|
|
غلق | | مركز الدراسات والابحاث العلمانية في العالم العربي | |
|
خيارات وادوات |

محمود جديد
2024 / 5 / 11
زعل بايدن من نتنياهو هل يصبح غضباً ؟
=======================
حذّر بايدن( إسرائيل )في مقابلة مع شبكة (سي.إن.إن) يوم الأربعاء الماضي : " إنّ الولايات المتحدة ستتوقف عن توريد الأسلحة إلى إسرائيل إذا نفّذت القوات الإسرائيلية غزوا كبيرا لرفح." وكما هو معروف فإنّ الإدارة الأمريكية الراهنة قدّمت مساعدات عسكرية ،واقتصادية ، وسياسية ، كبيرة جداً .. وحمتها من المساءلة والعقاب ، والهزيمة حتى الآن … غير أنّ اقتراب موعد الانتخابات الأمريكية القادمة في ظلّ المظاهرات الطلابية والشعبية العارمة داخل أمريكا ، وخارجها ضدّ الحكومة الإسرائيلية لجرائمها الفظيعة في قطاع غزّة التي لا مثيل لها في التاريخ ، سيؤدي إلى هزيمة بايدن في الانتخابات القادمة كعقاب على دعمه لنتنياهو، وتساهله معه ، وحمايته له من العقاب الدولي … وفي حال نفّذ نتنياهو هجوماً شاملاً لاحتلال رفح التي يتواجد فيها حوالي مليون ونصف من أبناء غزّة ستكون الكارثة الإنسانية الكبيرة الجديدة دافعة لملايين الأمريكيين الجدد للمشاركة في المظاهرات ، وبالتالي ، إلى تراجع شعبية بايدن أكثر فأكثر… ولكنّ نتنياهو الفاشي المسعور مع حلفائه مثل بن غفير ، وسموتيريتش مصرّون على المضي في خططهم الإجرامية واكتساح رفح لعلّهم ينجحون بالقبض على صيد ثمين هناك يحفظ ماء وجوههم ، ويغطّي على فشلهم في هجومهم على غزة، وفي الوقت نفسه، غير مكترثين بمصير الأسرى …
وفي ظلّ هذه الظروف والتطورات ، وبرعاية أمريكية- مصرية- قطرية وافقت حماس والفصائل الفلسطينية المقاومة الأخرى على مشروع اتفاق مع ( إسرائيل)على ثلاث مراحل يتمّ تنفيذه خلال ما مجموعه حوالي أربعة أشهر ، وخلالها قد تكون التقديرات الأمريكية أنّ هذه المدّة كافية لتنفيس الغضب في الجامعات الأمريكية ، وغيرها … وبعد ذلك ، تبذل الإدارة الأمريكية جهوداً إضافية لتمرير الانتخابات بأقل الخسائر لبايدن …
كانت موافقة حماس صائبة ، ومفاجئة لنتنياهو ، وجعلته أشدّ إحراجاً أمام أسر المحتجزين والأسرى الإسرائيليين عند المقاومة ، وأمام حليفه وحاميه وشريكه الأمريكي ، ولكنّه تجاهل الأمر وركب رأسه ، وتابع تنفيذ مخططه ، وهاجم رفح بدءاً من يوم الإثنين الماضي ، واحتلّ معبرها من الجانب الفلسطيني مع مصر ضارباً بعرض الحائط الاتفاق السابق مع الحكومة المصرية .. والمستغرب هنا ، هو غياب ردّ الفعل المصري نتيجة لذلك، ممّا فسح ويفسح المجال لكثير من الاتهامات للرئيس السيسي وحكومته، وصلت إلى درجة تهمة التواطؤ مع نتنياهو ..
وعلى كل حال ، فإنّ التهديد الأمريكي بالتوقّف عن تزويد الكيان الصهيونى بالأسلحة ، تقزّم لاحقاً بجعله مقتصراً على نوع محدّد من القنابل الثقيلة الأشد فتكاً ، وقد صرّح سيناتور جمهوري أن أسلحة أمريكية بمليارات الدولارات في طريقها إلى إسرائيل، وأن إدارة بايدن قامت بتأخير شحنة واحدة من القنابل تُقدّر قيمتها بعشرات الملايين من الدولارات فقط .. كما أنّ هنالك تباينات في تقدير نتائج الهجوم على رفح بين الحكومة الإسرائيلية ، والإدارة الأمريكية ، إذ فال المتحدّث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر: ؛إنّ تنفيذ إسرائيل عملية كبيرة في رفح لن يحقّق هدف إلحاق الهزيمة بحركة حماس في غزة ، وهذا ما أكّده جون كيربي ، المتحدث باسم البيت الأبيض للأمن القومي … ولكنّ الثابت الذي يبقى راسخاً في الموقف الأمريكي هو حماية الكيان الصهيوني إذا تعرّض أمنه للخطر فيي جميع الأوقات ، وكيفما كانت مواقفه . وبالتالي ، سيبقى زعل بايدن تنفيساً عن الغضب لا أكثر …
موقف حماس على ضوء الوقائع الجديدة :
—————————————————
أعلنت حركة حماس البارحة الجمعة أنّها قررت إجراء مشاورات مع قيادات فصائل المقاومة الفلسطينية من أجل إعادة النظر في استراتيجيتها التفاوضية، وذلك على خلفية رفض الاحتلال مقترح الوسطاء لوقف إطلاق النار في غزة.
واعتبرت الحركة في بيان لها أن "رفض (إسرائيل) مقترح الوسطاء، من خلال ما وضعته من تعديلات عليه أعاد الأمور إلى المربَّع الأول".
وشددت على أن "هجوم جيش العدو على رفح واحتلال المعبر مباشرة بعد إعلان حماس موافقتها على مقترح الوسطاء، يؤكّد أنَّ الاحتلال يتهرَّب من التوصّل لاتفاق".
وعلى ضوء ماجرى من تطورات ومواقف تبرز الاحتمالات التالية :
الأول - استمرار رفض نتنياهو للتوصّل إلى اتفاق ، وفي هذه الحالة ستصبح معركة رفح أم المعارك، ، وقد تتصاعد المقاومة عندئذ في. الضفة الغربية ، وتتوسّع في الساحات المساندة الأخرى في لبنان ، واليمن ، والعراق …
الثاني -أن تبقى عملية رفح محدودة بهدف تحسين أوراق الكيان الصهيونى التفاوضية ، وثمّ يعود الوسطاء للتدخّل ثانية ، وعندئذ قد يتوقف إطلاق النار ، وحسب رأينا لن تكون معركة رفح مختلفة كثيراً عن بقيّة مدن قطاع غزة… ولكّن أعداد الضحايا الأبرياء من أبناء الشعب الفلسطيني ستزداد ، ويبلغ مستوى التدمير أوجه..
الثالث - أن يتكبّد العدو الصهيوني خسائر كبيرة، ممّا يزيد الضغوط الداخلية على نتنياهو داخل حكومته ، وخارجها، فيُجبَر عندئذ على قبول تسوية ما لوقف إطلاق النار دون إبطاء ، أو مماطلة…
وفي جميع الحالات ، ، ستنفضح أكثر فأكثر الأنظمة العربية المتواطئة مع العدوّ ، ،و مدى جبن وتخاذل دول منظمة التعاون الإسلامي… كما ستزداد حدة المظاهرات الشعبية في العالم ضدّ الحكومة الصهيونية … وفي حال توقيف وصول المساعدات الإنسانية إلى غزّة، وتصاعد جرائم الإبادة قد يكون لمحكمة العدل الدولية ، ومحكمة الجنايات الدولية ، مواقف وقرارات جديدة….
الرحمة والخلود لشهداء الشعب الفلسطيني ، وشهداء الأمة العربية جميعا
والشفاء للجرحى ، والحرية للأسرى
في : 11 / 5 / 2024