|
غلق | | مركز الدراسات والابحاث العلمانية في العالم العربي | |
|
خيارات وادوات |
توفيق أبو شومر
2024 / 4 / 17
ظللتُ أتابع بغير شغف ما يُحلله كثيرون من فقهاء التحليل السياسي من العرب على وجه الخصوص، في زمن كارثة الاستئصال العنصري لشعب فلسطين المتمثل في إبادة مدينة غزة بسكانيها، وفي ظل سيناريو الصراع الإيراني الإسرائيلي، وفي ظل هذين الحدثين استذكرتُ ما أوردته في مقالاتي السابقة، عن العلاقة بين أمريكا وإسرائيل، فهي ليست علاقة بين دولتين وشعبين مختلفين، بل هي علاقة صلة جينات سياسية واحدة، أثبتها كتابُ كثيرون، فقد ورد في كتاب، أرض الميعاد للكاتب الأمريكي، والتر ماكدوغال النص التالي: "عندما وصل المهاجرون الأوائل من إنجلترا إلى العالم الجديد(أمريكا) أسموا أمريكا (أورشليم الجديدة) وكانوا يتشبهون بالعبرانيين القدماء"!
ورد أيضا في كتاب، اليهود في أمريكا للكاتب الأمريكي، جونثان غولدبيرغ: "يكمنُ الفرقُ الوحيد بين الحزب الديموقراطي الأمريكي، وبين الإصلاحيين الدينيين اليهود، (الحارديم) في شيء واحد فقط، وهو أيام العطلات الرسمية"!
قال الجنرال الأمريكي، ألكسندر هيغ، وزير الخارجية الأسبق عام 1981 والقائد العام لحلف الناتو من عام 1974-1979م: "إسرائيل أكبر حاملة طائرات أمريكية في العالم، على الرغم من أنها لا تحمل أي جندي أمريكي، وفي الوقت نفسه لا يمكن إغراقها"!
قالت، هيلاري كلينتون يوم 22/4/2008 في مهرجانها الانتخابي في بنسلفانيا: "إذا اعتدت إيران على إسرائيل، فسوف نمحوها عن الخريطة"!
سأظل أتساءل دائما، هل أسس اليهود أمريكا قبل أن يؤسسوا إسرائيل؟! فكلاهما ستظلان إلى الأبد مربوطتين بالحبل الصري ذاته، على الرغم مما يُردد بأن أمريكا ليست إسرائيل، وإسرائيل ليست أمريكا، وهذا نوعٌ من الخداع بقناعٍ زائف!
والغريب في الأمر أن هناك عشرات الاتفاقات ومئات البروتوكلات السرية بين أخوين، لا بين دولتين، تنصُّ كلها على تزويد الأخرى بكل المعلومات التي ترد إلى أي طرف منهما، فكل المعلومات عن إيران، تصل أمريكا من إسرائيل، ومعظم المعلومات عن اقتصاد العرب تصل إسرائيل من أمريكا.
وحتى كتابة هذه الأسطر سيظلُّ كثير من العرب من الكتاب والمفكرين ونجوم الفضائيات من السياسيين والمحللين والمعلقين يمارسون طقسا عربيا قديما وحديثا، يتمثل هذا الطقس التراثي العربي في إلحاحهم على أمريكا بضرورة الانفصال عن إسرائيل عربونا للصداقة بين العرب وأمريكا، كما أن بعضهم أيضا سيظل يُطالب أمريكا (الديموقراطية) بأن تردع إسرائيل وتأمرها بالتوقف عن سفك دم الفلسطينيين وترحيلهم، أو أن تقف موقف الحياد، أو أن تشجب عمليات اغتيال معارضي إسرائيل في الخارج!
تذكروا إن إنشاء أمريكا تمَّ بالضبط كما أُنشئت إسرائيل، فكلاهما قام على الإحلال والمحو، إحلال جنس جديد ومحو الجنس القديم!
سيظل كثيرون من حاملي الألقاب الفخيمة وزبائن الفضائيات يتوهمون بأن أمريكا يمكنها ردع إسرائيل عن إقامة المستوطنات، مع أن التاريخ الأمريكي يؤكد أنها أسست المستوطنات على أنقاض أكواخ الهنود الحمر، وهم السكان الأصليون!
إن كل الذين لا يدرسون التاريخ وعلم السياسة سيظلون مُضللين أو أسرى لديماغوجيا السياسة، فهم للأسف يساهمون في تضليل الشعوب، وإبعادها عن أحداث ومجريات التاريخ!
وسأظل أردد الحكمة المشهورة: "كُتِبَ على كل الذين لم يقرؤوا التاريخ أن يُعيدوه مراتٍ ومراتٍ"!
تعليقات
حول الموضوع
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي المركز وإنما تعبر عن رأي أصحابها |
|
هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟ |