عشتار الفصول:14134 الرؤية المنهجية لتغيير الفلسفة الغربية

اسحق قومي
2024 / 6 / 2

إذا أردنا أن نوفر على أنفسنا وعلى العالم لتغيير ما هو عليه من أمور ٍ نجدها بلغت من الترهل والعبثية والفوضى وعدم المساواة وظلم القوانين للغربيين الأصلاء الذين وجدوا على هذه الأرض منذ آلاف السنين قياساً إلى ما يحصل عليه أولئك الذين جاؤوا عن طريق هجرات غير شرعية ونرى ونلمس بداية مرحلة تظهر فيها التناقضات والصراعات والاضداد وتطفو بقوة على السطح الاجتماعي والسلوكي لابل نرى أساليب دموية يقوم بها الغرباء تجاه أصحاب البلاد وما أكثر تلك الحوادث وأخرها ماتم قبل يومين في مدينة منهايم بألمانيا .إنّ هذه الأفعال وغيرها تؤكد على أننا نسير نحو ولهذا نؤكد على أننا على مقربة من أحداث دموية تشبه مايُسمى بالحرب الأهلية أو ما يشبهها.
والمشكلة أن العقلية الغربية برمتها تؤمن بشخصيتها وتعتقد أنّ أيّ اقتراح من غير المجتمع الغربي هو اقتراح لامعنى له لابل تتفه صاحبه وتعتبره مزاوداً وتنعته بالتطرف بينما هي توجد لمن يطعن شعبهم بالسكاكين آلاف الاعذار . غريب أمر هؤلاء لكن من جهتنا نقول :
علينا أ ن نبحث في إيجاد منهج فلسفي جديد يُغاير المنهج الفلسفي القائم في هذا المجتمع أو ذاك .و أن يشمل ذاك المنهج الفكري الفلسفي ما يُلامس القضايا الوطنية والاجتماعية والأخلاقية والسياسية والمادية والروحية لتلك المجتمعات المتكلسة بأتون العبادة الطوطمية للقوانين الوضعية حتى نكون على مقربة من تحقيق ما نرغب في تحقيقه.
إنّ طرح الأفكار التي نريد توظيفها في صالح تغيير أيّ مجتمع كان ، تلك التي ننثرها عبر مقالات ٍ نثرية أو ضمن كتاب ما ننشره هنا أو هناك ، باعتقادي ليس حلا ً للمشكلة بل هو مضيعة للوقت الذي لن يُعوض
ولهذا يجب أن نعود إلى العلوم الفلسفية والاجتماعية والسياسية بعصورها كافة وندرس مجموعة أفكار لها قدرة على تغيير العقلية النمطية التي غدت معبود الشعوب الغربية لأنهم يعبدون القوانين ولم يعودوا أحراراً لربقة تلك القوانين الصارمة والتي غدت عبئاً عليهم .
وإذا كان المنهج التاريخي والوصفي والتحليلي والمقارن والفلسفي والمنطق الأرسطو طالي قد فشلت كل هذه الأنظمة في توفير قناعة شعبية بأن سياسة بلادهم غير صحيحة وأن تعليمهم التربوي غير سليم فنحن بحاجة ماسة لمنهج فلسفي يقوم على العلوم الرياضية نعتمده في طريقة معالجتنا للأوضاع والخروج من المحنة أو الإشكالية التي تعيشها أوروبا والغرب بشكل عام.
إن المنطلقات الحقيقية والعملية لما يُسمى بالحرية والمعمول بها ،لا تتناسب مع السلوك الخاص والعام للشعوب الغربية هذا ولا يفوتنا ما تعمله وتتركه الآلة المدمرة لثقافة أوروبا والغرب ذاك العدو الدود المنتشر بكثرة ومتفشي في ساحات الإعلام والصحافة ووسائل التواصل الاجتماعي وما بين الأحزاب بأنواعها وأشكالها كما المال السياسي القادم عبر القارات إلى أوروبا .
لإنّ تصاعد وتيرة الأفكار الراديكالية بين المهاجرين وخاصة تلك التكفيرية منها يؤدي إلى نتيجة حتمية تخرج عن سياقات المنطق إلى ركوب موجة أخرى مغايرة لما فُطرت عليه أوروبا والغرب منذ قرون وكذلك الأطماع الدولية والتناقضات في الأساليب الاقتصادية بين الشرق والغرب وما بين روسيا والغرب كل هذه التناقضات الحادة والمدمرة تُقربنا أكثر من الهاوية .
لهذا علينا بالتفكير الجدي لإيجاد قواعد ومنهاج فلسفي يقود المرحلة القادمة لأوروبا والغرب ويؤمن لها مرحلة مقبلة طويلة الأمد حتى تكون قادرة على الإبداع في كلّ المجالات .
إنّ الحروب وموضوع اختلاط الثقافات القومية والدينية والمذهبية وأساليب العيش من خلال الهجرات غير الشرعية وعدم معالجة كلّ هذه سيخلق في القريب العاجل أمراضاً لا يمكن أن تشفى بل ستأخذ المجتمعات إلى التدمير الذاتي .
إنّ المعيار الحقيقي والعملي لتغيير الفلسفة القائمة في الغرب تقوم على مشروع تأسيسي لمنهاج فلسفي يحمل حقيقة الإرث الثقافي والإبداعي والعلمي والإنساني والأخلاقي للشعوب الغربية خاصة وللعالم عامة. وإنّ أيّ معالجة للموضوع تخرج عن إطار الشمولية مع فرز متطلبات الخصوصية سيؤدي إلى فشل المشروع الحداثوي والإنساني لهذا .
إنّ معالجة جوانب هامة في السياسات الخارجية وخاصة تجاه الشرق الأوسط وأفريقيا وتعيين الأسباب والمسببات وكيفية ترسيخ قواعد نهضة تنموية حقيقية لتلك المجتمعات هو الخطوة الأولى والمتقدمة في معالجة الأوضاع الداخلية لأوروبا والغرب .
وفي الختام وليس أخيراً.
المشكلة تكمن في إيجاد منهج فلسفي وليس في آليات التطبيق العملي وإذا سارت الأمور على ماهي عليه فإننا سنجد أنفسنا في أتون صراعات مدمرة لن يسلم منها أيّ أحد.
لهذا مطلوب منا أن نتخلى عن المفاهيم الجاهزة في عقولنا واستبدالها بمفاهيم تدخل منظومة وانساق عقولنا وتفكيرنا وسلوكيتنا تباعاً وبحسب ضرورتها وأهميتها ومعالجتها للمشاكل اليومية.
إنّ إيجاد حداثة سياسية وفلسفية أوروبية وغربية هو من الضرورة بمكان.
كما وأنّ إيقاف الحرب في أوكرانيا والحرب ما بين إسرائيل وحماس وتحقيق الهدوء والاستقرار العالمي من الأمور الهامة للقيام بتأسيس منهج فلسفي حداثوي يقوم أساسه على تحقيق الخير والحق والجمال والمصالح الدولية العادلة لكلّ شعوب الأرض لأنّ بقاء الوضع على ما هو عليه سيؤدي حتماً إلى عملية إعاقة في النمو والتطور لآلية حتمية المجتمعات وسيرورتها ومستقبلها والحيثية التي ستكون عليها بعد سنوات قليلة.
وللحديث صلة.
# م .اسحق قومي.
شاعرٌ وأديبٌ وباحث سوري يعيش في ألمانيا.
2/6/2024م

حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي