ وضَغْطِ الغُلُوِّ القَوْمِيِّ الذِي أَصَابَ مَا أَصَابَنَا عَبْرَ الأَحْزَابِ القَوْمَجِيَّةِ التِي تَبَيَّنَ لِلْقَاصِي قَبْلَ الدَّانِي بِأَنَّهَا كَانَتْ تُمَثِّلُ نَزْعَةً شُوفِينِيَّةً ومَثَّلَتِ الرُّوحَ الفَاشِسْتِيَّةَ لِهَتْلِر ومُوسُولِينِي. أَضِفْ إِلَى ذَلِكَ عَدَمَ نَزَاهَةِ أَغْلَبِ مَنْ قَادَ تِلْكَ الأَحْزَابَ مُبَرِّرِينَ سُلُوكِيَّتَهُمْ ومَنْهَجِيَّتَهُمْ وأَهْدَافَهُمْ بِعَبَاءَةِ رِسَالَةِ القَوْمِيَّةِ العَرَبِيَّةِ رَدًّا عَلَى الاحْتِلَالِ العُثْمَانِيِّ الطَّوِيلِ لِلْمِنْطَقَةِ.
ولِهَذَا نَرَاهُمْ يُغَيِّبُونَ الوُجُودَ القَوْمِيَّ لِلْمَكَوِّنَاتِ التِي تَعِيشُ عَلَى هَذِهِ الأَرْضِ مُنْذُ فَجْرِ التَّارِيخِ والتِي تَنْتَشِرُ مِنْ مَرَّاكِشَ غَرْبًا وحَتَّى الخَلِيجِ شَرْقًا وشَمَالًا حَتَّى جِبَالِ طُورُوسَ وغَرْبًا وشَمَالًا البَحْرِ الأَبْيَضِ المُتَوَسِّطِ.
مِنْ هُنَا إِنَّ إِعَادَةَ التَّسْمِيَاتِ الحَقِيقِيَّةِ لِمِنْطَقَةِ المَغْرِبِ ـ الأَمَازِيغِيِّ ـ ومِصْرَ القِبْطِيَّةِ وبِلَادِ الشَّامِ ـ بِلَادِ الآرَامِيِّينَ ـ(سُورِيَا الكُبْرَى) وبِلَادِ مَا بَيْنَ النَّهْرَيْنِ الآشُورِيَّةِ لِلْعِرَاقِ الحَالِيِّ، وبِلَادِ الحِجَازِ واليَمَنِ السَّعِيدِ وغَيْرِهَا مِنْ مَنَاطِقَ هُوَ مِنْ أَهَمِّ مَا يَجِبُ أَنْ يَتَصَدَّى لَهُ الفِكْرُ الشَّرْقُ أَوْسَطِيُّ مِنْ خِلَالِ فِكْرِ جَمِيعِ مُبْدِعِي المَكَوِّنَاتِ القَوْمِيَّةِ والعِرْقِيَّةِ والدِّينِيَّةِ لِهَذَا الشَّرْقِ، بِهَدَفِ تَحْقِيقِ العَدَالَةِ والحُرِّيَّةِ وإِحْقَاقِ حَقِّ مَنْ غُلِبَ عَلَى أَمْرِهِمْ عَبْرَ مِئَاتٍ مِنَ السِّنِينَ.
إِنَّ تَحْقِيقَ العَدَالَةِ مِنَ الأُمُورِ الهَامَّةِ والمَصِيرِيَّةِ لِلشَّرْقِ الأَوْسَطِ، وأَيَّ قَوْلٍ بِأَنَّ الاعْتِرَافَ بِجَمِيعِ المَكَوِّنَاتِ العِرْقِيَّةِ والقَوْمِيَّةِ واللُّغَوِيَّةِ والدِّينِيَّةِ فِي الشَّرْقِ عَبْرَ دَسَاتِيرِ البِلَادِ القُطْرِيَّةِ هُوَ إِضْعَافٌ لَهُ نَقُولُ لِهَؤُلَاءِ: إِنَّ مَنْ سَيُبْقِي الشَّرْقَ الأَوْسَطَ ضَعِيفًا لَيْسَ إِعَادَةُ التَّسْمِيَاتِ القَدِيمَةِ الجُغْرَافِيَّةِ والقَوْمِيَّةِ وتَعَدُّدُهَا وتَنَوُّعُهَا فِي الوَطَنِ العَرَبِيِّ، وإِنَّمَا تِلْكَ العُقُولُ التِي تُرِيدُ أَنْ تُعِيدَنَا إِلَى عُصُورِ الجَهْلِ والتَّخَلُّفِ لأَنَّهَا لا تَعْتَرِفُ إِلَّا بِتُرَاثِهَا الذِي لَمْ تَفْهَمْ مِنْهُ سِوَى العَصَبِيَّةِ المُدَمِّرَةِ، ولِهَذَا تَمْنَعُ أَيَّ تَطَوُّرٍ وتَقَدُّمٍ وازْدِهَارٍ لِهَذَا الشَّرْقِ.
إِنَّ التَّحَدِّيَاتِ الكُبْرَى لِأَجْيَالِ الشَّرْقِ الأَوْسَطِ تَتَمَثَّلُ فِي قِرَاءَةِ التُّرَاثِ قِرَاءَةً تَتَنَاسَبُ مَعَ سِيَاقَاتِ الحَرَكَةِ التَّارِيخِيَّةِ والتَّطَوُّرِ والتَّقَدُّمِ التِّكْنُولُوجِيِّ والزِّيَادَاتِ السُّكَّانِيَّةِ المُرْعِبَةِ وإِخْضَاعِ جَمِيعِ نُصُوصِ ذَاكَ التُّرَاثِ لِلنَّقْدِ والقُدْرَةِ عَلَى تَحْقِيقِ مَسَاحَاتٍ وحُقُولٍ لِحُرِّيَّةِ الرَّأْيِ وتَحْقِيقِ الحُلْمِ المُتَمَثِّلِ بِالعَمَلِ عَلَى إِيجَادِ الحَاكِمِ العَادِلِ والمَحْكُومِ بِضَرُورَةِ التَّغْيِيرِ لِئَلَّا يُصِيبَهُ الغُرُورُ فَيُوَقِفَ حَرَكَةَ المُجْتَمَعِ لأَنَّهُ مَنْشَغِلٌ فِي تَأْلِيهِ نَفْسِهِ عَلَى اعْتِبَارِ أَنَّهُ البَطَلُ الثَّوْرِيُّ وهُوَ لَمْ يَقْتَرِبْ حَتَّى مِنْ شَطْآنِ الثَّوْرَةِ، ولِمَاذَا الثَّوْرَةُ والعِبَادُ (كُلٍّ يُغَنِّي عَلَى لَيْلَاهُ).
كَمَا أَنَّ تَوْزِيعَ الثَّرَوَاتِ الوَطَنِيَّةِ وإِنْشَاءَ بَوَّابَاتٍ لِلْعَمَلِ ضِمْنَ التَّقْسِيمَاتِ الإِدَارِيَّةِ هِيَ مِنْ ضَرُورَاتِ المَرْحَلَةِ المُقْبِلَةِ لَوْ أَرَادَتِ الأَجْيَالُ أَنْ تُحَقِّقَ إِنْسَانِيَّتَهَا وشَخْصِيَّتَهَا العَالَمِيَّةَ.
إِنَّ أَيَّ تَغْيِيبٍ وتَهْمِيشٍ وإِقْصَاءٍ لِحُقُوقِ القَوْمِيَّاتِ والدِّيَانَاتِ والمَذَاهِبِ التِي تُعَدُّ نِسْبَتُهَا قَلِيلَةً قِيَاسًا لِلأَكْثَرِيَّةِ مِنْ شَأْنِهِ أَنْ تُوصَفَ تِلْكَ المُجْتَمَعَاتُ بِالشُّوفِينِيَّةِ كَوْنَهَا لا تُحَقِّقُ لِلْجَمِيعِ وبِنَفْسِ المِقْدَارِ مِنَ الحُرِّيَّةِ والعَدَالَةِ الاجْتِمَاعِيَّةِ وحَقِّ التَّمْثِيلِ وتَحْقِيقِهِ عَمَلِيًّا ولَيْسَ نَظَرِيًّا ودِعَائِيًّا.
إِنَّ المُحَافَظَةَ عَلَى الفُسَيْفِسَاءِ فِي التَّنَوُّعِ العِرْقِيِّ والدِّينِيِّ والمَذْهَبِيِّ ومَنْعَ هِجْرَةِ خَاصَّةِ المَسِيحِيِّينَ مِنَ الشَّرْقِ وشَمَالِ أَفْرِيقِيَا يَتَمَثَّلُ بِإِقْرَارِ حَقِّهِمْ التَّارِيخِيِّ والسِّيَاسِيِّ الذِي غَيَّبَتْهُ العَصَبِيَّةُ الدِّينِيَّةُ والقَوْمِيَّةُ. وعَلَيْهِ فَإِنَّ لا سَبِيلَ لِبَقَائِهِمْ بَيْنَ زِيَادَاتٍ سُونَامِيَّةٍ دُونَ إِعْطَائِهِمِ الحَقَّ الفِيدِرَالِيَّ. إِنَّ الادِّعَاءَ بِالمُواطَنَةِ لا يُشْفِي لَهُمْ جُرُوحَهُمْ ولا يُقِرُّ لَهُمْ حَقًّا مَادَامَتِ الدِّيمُقْرَاطِيَّةُ لَوْ طَبَّقْنَاهَا تَعْنِي حُكْمَ الغَالِبِيَّةِ ـ صَنَادِيقُ الِانْتِخَابَاتِ تَعْرِفُ وتُصَدِّقُ والحُكْمُ لِلأَقْوِيَاءِ والبلطجيةِ وغَيْرِهِمْ ـ فَمَاذَا يَفْعَلُ هَذَا المُسْتَضْعَفُ؟ مَا عَلَيْهِ إِلَّا أَنْ يُغَادِرَ ويُهَاجِرَ ويُهَجَّرَ. وهَكَذَا سَنَجِدُ بَعْدَ أَقَلِّ مِنْ ثَلَاثِينَ عَامًا تَصَحُّرًا مَسِيحِيًّا فِي الشَّرْقِ، وفِلَسْطِينُ أَرْضُ السَّيِّدِ المَسِيحِ خَيْرُ دَلِيلٍ ـ سَوَاءٌ مِنَ الاحْتِلَالِ أَمْ مِنْ غَيْرِهِ ـ نَجِدُ أَتْبَاعَهُ لا يُشَكِّلُونَ 2%....
فَكَفَانَا شِعَارَاتٍ خُلَّبِيَّةٍ فَارِغَةٍ ووَطَنِيَّاتٍ مُزَيَّفَةٍ أَثْبَتَتْهَا التَّجْرِبَةُ القَاسِيَةُ السُّورِيَّةُ والعِرَاقِيَّةُ، فلا يُمْكِنُ أَنْ يَسْتَقِيمَ وَضْعُ المَسِيحِيِّينَ الشَّرْقِيِّينَ أَصْحَابِ البِلَادِ دُونَ إِعْطَائِهِمْ حَقَّ تَكْوِينِ فِيدِرَالِيَّاتٍ وغَيْرَ هَذَا فَهُوَ هَرَاءٌ.
إِنَّ هَؤُلَاءِ يَخْسَرُونَ عَبْرَ التَّجْرِبَةِ السُّورِيَّةِ شَقَاءَ عُمْرِهِمْ وحَقَّ أَجْدَادِهِمْ فِي لَحَظَاتٍ عَدَا مَنْ قُتِلَ وأُرْهِبَ ومُثِّلَ أَمَامَهُ وخُطِفَ وغَيْرِ ذَلِكَ ـ إِنَّ الادِّعَاءَ بِالعَيْشِ المُشْتَرَكِ لِلأَقَلِّيَّاتِ الدِّينِيَّةِ خَاصَّةً بَيْنَ الغَالِبِيَّةِ تَزْدَادُ بِشَكْلٍ لا يُصَدَّقُ، هُوَ انْتِحَارٌ تَارِيخِيٌّ بِامْتِيَازٍ لَيْسَ إِلَّا. وإِنَّ مَا بَنَاهُ رِجَالُ الدِّينِ المَسِيحِيِّ مِنْ أَدِيرَةٍ وكَنَائِسَ واسْتَنْزَفُوا الفُقَرَاءَ والأَغْنِيَاءَ شَوَامِخَ تَنْهَارُ فِي التَّجْرِبَةِ السُّورِيَّةِ ويُخْطَفُ بَعْضُهُمْ ويَهْرُبُ بَعْضُهُمْ، تَارِكًا الرَّعِيَّةَ تَتَخَبَّطُ والفُقَرَاءُ مِنْ جَمِيعِ الفِرْقَاءِ هُمْ وَحْدَهُمْ يَدْفَعُونَ الثَّمَنَ. ثُمَّ إِنَّ الزَّوَاجَ المُخْتَلِطَ وَحْدَهُ كَافٍ لِتَذُوبَ الأَقَلِّيَّةُ الدِّينِيَّةُ خِلَالَ خَمْسِينَ عَامًا عَلَى أَبْعَدِ حَدٍّ ضِمْنَ الغَالِبِيَّةِ العُظْمَى...وحَالَةُ أَقْبَاطِ مِصْرَ الذِينَ يُمَثِّلُونَ أَكْثَرَ مِنْ 14 مِلْيُونَ نَسَمَةٍ والحُرِّيَّةُ المُعْطَاةُ لَهُمْ خَيْرُ دَلِيلٍ عَلَى مَا نَقُولُ. فَكَنِيسَةٌ لَهُمْ لا يَسْتَطِيعُونَ بِنَاءَهَا وحَتَّى تَرْمِيمُهَا يَتَطَلَّبُ مُوَافَقَةَ الرَّئِيسِ، والقَهْرُ يَطُولُ غَيْرَهُمْ فِي كُلِّ يَوْمٍ ومِنْ خَزِينَةِ الدَّوْلَةِ يُبْنُونَ. (فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمْ تَدْعُونَ؟).
بالإِضَافَةِ إِلَى مَا تَقَدَّمَ، هُنَاكَ العَدِيدُ مِنَ التَّحَدِّيَاتِ وأَهَمُّهَا هُوَ إِنْجَازُ خُطَطٍ تَنْمَوِيَّةٍ حَقِيقِيَّةٍ ولَيْسَ خُلَّبِيَّةً، وتَقْنِينُ حَقِيقَةِ الزَّوَاجِ والتَّعَدُّدِ وحَتَّى الوِلَادَاتِ، فَمَصِيرُ البَشَرِ مَرْهُونٌ بِتِقْنِيَّةِ إِنْتَاجِهِمْ، والسُّونَامِي لِلزِّيَادَاتِ التِي نُطْلِقُ لَهَا العِنَانَ مِنْ مَنْطَلَقَاتٍ دِينِيَّةٍ ومَذْهَبِيَّةٍ، فَتَرَانَا نَتَزَايَدُ بِشَكْلٍ رَهِيبٍ ونَحْنُ لا نَمْلِكُ حَقَّ الدَّوَاءِ ولا الغِذَاءِ، فَيَنْشَأُ لَدَيْنَا أَجْيَالًا مَرِيضَةً فِي كُلِّ شَيْءٍ...وتَزْدَادُ نِسَبُ الجَرِيمَةِ ولهَذَا فَإِنَّ نِسْبَتَ القِتَالِ والمَوْتِ فِي تِلْكَ المُجْتَمَعَاتِ تَزْدَادُ قِيَاسًا وطَرْدًا بِحَسَبِ غِيَابِ الخُطَطِ التَّنْمَوِيَّةِ والتَّخْطِيطِ والتَّنْظِيمِ وضَبْطِ ودِرَاسَةِ كُلِّ الظَّوَاهِرِ الطَّبِيعِيَّةِ والِاجْتِمَاعِيَّةِ والاقْتِصَادِيَّةِ والصِّحِّيَّةِ والتَّعْلِيمِيَّةِ وحَتَّى تِلْكَ المُتَعَلِّقَةِ بِالفِكْرِ الرُّوحِيِّ.
وفِي الخِتَامِ، بالرَّغْمِ مِنْ أَنَّ هُنَاكَ العَدِيدَ مِنَ الأَفْكَارِ التِي يَجِبُ أَنْ نُورِدَهَا هُنَا، نَقُولُ: لا خَلاصَ لِلشَّرْقِ وشُعُوبِهِ ولُغَاتِهِ وحَالاتِهِ دُونَ أَنْ نَتَوَقَّفَ عَنِ العَصَبِيَّةِ ونُعِيدَ إِنْتَاجَ الفِكْرِ النَّاقِدِ والمَوْضُوعِيِّ والعِلْمِيِّ، وأَنْ نَتَعَلَّمَ مِنَ الأُمَمِ التِي اسْتَطَاعَتْ خِلَالَ أَقَلِّ مِنْ نِصْفِ قَرْنٍ عَلَى تَدْمِيرِ نَفْسِهَا عَبْرَ الحَرْبِ الكُونِيَّةِ الثَّانِيَةِ أَنْ تَكُونَ مِنْ أَقْوَى الدُّوَلِ العَالَمِيَّةِ وأَكْثَرِهَا ازْدِهَارًا وتَقَدُّمًا، لِمَاذَا؟ ومَاذَا عَلَيْنَا أَنْ نَقُومَ بِهِ؟! يتبع ................... اسحق قومي 23/6/2013م.
ملاحظة: فكرةٌ للتنويرِ
كتبتُها منذ 24 حزيران لعام 2013م