ابو العلاء المعري ...........الشاعر الفيلسوف

ابراهيم خليل العلاف
2024 / 5 / 20

ومنذ فترة ، وانا اتمثل بقوله :
مـن كـان يـطـلب مـن أيـامـهِ عـجـبـاً ***فـلي ثـمـانـون عـامـاً لا أرى عـجـبا ***النــاس كــالنــاس والأيــام واحــدةٌ *** والدهرُ كالدهرِ والدنيا لمن غلبا
كما كنت ، وغيري نتمثل بقوله : (هذا ما جناه وما جنيت على احد) .سموه (رهين المحبسين ) ، هو ـعمى ، واعتزل الناس لفترة . كان قد فقد بصره بسبب اصابته بمرض الجدري ، وهو طفل صغير ، وله تمثال جميل في (معرة النعمان ) بادلب - سوريا لكنه تعرض للتهشيم والتدمير .
في الغرب ، اطلعوا على شعره وكتابه ( رسالةالغفران) وتعلموا منه ، والشاعر ( دانتي) أول من تأثر به . ورسالة الغفران ، رسالة كتبها المعري الى علي بن منصور الحلبي المعروف بإبن القارح جوابا على رسالة يسأله فيها عن عدة مسائل تتعلق بالادب ، والفلسفة ، والزندقة ، والتصوف ، والتاريخ ، وامور الدين ، والفقه ، والنحو ، واللغة ، وغير ذلك وطبعت الرسالة في القاهرة سنة 1908 .
والرسالة أشبه بكوميديا الهية مسرحها الجنة ، والنار ، وهي في قسمين القسم الاول رحلة ابن القارح في السماء وقسم آخر هو الرد على رسالة ابن القارح ، وفي رسالة الغفران قيمة علمية ، وفلسفية تدل على قوة خيال ابي العلاء ، وسعة معارفه ، ونقده وعمق تفكيره ومقدرته على على صياغة افكاره وصناعة نثره من اللغة .
هو شاعر عباسي عاش (86) سنة .توفي يوم 20 ايار - مايو سنة 1058 ميلادية (449 هجرية ) ، فضجت البلاد بتلك الفاجعة ، ووقف على قبره لا اقل من ثمانين شاعرا يرثونه ويودعون فيه (فيلسوف الشعراء ) .ترون الى جانب هذه السطور ، ابو العلاء المعري كما تخيله الفنان ( ارتورو اورتِس) ، وفي كتاب المؤرخ والكاتب والاديب اللبناني الاستاذ حنا فاخوري (1914-2011 ) الموسوم ( تاريخ الادب العربي) ،وطبع في حريصا بلبنان سنة 1951 ، وهو من الكتب الكلاسيكية في الادب العربي ويضم (1200) صفحة ، وانا اعود اليه دوما ، ولدي نسخة منه في مكتبتي طبع كثيرا فصل عنه ومما جاء فيه ان ابو العلاء المعري من معرة النعمان بين حمص وحلب ، ومن اسرة يمتد اصلها الى تنوخ من قضاعة من قحطان عاش لفترة في بغداد وتعلم ستة وسيعة اشهر 1007-1009 ، وزار حلب حيث رفع سيف الدولة الحمدانية لواء النهضة الثقافية .
في انطاكية زار مكتبتها الشهيرة ، واختلف الى دور العلم . له ديوانه ( سقط الزند ) ، ويضم اكثر من (3000) بيت وله (اللزوميات) وهو ديوان شعر كبير مرتب على حروف المعجم طبع في الهند 1885 م ومصر 1891 موفي هذا الديوان اعلى من شأن العقل فالعقل عنده الامام المرشد الى الحقيقة
كذب الناس لا امام سوى العقل *مُشيرا في صبحه والمساءِ
ايها الغر ان خُصصت بعقلٍ *فاسألنه فكل ُعقل نبي
وللمعري كتاب (الفصول والغايات) ، وهو كتاب عظات ونصائح .ابو العلاء المعري شاعر وفيلسوف ملأ الدنيا ، وشغل الناس ، وانقسم الناس حوله فريق رفعه الى اسمى مراتب التعظيم والتكريم ، وفريق قال ان ماقدمه الشاعر مزيج من حق وباطل ، وشك ويقين وهناك من كفره ، لكن يبقى الشاعر الفيلسوف ابا العلاء محطة من محطات الفكر العربي الذي يتوجه نحو طريق التفكير النيّر ، وليس ادل من ذلك اعجاب عميد الادب العربي الدكتور طه حسين به ، وتأليفه كتاب بعنوان ( ذكرى أبي العلاء) ، وتكريم الشاعر الجواهري الكبير له في مهرجان ابي العلاء الالفي وهو مهرجانٌ نظمه المجمع العلمي العربي في دمشق سنة 1363 هجرية الموافق 1944 ميلادية احتفالًا بمرور ألف عامٍ على ميلاد أبي العلاء ...
وقصيدته (قف بالمعرة وامسح خدها التَرِبا*** واستوحِ من طوّق الدنيا بما وهبا *** واستوحِ من طبب الدنيا بحكمته *** ومن على جُرحها من روحه سكبا ) ، والتي على اثرها لقبه طه حسين ب(شاعر العرب الاكبر) .
فقط اقول ان لدينا كم كبير من المصادر عن ابي العلاء المعري ، ففي سنة 1944 رصد الاستاذ يوسف اسعد داغر ماكتب عن ابي العلاء من دراسات فقال ان لدينا عنه اكثر من (350) مصدرا .

حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي