ست رغد صدام حسين .. من فضلك اكرمينا بسكوتك

محمد رضا عباس
2024 / 4 / 29

جيل الثمانينيات والتسعينيات من العراقيين لا يتذكروا من حكم والدك الا القهر والضيم , وما تريدين تسويقه على العراقيين من تفاهات وتدليس في خطابك الى الشعب العراقي بمناسبة الذكرى 21 لأسقاط والدك , لاحد يسمع له الا من بقى على طائفته او عنده مشكلة مع النظام الديمقراطي الذي يسود العراق الان , بعد ان كاد ابوك ان يحول العراق وابناءه الى عبيد ومتسولون في شوارع العالم .
صحيح , ان الديمقراطية في العراق ليست منضبطة وتشوبها الكثير من التشوهات , الا ان هذه التشوهات ما هي الا نتائج حكم والدك في العراق.
دعيني اشرح لك لماذا اتهم والدك بكل مشاكل العراق قبل وبعد التغيير . ابوك من ارجع النظام العشائري في العراق , والكل يتذكر توزيع والدك المسدسات والعطايا المالية لبعض من اختارهم من شيوخ . هذه التفاهة بقيت ما بعد التغيير وما زالت قوية.
ان الفوضى التي صاحبت التغيير اسسها ابوك . كل من تحرى أسباب الانهيار الأمني في العراق بعد التغيير وجد ان السبب هو توصيات والدك لإخوانه البعثيين والطائفين بان يسلموا العراق ارض بلا شعب .
الكل يعلم كيف ان ابوك حكم بالإعدام على جميع العراقيين من خلال شعاره " العراقيون بعثيون وان لم ينتموا". يعني كل من لم يتبنى افكار حزب البعث يعد معارض مصيره الموت . فكانت النتيجة انقسام المجتمع العراقي للتخلص من العنصرية والطائفية التي استخدمها والدك ضد أبناء العراق.
اول من شرع الفساد المالي والإداري في العراق هو والدك , والكل يتذكر كيف وقف والدك وهو يبرر الهدايا لموظفي الدولة . اصبح راتب الموظف الحكومي الشهري لا يكفي لشراء طبقة من بيض المائدة , فهل تريدين رجوعنا الى تلك الأيام السود؟
قبل ان يستلم ابوك السلطة في العراق , كان العراق يعد من بلدان الدخل المتوسط , ولكن بعد استلام ابوك الحكم وصل العراق الى افقر دولة في العالم مع تضخم مالي لم تشهده المنطقة. وقعت اكبر هجرة للمثقفين العراقيين ليس بعد التغيير وانما قبل التغيير عندما انهار الاقتصاد الوطني الذي سيطر عليه اتباع والدك.
كان العراق يملك من الاحتياطي المالي العالمي 60 مليار دولار , وهو مبلغ ضخم في ذلك الوقت , ولكن في ظل حكم والدك وصلت الديون الخارجية على العراق 120 مليار دولار.
كان هناك تمييز طائفي وقومي في العراق قبل مجيء والدك الى السلطة , ولكن حكم ابيك جعلها سياسة رسمية , الامر الذي انهى الوحدة الوطنية وسمح للقوات الامريكية باحتلال بغداد بدبابتين , تلك العاصمة التي يسكن فيها على الأقل 7 ملايين من البشر. يعني لو كان البغداديون يحبون ابيك لأوقفوا زحف الدبابات الامريكية بأحذيتهم.
وبعد هروب والدك الذي كان يعدم كل جندي يهرب من المعركة مع ايران بالإعدام , بدون محاكمة , اكتشف العراقيون اكثر من 300 مقبرة جماعية تضم رفات عشرات الالاف من العراقيين المغدورين من قبل قوات امن والدك.
وتتحدثين عن تقسيم العراق والمنطقة العربية , فان والدك اول من قضى على التعايش السلمي بين العراقيين والاول من قضى على الامن العربي. تذكري يا سيدتي ان شمال العراق انفصل في زمن حكم والدك واصبح الجنوب العراقي بدون سيطرة من قبل قوات والدك , بل حتى المناطق الغربية من البلاد أصبحت تعادي والدك وتعد الأيام للتخلص منه.
والدك من امر باحتلال دولة الكويت , على الرغم من كل الوساطات العربية والدولية , ولم يخرج منها الا مدحورا . وتتحدثين عن وحدة المنطقة العربية . العراق كان يعيش في عزلة تامة من قبل جميع دول المنطقة , عدا دولة الأردن لأمور معروفة.
عيني رغد , من كان بيته من زجاج فلا يرمي الاخرين بحجر . احمدي ربك وانت ونسلك تعيشون في بحبوحة العيش وما سرقتموه من أموال العراق , تلك الأموال التي كان في حاجتها أطفال العراق المرضى. كان العراقيون يموتون من قلة الطعام والدواء وعائلتك تأكل لحم الغزلان باللوز والفستق . بكلام اخر , لقد نبت لحمكم من دماء الشهداء , واستحمدي ربك وانت لست في سجن انتقاما ما تقومين به من تسويق لحكم والدك المتجبر . لقد تركتك الحكومة العراقية حرة طليقة , لان ما صنع والدك بالعائلة اكثر من انتقام الله منك . قتل زوجك وخالك والكثير من اقربائك.
وحتى يكون واضحا لك , هو ان من تستشيرين لأعداد تصريحاتك في كل مناسبة هم أيضا غارقين في احلامهم التي سوف لن تتحقق ابدا . كان تغيير النظام في العراق سهلا ميسورا على كل ضابط يريد ان يصبح رئيسا للبلاد , احتلال إذاعة الصالحية في بغداد . الان يوجد حوالي 200 إذاعة ومحطة تلفزيون في العراق ومن يحتل إذاعة الصالحية سوف يكون مضحكة لبقية الإذاعات .
لقد مر العراقيون بتجربة قاسية زمان حكم والدك , واصبح رمزا للاستبداد والقتل الغير مبرر . وما خطاباتك بكل مناسبة الا مناسبة للعراقيين لتجديد رفضهم لتلك الأيام السود. تعلمي ان لا تبيعي الماء في حارة السقائين , كما يقول إخواننا المصريين.

حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي