|
غلق | | مركز الدراسات والابحاث العلمانية في العالم العربي | |
|
خيارات وادوات |
حسن أحراث
2024 / 4 / 11
أولاً، صفة حوار لا تنطبق على ما يسمى ب"الحوار الاجتماعي" الذي انطلقت جولاته يوم 26 مارس 2024، وكما باقي "الحوارات" السابقة المغشوشة. لأنه ليس غير لقاءات شكلية، يُمرِّر النظام من خلالها مخططاته الطبقية المُدمّرة. إن الحوار الحقيقي يفترض شركاء على قدم المساواة من حيث الوزن السياسي؛ بل شركاء وأقصد المركزيات النقابية، بمثابة النِّد لممثلي النظام، أي الحكومة والباطرونا. والحوار الذي نتوقع منه انتزاع حقوق ومكتسبات لفائدة الشغيلة لابد أن يكون نتيجةً لسيرورة من المعارك النضالية وليس "انتشالا" للقيادات النقابية البيروقراطية من سباتها العميق بهدف البصم على القرارات الجاهزة. لذلك، فنصيب الشغيلة لن يكون سوى الفتات وذر الرماد في العيون عبر "زيادات" لا "تُسمن ولا تُغْني من جوع" بالنظر الى الزيادات المهولة في جلّ الأسعار وليس فقط أسعار المواد الأساسية. والأخطر من ذلك توفير شروط تمرير ما يسمى ب"إصلاح أنظمة التقاعد" و"القانون التنظيمي للإضراب"..
ثانيا، إن ما يسمى ب"الحوار الاجتماعي" ليس غير مناورة سياسية للضحك على ذقون الشغيلة والشعب المغربي كافة. ويهمّ النظام بالدرجة الأولى مرور محطة "فاتح ماي" (انطلاق أشغال اللجن الموضوعاتية التفاوضية من أجل بلورة اتفاق اجتماعي في أفق 25 أبريل 2024) بهدوء وفي أجواء الخضوع والخنوع، أي مناسبة لامتصاص الغضب عبر مسيرات فارغة "حسنة التنظيم" وترديد شعارات مألوفة "حسنة التلحين". ولنا عبرة في المناورات السابقة التي لم يتم حتى الآن تنزيل "مُخرجاتها"، ومن بينها مناورة أبريل 2022...
ومن بين الأسئلة المطروحة أمام الجميع وبهذا الصدد:
أولا، أين المناضلين النقابيين أمام مناورة "الحوار الاجتماعي"، وخاصة المشاركين منهم ضمن وفود المركزيات النقابية؟ وأيْنَهم قبل ذلك في مواجهة البيروقراطية عدوة العمل النقابي الكفاحي؟
ثانيا، هل القوى السياسية وعموم المناضلين غير معنيين بهذه المناورة التي تُكرّس معاناة الشغيلة وعلى رأسها الطبقة العاملة؟ إنه من الخطأ الفظيع اعتبارها شأنا نقابيا فقط، وكل ادعاء من هذا القبيل، أي فصل الفعل النقابي عن الفعل السياسي، تحكمه خلفية سياسية خبيثة تستهدف العمل النقابي والعمل السياسي معا (لا أقصد الحزبي)..
ثالثا، ماذا هيّأت القوى السياسية التي تدعي الكفاحية وعموم المناضلين أيضا لتخليد محطة فاتح ماي باعتبارها عيدا أمميا للعمال؟
والسؤال الجوهري والعام:
رغم المجهودات المبذولة والتي لا يمكن نُكرانها، أين القوى السياسية التي تدعي الكفاحية وعموم المناضلين عموما، وخاصة على مستوى تطوير أشكال وآليات الفعل النضالي والتنظيم، من تضحيات ونضالات الجماهير الشعبية المضطهدة وفي مقدمتها الطبقة العاملة، خاصة واحتداد الصراع الطبقي وسُعار النظام الرجعي القائم وارتباطاته القوية بالصهيونية والامبريالية..