خبايا و خفايا حول أحداث رفح

عبير سويكت
2024 / 5 / 30

عبير المجمر (سويكت)

أحداث رفح الفلسطينية التي شغلت الساحة المحلية و الدولية ، و تباينًا في الروايات، حيث ان الرواية الاسرائيلية تُشير الى ان النيران التي أشتعلت و نتج عنها خسائر في الأرواح المدنية لم تكن فقط نتاجًا للغارة الجوية الاسرائيلية بل نسبةً لتخزين قادة حماس أسلحة في مجمع قريب من المنطقة و انهم في الآساس كانوا يستهدفون قادة حماس ، و أنهم قتلوا إثنين من قادة حماس و الاشخاص المسؤولين عن هجمات السابع من اكتوبر. على حد قولهم .


في المقابل الرواية الفلسطينية تتحدث عن كذب و نفاق القوات الاسرائيلية، و تصف تحركاتهم بسوء النوايا، موضحين أنهم بعد ان اعلنوا رفح منطقة آمنة و اطمأن المدنيين قاموا بقصفهم لإبادتهم تحت ذريعة ملاحقة حماس و القضاء عليها .

و ما زال التحقيق جاريًا من قبل الجهات الاسرائيلية ، و ان كان الفلسطيين من جانبهم يشككون في نزاهة التحقيقات، مستشهدين بقصة الصحفية الراحلة شيرين أبو علقه التي على حد قولهم هي أكبر انموذجا لدفن الجيش الاسرائيلي جرائمه و تصفيتها. و رئيس البعثة الفلسطينية لدى المملكة المتحدة في استنكاره ان يكون الجيش الاسرائيلي هو المتهم و القاضي الحكم في ذات الوقت ، يقول في ذلك : إذن تريدون ان يقوم مجرمي الحرب بالتحقيق في الجرائم التي ارتكبوها؟.

يحضرني في هذا الشأن جزئية من حديث رئيس البعثة الفلسطينية لدى المملكة المتحدة حسام زملط، في تصريحات له مع القنوات الناطقة بالانجليزية حول قضايا متعددة على رأسها "أحداث رفح "، فكان رده على النحو الآتي :

المذيع : دعنا نتحدث عن الأحداث الاخيرة المروعة في غزة و عن مقتل العشرات من الأشخاص يوم الأحد، حيث أدت الغارات الجوية الاسرائيلية "في رفح" الى اندلاع حريق في مخيم للنازحين الفلسطينيين قتل أكثر من 40 شخصًا، و لكن سمعنا من الجيش الاسرائيلي في الساعتين او الثلاث ساعات الماضية من المتحدث العسكري أنهم يحققون في احتمال تخزين أسلحة بالفعل في مجمع قريب من المنطقة، و ان النيران أشتعلت في تلك الأسلحة بعد الغارة الجوية الاسرائيلية بعبارة اخرى لم تتسبب الغارة وحدها في حدوث تلك الوفيات ؟

حسام زملط : هذه محاولة مخادعة من طرف الاسرائيليين و هذا كذب و هم يكذبون طوال الوقت ، هل تتذكر المستشفى المعمداني الذي قصفوه ثم زعموا انه صاروخ فلسطيني، ثم حرق الناس احياء؟ يا بين في مخيم اللاجئين في الخيام فقد كانت هناك غارات جوية على منطقة تعلم إسرائيل جيدًا أنها منطقة آمنة للأشخاص الذين يحتمون في رفح،
في الواقع قد أمر الجيش الاسرائيلي الناس بالتوجه الى المنطقة نفسها التى قصفوها في نهاية الأسبوع، يوم الأحد ، و عاودوا القصف اليوم مما أدى الى مقتل و أصابة العشرات من المدنيين، الصورة مؤلمة، حقًا انه انه مفجع، إسرائيل تعرف جيدًا ما الذي تقصفه و من تستهدف و بالتالي لم يعد من الممكن ان يكون النقاش حول إسرائيل فقد تحولت إسرائيل الى دولة تمارس الإبادة الجماعيه بشكل كامل، الحديث يجب ان يدور حول النظام الدولي، الحديث يجب ان يدور حول دول مثل الولايات المتحدة و المملكة المتحدة ، و ماذا سنفعل عندما تتجاوز إسرائيل كل هذه الحدود الحمراء بما في ذلك الخط الأحمر الذي حددته واشنطن و لندن ، و هو رفح؟ و الآن تجاوزت إسرائيل هذا الخط الأحمر دون إي عقوبات، و ما زلنا نسمع من الحكومة البريطانيه دعوات لاجراء تحقيق سريع من قبل جيش الدفاع الاسرائيلي ، إذا تريدون ان يقوم مجرمي الحرب بالتحقيق في الجرائم التي ارتكبوها !!!حقًا ؟و انتم لا تدعمون النظام القضائي الدولي مثل المحكمة الجنائية الدولية و محكمة العدل الدولية للقيام بمهمتها و محاسبة المجرمين، و بالتالي فان لندن و واشنطن و الدول الرئيسية هي محور التركيز الرئيسي للنقاش اليوم، لان ما يحدث في غزة سوف يذهب الى ما هو أبعد من فلسطين و إسرائيل.

المذيع : حسنًا ، لقد استمعت كلمات مثل جرائم حرب و الإبادة الجماعيه، و لكن إسرائيل تنفي هذين الامرين بشدة، و في الواقع كانوا يقولون أنهم استهدفوا في ذلك الهجوم الذي وقع يوم الأحد قادة حماس ، و أنهم قتلوا إثنين من قادة حماس و الاشخاص المسؤولين عن هجمات السابع من اكتوبر ؟

حسام زملط: اذن بشكل جدي، هل قصفت بريطانيا بلفاست أو دبلن ؟أثناء صراعها مع آيرلندا الشمالية ؟تقصف منطقة ، مدينة بأكملها ، بما في ذلك الملاجئ و الخيام ، لانك تزعم أن هناك رجل يحمل بندقية كلاشنيكوف ؟
إذا احتجز مريض نفسي مجموعة من المدنيين في مستشفى ، هل عليك ان تذهب و تقصف ذلك المستشفى ؟ اسرائيل ترتكب إبادة جماعية و هذا ليس كلامي بل كلام اعلى محكمة في العالم، محكمة العدل الدولية و التى أكدت معقولية ارتكاب اسرائيل للإبادة الجماعيه ، و الان تتم محاكمة اسرائيل رسميًا بتهمة الابادة الجماعيه في لاهاي، و لذلك كان ينبغي ان ينتهي الحديث هنا، و من ذلك الحين كان ينبغي لدول مثل المملكة المتحدة ان تفرض حظرًا فوريًا للأسلحة حتى تصدر المحكمة حكمًا نهائيًا ، و كان ينبغي ان تفرض عقوبات من جميع انحاء العالم لوقف هذه الفظائع ، فالقانون الدولي وأضح جدًا ، مسؤولية حماية السكان المدنيين و توفير إحتياجاتهم تقع على عاتق القوة المحتلة. و بدلًا من ذلك قامت إسرائيل بقتل و تشويه أكثر من 120 ألف فلسطيني معظهم من الأطفال و النساء ، و فرضت إسرائيل المجاعة على 2,3 مليون شخص ، و بالتالي فان ما نتوقعه الآن هو التطبيق الكامل و التطبيق المتساوي للقانون الدولي، و إلا أعتقد ان كل إنسان على هذه الأرض سيشعر بعواقب هذه الفظائع لآن القتل الجماعى للأطفال و التدمير الشامل للمنازل و المستشفيات و المدارس و جعل هذه المشاهد الفظيعة آمرًا اعتياديًا سيطاردنا جميعًا لأجيال قادمة.

نواصل في الجزء القادم قراءة تحليلية لما ورد ذكره من حديث.

حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي