عشتار الفصول:14147 مستقبل الوجود الاجتماعي وأتباع الأفكار الدينية.

اسحق قومي
2024 / 6 / 13

رأيٌّ غير ملزم.
الشيء الذي لانستطيع أن نتحكم به هو تلك الحركة الاجتماعية الناتجة عن النشاط الجسدي والفكري والفني والأدبي والثقافي للمجتمع الذي نعيش به .
وقراءة أولية للنشاط الإنساني عبر العصور يتبين لنا أن الأفكار التي تسود في المجتمعات على حالاتها ووضعها سواء أكان الاقتصادي أو السياسي أو الحقوقي والثقافي ليست دوماً أفكاراً راسخة ورصينة ولكن نرى غالباً من تعميم قيم ليست تلك التي يمتلكها هذا المجتمع أو ذاك بل تلك التي يفرضها مجلس النخبة بحسب رؤيتهم ويسير عليها المجتمع إلى حين ما .والسؤال ماهي الضريبة التي تدفعها تلك المجتمعات جرّاء فرض أفكار غير سليم على المجتمع هذه مسألة تتطلب الدراسة المنهجية.
لكن المشكلة الوجودية والجوهرية لاتكمن في تلك القيم المعممة وغير المعممة بل في من يتخذ من المعتقدات والأفكار المثالية والطوباوية منهجاً له في الحياة والخطورة عندما يتبنى مجتمعاً تلك الأفكار التي تحد من إبداعه ومن تفكيره في البناء الأرضي .إن صاحب تلك المعتقدات لايمكن أن يتخذ قراراً ناجحاً حول حركة المجتمعات البشرية أو مجتمعه الأقرب لكونه مكبلاً بقيود تفكير ٍ معين لاصلة له بالواقع ولا بتطويره أو وضع برامج تنموية من أجل إسعاد الإنسان فيه .وعندما ينسحب غالبية هذا المجتمع من ساحة الصراع والتضاد والمناهضة فإننا نرى في الوقت نفسه تياراً آخر يُضاد الفكر الطوباوي يُشكل بعد فترة خزاناً من المياه التي ستتحول إلى نهر ٍ جارف وستدمر مشاريع من يريدون أن يذهبوا للسماء هؤلاء الذين لاهم لهم إلا بالآخرة مع إهمال فكرة أنه لولا وجودنا الأرضي لايمكن أن يكون تفكيراً في آخرة ما.لهذا نقول لهؤلاء ارحلوا عاجلاً إلى سمائكم واتركوا الناس تفكر تفكيراً واقعياً ومنطقياً في أمور الحياة.
إنّ أفكاركم تشل القدرات الحقيقية التي يجب أن نُفعّلها لصالح حياتنا الأرضية .نقرُّ بمنطق مفهومنا للحياة وحركتها بأنّ التدين حالة صحية وضرورية من أجل التوازن وتثبيط عنفوان الخوف من المجهول الذي لا يوجد حتى اليوم دراسة علمية تؤكده ونحن لاننفيه بل نقول أنّ هناك فريقين في الديانات الإبراهيمية فريقٌ متمسك بمثاليته ولا نقول بتفسيراته غير السليمة لفكره الديني والذي سيؤدي عاجلا أم آجل إلى الاندثار والغياب الكلي من على خارطة العالم إن لم تتم دراسة علمية وواقعية لجوهر العقيدة التي تتبنى المثالية .
وأما الفريق الثاني الذي يحمل فكراً إقصائياً وأغلب أتباعه دمويون لايُقيمون للآخرين وزناً وأنهم هم الأعلون وعقيدتهم هي الأصح والبقية كفرة فهؤلاء وأولئك خطر على البشرية برمتها كلّ في نتائج تفكيره ومن هنا نرى أن الأفكار المثالية والتي تقترب للخرافات تلك التي لاتنسجمع مع الواقع والواقعية المادية ولا تلك الأفكار المجرمة بحق الإنسان الذي يُغاير فكر ذاك القاتل فكلاهما خطر حقيقي على المجتمع.
إنّ المثالية الدينية والمذهبية تُدمر القدرات والمواهب وتحرق الفرص الحقيقية للإبداع في المجالات كافة والتي تخدم البشرية وتطور المجتمعات . هذه المثالية ليس إلا قنابل تدميرية مباشرة للتفكير السليم إن استمرت في تأثيرها دون وضع برامج تغربلها لتكون صالحة للمجتمع وتشبه تلك الأفكار الحمقاء التي تُريد فرض نفسها بالقوة على المجتمعات مستغلة كل الظروف والقوانين لتحقيق جوهرها.
وأخيراً خير ما علينا قوله هو أن نعمل على استحضار كلّ مستلزمات وضع منهجية جديدة للتدين تقوم على غربلة التراث الديني والمذهبي ووضع قراءات رصينة في استنتاج واستقراء لك ذاك التراث ونقول لهؤلاء وأولئك.
أخي في الإنسانية أنا لست ضدك فيما تعبده.
اعبد الله كما تشاء ولكن ليس على حساب حقي وحريتي ووجودي .
تخيل أنك وريث هذا الكائن المكتفي بذاته لكن ليس لك الحق في أن تُصادر حريتي وسعادتي وحقوقي لكونك تتخيل ماتتخيله.
لك الحق في أن تعيش كما تريد لكن بمالايتعارض مع أخيك الإنسان ولايحق لك أن تدعي وتؤمن بأنك أفضل من الآخرين .
الحياة لن تستقيم مع تيارات فكرية ودينية ومذهبية تتعارض كلياً في وجودها وسلوكها ونتائجها.
البشرية بحاجة إلى رؤية موحدة للفكر الديني يقوم على التنوع الذي لايُفسد المنطق والواقعية . الاختلاف في الطريقة للتدين تلك التي لاتتعارض مع حقوق الآخرين وكل ما عدا ذلك فهو الذي سيُقرب المجتمعات البشرية للتدمير الشامل .
الحياة فرصة للعقلاء والحكماء وليس مع معتنقي الديانات التي تتخذ من العنف أبجدية لها ومن المثالية مسرحاً للعبثية.
وللحديث صلة مع العقلاء
# اسحق قومي. 13/6/2024م
***

حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي