رحيل مفاجىء

خالد محمد جوشن
2024 / 5 / 12

عدت من زفتى للقاهرة يوم الخميس مساء منهك القوى بعد يومين عمل فى جلسات قضايا واصلاح للسيارة ، عدت واكلت وخلدت الى النوم تقريبا انقضت اكثر من ساعتين على نومى العميق .

صحوت وشربت قهوة وقمت اتصفح الفيس بوك اللعين ، صدمت عندما عندما قرات نعى الاخ الجميل م .غ .

شخصية وجيه، وسيم للغاية عمره ثمانية وسبعون عاما ونيف ولكن يستحيل ان تعطيه هذا السن .

لا اعلم كيف تعرفنا على بعض ، ولكنى اتذكر انه كان يقوم بالترجمة لى مع موكلة امريكية عجوز تعيش فى مصر وعاشقة لها .

كنا نلتقى انا وهو من ان لاخر فى نادى الاجانب بالمعادى ، تشعر فى حضرة م غ انه اجنبى بالشكل والوسامة على ارض مصرية .

يعيش فى بحبوحة من العيش على ما اعتقد وله سجل حافل بالكورسات والدراسات ، هو عاشق للحياة .

حدثنى من فترة قريبه بكل البهجة ، انه اخذ دورة فى المهارات السلوكية على ما اعتقد او التنمية البشرية ، وانه مستعد لاعطاء محاضرات ،انها تصرفات تنم عن عاشق وهادى ومتصالح مع الحياة .

كانت لديه فيلا انيقة على نيل المعادى ، كانت تمثل الرئة الخضراء الوحيدة فى هذا المكان ، ولكن التطوير الاهوج الذى يعم كل مصر انتزع هذا المكان الاخضر الجميل ووضع فيه خوازيق لكوبرى يعبر النيل .من القاهرة للجيزة .

اعتقد لو شخص اخر كان قد مات بصدمة خسارة تاريخ العائلة فى هدم وتدمير هذا البيت الجميل وما يحيط به من حديقة غناء ، ولكنى اعتقد تجاوز الامر .

حدثنى الرجل خلال عزومة سمك لى وشقيقه الذى كان معنا ، عن انه يأمل فى اقامة دعوى ضد الحكومة المصرية بالتعويض، ولكنه كعادة الموكلين يعتقد ان قضيته رابحة تماما وبالتالى لاضرورة لدفع اتعاب لى كمحامى ولتكن الاتعاب من التعويض المنتظر .

ولا يعلم الرجل ان العبد وسيده على المحطة ، وانه لاقامة دعوى يلزم مصاريف واتعاب ، وانا لا املك ترف الانفاق وانتظار التعويض الذى قد ياتى او لايأتى .

اخر تبادل للرسائل بيننا كان يوم السبت الماضى4 مايو 2024 اى قبل اقل من اسبوع على الوفاة التى حدثت الخميس ، كان قد ارسل لى رسالة معايدة جميلة بمناسبة عيد القيامة ، رغم انه وانا من المسلمين ، رددت عليها : عام وانتم بخير يا صديقى الغالى ، ومر الاحد والاثنين والثلاثاء والاربعاء وانتقل الى جوار مولاه الخميس .

كنا نتواصل كثيرا على الواتس اب من ان لاخر ، وعلى امل بلقاء والحديث سويا ، كنت ؟أمل ان اعرف مسيرة هذا الرجل الحافلة ذا العمر المديد نسبيا ولكن شغلتنا الحياة .

والحقيقة هنا أنها شغلتنى انا الحياة ، وغادر الصديق الجميل م غ فجأة وترك غصة فى الحلق ، رحم الله م .غ ، واسكنه فسيح جناته وغفر لنا جميعا .

حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي