|
غلق | | مركز الدراسات والابحاث العلمانية في العالم العربي | |
|
خيارات وادوات |
خالد محمد جوشن
2024 / 4 / 15
اليوم الاحد الرابع عشر من ابريل من العام 2024 ، فى هذا اليوم تبدأ عاما جديد فى حياتك وتدلف به الى العام السادس والستين من عمرك ، الحمد لله تبدو بصحة جيدة وقادرا على الحركة والسفر ، والتفكير المنظم ، وقادرا ايضا على تذوق الحياة ، والولع بالمراة كما كنت دائما .
باختصار انا شاب فى الخامسة والعشرين لكنى احمل جسدا عمره خمسة وستون عاما ، الفارق بين هذا وذاك ، ان شعر الشاب قد تحول الى اللون الابيض ، شارب وذقن وحاجبين ، وانهارت لديه كفاءة القنص والصيد ، ليس لعيب جسدى ولكن لانه مهما فعل لا يستطيع ان يدارى هذه الاعوام الخامسة والستين ، ولكن هذا لايهم ، فهناك مأرب أخرى تشغل عليه حياته .
فى كل عام يبدو يوم الرابع عشر من ابريل يوم عيد ميلادى ، بنكهة مختلفة ،ولكن هذا العام بشكل مختلف تماما ، ربما لان الكتابة الرقمية 14-4-2024 ذات رنين خاص ولن تتكرر مرة اخرى على الاطلاق ،
ترى هل تتجدد الامال للانسان كل عام ؟ ام انه يوم يمر مثل كل عام؟
بالنسبة لى يوم عيد ميلادى مؤشر لقرب انتهاء صفحة العمر ، فالعمر هو كتاب له صفحاته ومهما تعددت صفحاته ، كل عام يمر هو انتهاء لصفحة فيه ، ترى هل يختلف يوم ميلادى فى هذا العام عن الذى سبقه ؟
هناك اختلاف يبدو بسيطا بين كل عام والعام الذى سبقه ، للاسف انا لم ابدأ فى تدون يوميات الحياة بشكل منتظم نسبيا الا فى بداية العام 2021
اى منذ ثلاث سنوات تقريبا ، وقبل ذلك كنت اكتبها متفرقة وبلا ترتيب وعلى ذلك ساكون هناك صعوبة بالغة لمعرفة الفرق .
ولكن لو قررنا ان نعرف الفارق بين هذا الاعوام الثلاث الماضية فسيكون الامر سهلا نسبيا .
لقد بدات التدوينات اليومية فى اول يناير 2021 ووضعت لنفسى سقفا ، مجموعة من الاهداف لتحقيقها حتى يوم الرابع عشر من ابريل فى نفس العام ، يوم عيد ميلادى ، ولكن يبدو من التدوينات التى تلت هذا التاريخ اننى لم استطع تحقيق سوى القليل جدا مما خططته .
ولكن فى العام الذى تلاه 2022 يبدوا ان الامر تحسن كثيرا فى تحقق بعض الاهداف ولعل اهمها تحقق الاستقرار المالى نسبيا .
فى العام الذى تلاه 2023 كان الوضع افضل كثيرا فى الناحية المادية وفى غزارة الكتابة وتواليها بشكل مستمر ، ورغم كثرة الاعباء والمطالب المادية التى كانت قمتها زواج ابنتك ، الا ان الامر مر بسلام مدهش وعلى احسن مايكون بفضل الله وحده .
والغريب اننى دائما لا اعتقد ببداية العام الا اعتبار من تاريخ ميلادى ، فمع هذا التاريخ يتجدد الامل ، ولكن يبقى الولع الدائم والمتجدد بالكتابة ، ولو اننى اتفقت ربع الوقت الذى افكر فيه فى طحن الافكار فى عقلى لاستطعت ان اكتب يوميا مقال فى موضوع ما .
ان عقلى يدور مثل الطاحونة ويفكر فى هذا الامر او ذاك ، الى ان يعالجه فينتقل الى موضوع اخر ،وهكذا فانه يظل يعمل ويفكر ، ولاينهى التفكير سوى النوم .
انه من المهم بمكان ان اكون مواظبا على الكتابة فهذا يحقق امران غاية فى الاهمية ، انه يريح طاحونة عقلى من التفكير ، وبدلا من التفكير المتواصل داخل العقل فتكون مناجاة على الورق ومكتوبة .
ثانيا انه بهذه الكتابة لا تندرس افكار ربما تبدوا مفيدة او اظنها كذلك ، وبالكتابة تبدوا هذه الافكار على الورق وهذا يتيح الامل لامكانية تهذيبها ومعاودة التفكير فيها .
ستظل الكتابة معبرا جميلا لكل الامال العظيمة ، وبابا سحريا للارتقاء الى عوالم خفية .
وسيظل الكتاب ابد الدهر فى مكان اخر ، حاملين سحرا عجيبا لايستطع غيرهم ولوجه مهما فعلوا ، فالكتابة قبس من السماء .
تعليقات
حول الموضوع
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي المركز وإنما تعبر عن رأي أصحابها |
|
هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟ |