في ذكري ثورتي 6 ابريل 1985، 6 ابريل 2019

عثمان فارس
2024 / 4 / 19

         في ذكري ثورتي 6 ابريل 1985 _ 6 ابريل 2019
السودانيتين
فاليكن 6 ابريل 2024
       يوماً لتوحد جيل
         6 ابريل 1985
             مع جيل
          6 ابريل 2019
   ________________
   القيمة الحقيقية والجدوي من احتفاءنا بالأعياد الوطنية هو استذكار تجارب تلك الهبات الوطنية والتي كانت نتاج جهد تراكمي من العمل الجماعي الذي افضي للثورات او الانتفاضات التي نحتفل بها كل عام، وتمليكها للأجيال لتكون دافعاً لهم و شاحذة للهمم .
و الأعياد الوطنية من أجل استلهام تجارب ومواقف الاسلاف وتفاعلهم مع الأحداث وتضحياتهم ابان تلك الثورة، وليس محاولة نقلها او استنساخها ب (الكربون) .
  هي لتمجيد الشهداء الذين بذلوا اغلي مايملكون، ارواحهم، من أجل الانتصار الذي نختفي به الآن.
  وتمجيدهم وتخليدهم يكون باشعال العقول الجمعية، لتغيير الواقع الذي استشهدوا من اجل تغييره و ليس باشعال العاطفة، وحدها، والتي قد تكون مُكبِّلة للعقل في كثير من الأحيان، فحالة (الغضب الجياشة) تعمي الأبصار و تعيق الأفكار و بالتالي يصعب معها الوصول لرؤي عقلانية/علمية سليمة .
  فالثأر للشهداء لا يكون بإيصال القتلة للمشنقة، فقط، و لأنهم أكرم منا جميعاً، لا يصح ان نساويهم مع القتلي/الضحايا العاديين، كما جاء علي لسان أهل الوجعة، أباء الشهداء الكرام/ عباس و الصادق سمل .
  الثأر للشهداء، والاقتصاص لهم، يكون بتغيير الواقع الذي دفعهم للاستشهاد، ومعالجة الأمراض المجتمعية . فالقاتل، اي قاتل، مريض يحتاج للمعالجة النفسية، اما القتل بأيدي السلطات، فهو الأخطر والأصعب وقد يقود للحروب الأهلية وبالتالي يحتاج للمعالجات المجتمعية، ( تربوية، ثقافية،سياسية و حقوقية/قانونية) معالجات تحول دون تكرار او تفشي المرض، وبالتالي تعافي الوطن .
   احتفاؤنا بالأعياد الوطنية ايضاً يجب أن يكون باستخلاص الدروس منها والنظرة النقدية (البناءة) لما انجزته الثورات/ الانتفاضات، وما فشلت او تقاصّرت عن انجازه، وليس بالنظرة العدمية باعتبارها (كوم من فشل السياسيين التاريخي) في إدارة شئون الوطن و سِجِلّ لإلتفافهم حول قضايا  المواطنين .
     تمر علينا هذة الذكري و الوطن مسخن بالجراح وفي مفترق الطرق او علي حافة الانهيار والخيار الصعب، يكون او لا يكون !!
   كم  .. كم تراجعنا ..
     عندما توحدنا في ابريل 1985 كان شعارنا وهتافنا (لا لا لحكم الفرد .. السلطة سلطة شعب) !!
    و توحدنا في ديسمبر/ابريل 2019 تحت شعارنا (حرية .. سلام .. و عدالة) (سلمية سلمية ضد الحرامية) !!
    و في ابريل 2024 ننادي و نردح و نستجدي: (اوقفوا قتلنا وموتنا الجماعي) ونحن في أشد الخصوم والفرقة والشتات !!
  وانطبق علينا وتجسد تخوف الراحل / حميد :
      الخوف قلوبنا التشتهيك
      من بعد ما اتوحدنا فيك
      ننفك قبايل وتتكتل
      واتشعنف المسدار بعد فتل الحبل
    فاليكن احتفاءنا هذا العام بان نتوحد جميعاً، علي الحد الأدني الوجودي وهو البقاء علي قيد الحياة داخل الوطن الأمن المطمئن !!
            وكل ابريل وانتم بخير
             

حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي