|
غلق | | مركز الدراسات والابحاث العلمانية في العالم العربي | |
|
خيارات وادوات |
فوز حمزة
2024 / 6 / 22
بتردد يرافقه قليل من الخوف وكثير من الأسى، مد يده المرتعشة يتحسس مكانها، حين تأكد من عدم وجودها، أخذته نوبةُ بكاء شديدة.
لم يكن يعرف أيهما أشد لوعة، هل هو فراقها أم الألم الذي سببه فراقها؟!
تطلع إلى التقويم المعلق على الحائط الأبيض، قال لنفسه: البارحة كانت آخر ليلة جمعتنا معًا، فما حاجتي إلى الغد؟!
تذكر أربعين عامًا من عمره مضت برفقتها.
في الليلة الماضية فقط خطر باله تبادل الحديث معها، كم كنت غبيًا؟! قالها مع نفسه.
أخبرها بحيرته في مواجهة العالم دونها، سألها وهو يتحسس ما بقى منها: هل أستطيع؟!
نظرة طويلة ألقاها على الفراغ الذي تركته، نظر ثانية إلى الأخرى والتي ظنها أصبحت أكثر طولًا من المعتاد.
إنهما بنفس الطول منذ أن توقفتا عن النمو.
هل حقًا اختفاؤها يحوله إلى إنسان عاجز عن الحركة، مشلول عن الحياة؟!
هل سيتحمل بعدها نظرات العطف والشفقة في عيون الآخرين؟
لكن، ها هي الشمس ترسل أشعتها لتغازل جسده النحيل، تغريه بكتابة قصيدة قبل أن تغيب في الأفق.
صوت من أعماقه أسكته حينما لمح ورقة تحتضن قلمًا.. لم يزل بوسعه معانقة نجمات المساء لينجب منها مئات السطور، فالنهارات سائرة إلى قدرها غير مكترثة لما حل به.
أمسك العصى يتكئ عليها، ثم لبس فردة حذاء واحدة، ليترك الثانية تعاني الوحدة قبل أن يجر ساقه اليتيمة وهو يردد:
"ما زال هناك حمقى يبثون عشقهم .. ما زال للحياة بقية".
تعليقات
حول الموضوع
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي المركز وإنما تعبر عن رأي أصحابها |
|
هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟ |