|
غلق | | مركز الدراسات والابحاث العلمانية في العالم العربي | |
|
خيارات وادوات |
عبدالله عطوي الطوالبة
2024 / 5 / 11
يتصرف الكيان الشاذ اللقيط حتى اليوم بتأثير صدمة السابع من أكتوبر، يوم ملحمة الطوفان البطولية. تخطى العدو في الإجرام الحدود وتجاوز السقوف، مدفوعًا بنزوعه العنصري المتوحش بدعم أميركي غرب أطلسي مفتوح وعجز عربي رسمي مفضوح. ألقى على القطاع المُحاصر، منذ 18 سنة، أطنانًا من المتفجرات تزيد في قوتها التدميرية عن ثلاث قنابل نووية. لكن وفي المقابل، هناك صمود أسطوري أذهل العالم وانتزع احترامه. دخلت حرب الإبادة الجماعية بأحدث ما في الترسانة الأميركية من أدوات الفتك والتدمير شهرها الثامن، ومع ذلك فشل العدو في تحقيق أيٍّ من أهدافه المعلنة. ولن يكون حاله أفضل، بعد توسيع عدوانه ليشمل رفح. حتى داخل التجمع الاستعماري الصهيوني في فلسطين المحتلة، تتزايد الأصوات المشككة بجدوى استمرار العدوان.
المقاومة تقدم كل يوم أصرح الأدلة على أنها بخير، بل وتفرض إيقاعها. خسائر العدو من الجنود والضباط في ارتفاع، باعتراف وسائل اعلامه. ولا يكاد يمر يوم من دون استدراج وحداته العسكرية إلى كمائن مُحكمة، وإيقاع خسائر في صفوفهم. ويتواصل تدمير آلياته بأساليب مبتكرة، ولا سيما الميركافا "فخر الصناعة العسكرية الصهيونية" وناقلات الجند. وتزيد المقاومة على ذلك، قصف الكيان بالصواريخ اسبوعيًّا. العدو يواجه مقاومة باسلة في كل مكان دخله في القطاع، بما في ذلك الأمكنة التي أعلن مرارًا وتكرارًا خلوها من المقاومة. هذا يعني وفق المحللين العسكريين، أن سيطرته على غزة هدف بعيد المنال.
على الصعيد السياسي، أعادت غزة الألق للقضية الفلسطينية. أخيرًا، صوتت 143 دولة لصالح مشروع قرار يمنح فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة. الاحتجاجات الشعبية والشبابية تتسع في العالم كله، حتى داخل أميركا وبريطانيا، منددة بجرائم الكيان الشاذ اللقيط وتوحشه.
جنوب افريقيا تدعو محكمة العدل الدولية إلى اتخاذ إجراءات طارئة إضافية ضد الكيان، بسبب توسيع عدوانه صوب رفح. وتتردد أخبار بشأن احتمال صدور قرارات اعتقال من الجنائية الدولية ضد العصابة الفاشية الحاكمة في الكيان، بدءًا ب"النتن" بن نون. للتذكير، قدمت جنوب افريقيا دعوى قضائية في المحكمة الجنائية الدولية على الكيان اللقيط تتهمه بارتكاب إبادة جماعية، وذلك في كانون الأول 2023. كان من المفترض أن تبادر دولة عربية إلى تقديم مثل هذه الدعوى، ولكن...!!!
باختصار، الكيان عالق في رمال غزة. عنجهيته وطبيعته العنصرية تتأبيان عليه الاعتراف بالإخفاق والخيبة، وانسحابه يعني هزيمته ومحاكمة العصابة الفاشية الحاكمة في تل الربيع.
مقصود القول، الكيان الشاذ اللقيط في مأزق.
حتى أميركا داعمه الرئيس تُقر بذلك وتعترف، بإعلانها بين حين وآخر أن إسرائيل ليس لديها خطة لليوم الثاني بعد الحرب.
تعليقات
حول الموضوع
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي المركز وإنما تعبر عن رأي أصحابها |
|
هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟ |