قراءة نقدية في المجموعة القصصية ( الوشاح الأحمر ) للكاتبة فوز حمزة بقلم عدي العبادي .. العراق

فوز حمزة
2024 / 6 / 13

شهدت القصة القصيرة تطوراً كبيراً في كل من السرد الذي أصبح يُكتب بلغة شعرية ذو توجهات فنية ورمزية انزياحة وفكرة الكلمة التي يشتغل عليها القاص وتغيير في حجم الكتابة، أي ما يعرف بهندسة النص.
إن الكتابة الإبداعية تولد بين الكاتب الذي ينتج العمل والمتلقي الذي ينتهي إليه الخطاب، وقد برع كثير من القصاصين في إيصال منتجهم الإبداعي إلى الذائقة العامة من خلال طرح حداثوي وفن رفيع منهم القاصة فوز حمزة التي جمعت عدداً من قصصها في كتاب تحت عنوان ( الوشاح الأحمر ) ومن العنوان الذي هو مفتاح للدخول إلى عوالم النص وفك شيفرته نجد أن فوز حمزة تستخدم الوشاح الخاص بالنساء وقد حُدد لونه ووضعت أحدى قصص المجموعة بهذا العنوان تقول فيها:
هذا هو الاتصال الرابع الذي يأتيني هذا الأسبوع .. كيف أذهب إلى هناك؟!
في المرتين السابقتين منعني صاحب المطعم من الدخول لأنني ضربتها.
ماذا ينتظر مني أن أفعل؟!
كانت تلف رقبتها بالوشاح الأحمر الذي أهديتها إياه في عيد ميلادها!
رأيتُ يدها نائمة بين يديه ..
بناء درامي متواصل تحاول من خلاله القاصة الوصول بنا إلى الحدث، أي ماهية ما كتبت وقد اعتمدت على استعارات منطقية عدة صانعة من خلالها واقعية ما تسرد وإحالتنا الدلالة في هذا النص القصصي على أن رجل قد أهدى امرأة وشاحا أحمر والذي تدور حوله الأحداث، لكنه اعتدى عليها بالضرب وهو خائف من المواجهة وقد استطاعت القاصة أن تجعل العامل الزماني والمكاني يبرزان في قلق الرجل الذي كان يدخن ويستعيد شريط ما حدث ثم ننتقل إلى ما جرى لتعرف أنه حب، لكن صدم أن التسلسل هو من مقومات العمل النصي الواحد في سياقاته. تقول القاصة في نص آخر:
سار ظلي، فسرت معه. من المجهول أتى وإلى المجهول سيمضي!
منذ أن ولد فيّ لم يرحل عني. اتخذ جسدي ثوبًا له، يبصر بعينيّ، يتكلم بلساني، يسمع بأذني، يمشي بخطواتي، يرقد في حضني حين أنام، زرعني وهمًا في مخيلته، حصدته خوفًا في رأسي.ها نحن نحصد معًا ما تبقى لنا من أيام.
اقتربتُ منه أطلب حمايته، فإذا به يرتجف مثلي!
اشتغلت القاصة في هذا النص على ثقافة المكان التي اشتغل عليها كل من بشلار وفوكو وهي إعطاء أبعاد لما حولنا، أي خارج الأشياء التي تصنف بالجماد إلى عالم الحيوية كما فعلت حمزة التي وجهت خطابها بالحديث عن ظلها ومدى العلاقة به وكان الصعود حيث أنها اقتربت منه لتطلب حمايته، لكن وجدته يشاركها الخوف.
إن النسق فيما طرحت يظهر تفاعلها مع ما حولها حيث اختارت أقرب شيء في عالمها الخارجي هو الظل الذي يكون الأقرب إلى الإنسان وقد جعلت فوز نفسها في القصة من خلال الأنا أي المتكلم وبواقعية جعلتنا في تناغم وهي توصل أفكارها، أنها لا تترك حيزاً دون أن تشغله بما يغني القارئ.
وفي المجموعة عشرين قصة قصيرة حملت توجهات عدة وعناوين مختلفة كان كلها تبشر بولادة عمل ناضج.

حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي