خلونا نتحزب (ج2)

عمر قاسم أسعد
2024 / 6 / 6

نص مسرحي (ج2)


مشهد ( غرفة ضيوف ، عدة كراسي مع طاولة وسط ومزهرية فوق الطاولة ، أم احمد مشغولة بتنظيف البيت مع ترديدها أغنية ، يدخل ابنها أحمد وقد ظهرت عليه ملامح اليأس والاحباط )
أحمد : بعدين مع هالعيشة ، بعدين يعني ، شو أعمل أنا يا ربي
أم أحمد : أف أف أف ، على ايش كل هذا يا ولد ، بعدين الواحد لما يدخل بيته بسلم على الحاضرين
أحمد : حقك علي يما ، بس والله اني تعبت يما ، شوفة عينك صارلي سنة قاعد لا شغله ولا مشغلة
أم احمد : وكلها لربك يا ابني ، لا تيأس أبدا وخلي عندك أمل بالله ، لأنة أمل بنت ديوان الخدمة بتنازع
أحمد : يما أنا صابر بس والله مرات بحس حالي صرت عبء عليكم ومش طالع بيدي اساعدكم
أم أحمد : ومين حكالك انك عبء علينا ، ومين حكالك انه محتاجين ، الحمد لله مستورة يا احمد وبكفي انك رضي والدين ، الله يرضى عليك ويوفقك ، ومثل ما حكيتلك خلي معنوياتك عالية ولا بد الله يفرجها
أحمد : شوفة عينك يما هيني من الصبح بطلع وما بخلي شركة ولا مكان إلا بدور شغل ، مهو كمان يما والله حرام الواحد يضيع من عمرة اربع سنوات جامعه وأهلة يدفعوا دم قلبهم عليه وما يلاقي شغل
أم أحمد : خلص فكك من هالسيرة ، بالمناسبة اجا صاحبك خالد مرتين سأل عنك وكان يرن عليك وتلفونك مفصول وحكالي رح يرجع ، يمكن هاي موعده لانو حكالي رح يغيب ساعة ويرجع
أحمد : ماشي يما ، خليني اروح اغسل واذا رجع فوتيه وناديني
أم احمد : روح الله يرضى عليك وبعدين لا ضلك هيك يأسان والله بس اشوفك هيك بتقطع قلبي ، خلي أملك بالله قوي


( يغادر أحمد وتبقى الام وترفع يديها للسماء وتدعي )
أم أحمد : يا رب لا تخيب رجائي ولا ترد دعواتي ، يا رب كون مع ابني ويسر أمره ووفقه واحرسة يا رب . يا رب أنا راضية عنه إرضى عليه يا إلهي

( يسمع صوت جرس الباب ، تتجه ام احمد الى الباب )
أم احمد : مين
خالد : هذا أنا يا خالتي ، احمد رجع وله بعده ؟
ام احمد : فوت يا خالتي احمد رجع ، تفضل اقعد وانا بناديه
خالد : إيش يا خالتي شو هالحلاوة يا قمر
أم احمد : يييي يخرب عقلك شو بتحب تتمسخر علي يا ولد ، هاي عادتك ما بتغيرها
خالد : له له له يا أم احمد ، وحياتك لو انك مش متزوجة لجوزك ابوي مشان اظل اشوفك
أم احمد : اسكت يا ولد ليسمعك ابو احمد ، عليم الله ليعمل منك كباب وكفتة
( يدخل أحمد )
ولك يا خالد بدكيش تبطل تتغزل بأمي ، وحياتك مثل ما حكت امي ليوم يسمعك ابوي يودرك ورا الشمس
خالد : تعال يا احمد عاوزك بموضوع وان شاء الله ما تفشلني
احمد : ولو يا خالد أبشر وحياتك
ام احمد : طيب خليني اروح اعمللكم فنجان قهوة وانتو احكو على راحتكم
( تغادر ام احمد )
خالد : اسمع يا احمد الشباب صحابنا طلبو مني انه نستضيف شخصية حزبية لحتى نعمل جلسة حوارية معه عشان الاحزاب وانتا عارف بيتنا ضيق عشان هيك بطلب منك يكون اللقاء في بيتك
أحمد : ولو يا خالد ،/ طبعا البيت بيتك بس يعني احزاب معناتها سياسة معناتها حكومة معناتها الجماعه اياهم ويمكن معناتها خراب بيت ،

( تدخل ام احمد وتسمع بعض الجمل من ابنها أحمد )

ام احمد : شو هذا اللي فيه خراب بيت وسياسة وابصر الشو ، خير شو في يا خالد
احمد : لا يما ما في اشي بس خالد بدو نعمل سهرة مع اصحابنا عنا في البيت ، وبصراحة يما في ضيف حزبي جاي عنا
ام احمد و: له له له يا خالد ، عليم الله لو عرف ابو احمد ليطلقني ، شو هذا حزب وسياسة وخرابيط ، يا خالتي هذا خراب بيت
خالد : وحدي الله يا ام احمد ، شو هالكلام يلي تحكيه ! أي صدقيني لو مسكتي معي كيلو حشيش ولا رطل مخدرات ما حكيتي هالحكي
( يضحك الجميع )
أم احمد : صدقني يا ولد هالايالم الحشيش والمخدرات أهون من السياسة والاحزاب اللي رح تودينا بداهية ، اوعى ابو احمد يسمعك ، بعدين مثل ما قال المثل ــ لا تورط حالك مع اثنين ، السياسة والنسوان واكيد السياسة هي الاحزاب
أحمد : يا يما وحدي الله ، بلاش خوف ، الحياة تغيرت يما والدولة تقدمت وصار بالبلد فوق خمسين حزب وأيام زماااااان راحت يمااااااا
( يسمع صوت جرس الباب ، تدخل مريم الى البيت بعد انتهاء يومها الجامعي )
مريم : مرحبا يا حلوين ، ــ تتوجه بالنظر لخالد ـــ مرحبا يا خالد كيفك وكيف امورك
خالد : اهلا يختي ، الحمد لله الامور تمام
أم احمد : هاي مليح يلي جيتي مشان تسمعي خالد واخوكي شو بخبصو
مريم : خير يما ، شو في يا احمد
خالد : ( يضحك مخاطبا مريم ) هاي امك حاقدة علي لاني بضل اتغزل فيها ، على كل حال اسمعي ، باختصار بدنا نعمل جلسة حوارية عندكم بالبيت مع اصحابنا ونستضيف شخصية حزبية ، هاي كل القصة
مريم : بس هيك ، طيب وين المشكلة يما
احمد : المشكلة امك يا حلوة
ام احمد : شو يا بنتي ، شكلك مش فاهمة شو يعني حزب وسياسة وحكومة والجماعة اياهم غير يودرونا ويحطو علينا نقاط سودة واحنا مش ناقصنا يما، منتي شايفة اخوكي صارله سنة مش لاقي وظيفة وانتي على ابواب تخرجك من الجامعه ، خليها مستورة يما
مريم : يما يا حبيبتي ، زمان اول حول ، هذا الحكي كان ايام جدي ، هسة انا بالجامعه وبشوف وبسمع ، يا يما كل صاحباتي منتسبات بأحزاب وما شاء الله عليهن ، وعي وفكر وعلم وكمان تفوق بالدراسة ، يا يما هاي الحكومة والاجهزة الامنية وكل هالبعبع يلي تحكي عنه صارو معنيين كثير بهموم المواطن وبشاركو الشباب بجلسات حوارية وورش عمل ومؤتمرات ، هالبعبع يلي تحكي عنه صار يسمع للشباب ويتعرف على نمط تفكيرهم وامالهم وتطلعاتهم خاصة بالجانب السياسي وموضوع الاحزاب
( ام احمد يبدو عليها الاهتمام بما تسمع )
ام احمد : معقول هالحكي ، هسة الحكومة هيك صارت يما ، والجماعة اياهم مبسوطين
خالد : ( يوجه كلامه لام احمد ) اسمعي يا قمر ، انسي الحكومة وانسي كل شي ، شو رايك انه الملك شخصيا ومن فترة طويلة معظم جلساته مع الشباب وهو بلسانه حكى عن الاحزاب وضرورة انه يكون بالبلد احزاب محترمة تحمل برامج محترمة
أحمد : بس يا خالد كثير من الاحزاب ما فهمت كلام وتطلعات الملك وصارت هي بواد وتطلعات وآمال الملك وتطلعاته بواد
خالد : كلامك صحيح ، بس بجد في بعض الاحزاب عندها رؤية واضحة واهداف وبرامج قابلة للتطبيق
أم خالد : يا جماعة وحدو الله هسا خلينا نفكر شو بدنا نعمل بلا ما ابو احمد يخرب بيتي على إيدكم
أحمد : يما بس يجي ابوي احنا نعرف نتفاهم معه
مريم : اسمعي يما ، هيني فتحت على النت وبدي اسمعك شو حكا الملك عن الاحزاب
أم أحمد : هو يعني الملك بدو احزب وبشجع الناس تسجل بالاحزاب !!!
خالد : ايوه يا احلى خالة الملك هيك بدو واسمعي شو رح تحكي مريم
مريم : اسمعي يما ((( من أقوال جلالة الملك ــ ان الديمقراطية لا تكتمل إلا بالتعددية السياسية / نحن نتطلع الى اليوم الذي تكون فيه احزاب المعارضة الوطنية المنتمية شريكا في صنع قرارنا الوطني / انني اشجع جميع أبناء وبنات الوطن على المشاركة في بناء نمط جديد من الاحزاب البرامجية الممثلة والقائمة على قواعد شعبية واسعة ))

( يدخل ابو احمد البيت دون ان يشعر به احد ويستمع لاخر كلمات مريم من اقول جلالة الملك )


أبو احمد : شو يا مريم شو هالحكي اللي قاعد بسمعه
( يتفاجأ الجميع وينظروا الى ابو احمد الذي يستدرك الموقف ويقول )
ابو احمد : معكم حق لازم ارن الجرس بس شكلكم ناسيين الباب فاتح دخلت وما حبيت اقاطعكم ، ( ينظر الى مريم ويستكمل كلامه ) عيدي يا مريم شو حكيتي
( تنظر مريم للجميع مع الدهشة وتعيد قراءة اقول الملك )
ابو احمد : انتي متأكدو انه هذا الكلام حكاه الملك
خالد : طبعا يا عم ابو احمد هذا كلام موثق
ابو احمد : طيب هسة فهموني شو القصة
خالد : باختصار يا عم بدنا نعمل جلسة حوارية مع اصحابنا ونستضيف شخصية حزبية محترمة وحابين تكون الجلسة عندكم ببيتك يا عم
ابو احمد : ولو يا خالد : طبعا البيت بيتك بس احلف يمين انه يلي سمعته من مريم كلام الملك ، ترى انا مش ناقصني وجع راس من الحكومة وجماعة الجندويل
( يضحك الجميع )
احمد : اقسم بالله يا حج ابو احمد انه الملك حكى هالكلام
ابو احمد : رغم اني اول مرة بسمع هالكلام وأول مرة بعرف انه الملك بدو هيك يصير معناتة الملك نفسه ضامن الحياة الحزبية
خالد : عليك نور يا عم
ابو احمد : بس انا عندي شرط قبل ما تعملو اللقاء عندي بالبيت ، أنا حاب اتعرف على ضيفكم واقعد معه لحالنا واسمع منه ، ووعد اذا الكلام اعجبني لاكون اول واحد بسجل بحزب
مريم : اسمع يابا ، ومشان تقتنع اكثر هيني فتحت النت على خطاب العرش في افتتاح الدورة العادية لمجلس الامة الرابع عشر بتاريخ 1/12/2003 يعني يا حج قبل حداش سنة خذ اقرأ يابا
( ابو احمد يتناول الهاتف من يد ابنته ويبدأ القراءة )


أبو احمد ((( ان واجب القطاعات الشعبية ومؤسسات المجتمع الاهلي ومنابر الحوار والفكر ان تستجيب الى دعواتنا هذا باخلاص لتعمل على أحداث تحول ايجابي وجذري في مسيرتنا الديمقراطية عبر اطلاق حركة حزبية وطنية حقيقية هاجسها الاردن اولا وتستمد شعبية وجودها من التزامها بقضايا الوطن وحاجات الانسان ومن ضمنها احزاب المعارضة الوطنية أمر حيوي وضروري للدولة العصرية ، ونحن نتطلع الى اليوم الذي تكون فيه احزاب المعارضة الوطنية المنتمية شريكا في صنع قرارنا الوطني )))
احمد : اسمع يا حج كمان شو حكى الملك (( أني اشجع جميع أبناء وبنات الوطن على المشاركة في بناء نمط جديد من الاحزاب البرامجية الممثلة والقائمة على قواعد شعبية واسعة
ابو احمد : خلص بكفي ، صدقوني كرمال الملك وكلامه اعتبروني اول واحد رح انضم للحزب اللي تشوفوه مناسب
خالد : صدقني يا عم أيام زمان صحيح كان في فجوة وهوة واسعه ما بين الاحزاب والناس ، وكمان كانت الناس تخاف تنضم للاحزاب وتخاف من الحكومة والاجهزة الامنية ، لكن الان يا عم الصورة اختلفت لانو رأس الدولة بدو احزاب صار الكل معني بالاحزاب ،
احمد : هسة المفروض نتفق على حزب محترم بحمل مباديء وبرامج محترمة واهم شي يكون فيه أعضاء محترمين
خالد : من الاخر يا جماعة ، صحيح في بالبلد احزاب وصحيح بعض الاحزاب قمة في العطاء واعضائها محترمين ، لكن بصراحة وصدق انا اتجهت لحزب اسمه ...
( وقبل ان يستكم كلامه تقاطعه ام احمد )
مريم : لحظة يا خالد ، لا تحكيلنا اسم الحزب ، خلينا احنا براحتنا وقناعتنا
خالد : كلامك صحيح ،
أبو احمد : فعلا يا مريم ، والله انك تفهمي قناعتنا أهم شي
أم أـحمد : بس لا تنسو ومثل ما بسمع أنا انه في أحزاب معارضة عشان هيك ديرو بالكم
مريم : ولو يما ، شو صارلنا ساعه نحكي ، أصلا الملك بدو كمان أحزاب معارضة بس تكون وطنية وهمها الوطن والمواطن
خالد : معناتو على بركة الله خلونا نتحزب عشان البلد



أجمل ناس وأحلى ناس
والأحزاب على الراس
حزب من أجل الاردن
لا تتحير ولا تحتاس
***
إحنا عنا ارادة
والصعب صاير عادي
همة قوية وعزيمة
والكل علينا ينادي
***
معنا شباب وصابايا
رجال كبار وعاطايا
طريقة وفكر ومنهج
وعلى الوطن غيارا
***
الملك بدو أحزاب
وتشارك بلإنتخاب
والأحزاب تبني البلد
حتى نمشي عا الصواب
***


عنا الشاعر والرسام
وللسياسي الاحترام
والكلام عنا أفعال
على طول الأيام
***
والأحزاب تجَمَعنا
وبالمحبة اتحَصَنا
نمسك إيد بحضن الإيد
حتى نحمي وطنا

تأليف / عمر قاسم

حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي