لماذا نحتاج القانون؟؟

حنان بديع
2024 / 6 / 11

قلوبنا تنفطر كل يوم جراء مشاهدة المعاناة التي تسببت فيها الحرب في غزة والتي خلفت واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية، عيوننا والكاميرات والأخبار تركز على معاناة البشر التي تسبب فيها الإنسان على هذا الكوكب ونتجاهل معاناة من يشاركنا الحياة عليه بصمت وذون ذنب.

نعم الحروب تأكل الأخضر واليابس وتحصد الأرواح دون تمييز، لكن لنتذكر بأنه لم تسلم من تداعياتها حتى "الحيوانات" البريئة من كل الذنوب.

نيران الحرب طالت كل الكائنات التي تتنفس، هناك ضحايا لا أحد يسمع أنينها في المدن والقرى التي أصبحت شبه مهجورة، كثير من الدراسات التي أجريت أكدت على أن الحروب تؤثر في أعداد الحيوانات، بل إنها تشكل تهديدًا لأنواع بأسرها في بعض الأحيان، فالوجبة الوحيدة للقطط والكلاب هي النفايات والجثث للطيور المتحللة في الطرقات والعصافير التي نفقت عطشاً وجوعاً.

لذلك، الحيوانات يا سادة مثلنا تؤذيها الحروب وتتسبب في انقراضها، بل وتصاب بأزمات نفسية تماماً كما البشر الأبرياء الذين يتعرضون للهجرة والموت فراراً من القتل والقهر والجوع.

أما لماذا أذكر الحيوانات في خضم هذه المعاناة الإنسانية؟
فلأنها لا تستحق أن تشاركنا مآسينا وأهوالنا، هم لا يشبهوننا ولن يفهموا قوانيننا البشرية المجحفة، فهناك دائماً في عالم الحيوان على الرغم من وجود الصراع والتنافس شكلًا ما من الاتفاقات أو المواثيق لتحاشي قتل النوع، فقتالهم «قتال طقسي» دون قتل، أي في الوقت الذي نقتل فيه بعضناً بعضاً، يندر حدوث هذا في حروب عالم الحيوان؟
لذا يبدو الحيوان أكثر رقياً وتحضراً من البشر من الناحية الإنسانية؟ فلماذا يدفع ثمن وحشية عالم الإنسان وقسوته التي تفوق قسوة صراع البقاء في الطبيعة لأنها قسوة غير مبررة ، لا شىء يبرر الحروب ذات الأثمان الباهظة.
والغريب أن الحرب رغم أنها تجسيد للكراهية وانتصار لثقافة الموت، فإن هناك دائماً منا من يرى أن الحروب يمكن أن تكون ذات قيمة رمزية ومعنوية هائلة. فمثلاً الشاعر الفرنسي تشارلز بيجي يرى، أن هناك "شرف الحرب وهناك عظمة الحرب». فكيف يصح أن نرى وجهاً ايجابياً للحرب خلف كل هذا البؤس الحاصل؟
وهل يسمو الحيوان على الإنسان في موضوع ثقافة القتال أم العكس؟
يقول أرسطو: "الإنسان حينما يطبق القانون يسمو على الحيوان، وحينما يبتعد عن القانون والعدالة ينحط ويصبح أقل من الحيوان"
الغريب أن الحيوان لا يحتاج فرض القانون ليسمو على الشر، فلماذا نحتاجها نحن؟؟

حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي