بيان الحركة النقدية العربية الجديدة

حكمت الحاج
2024 / 4 / 8

بيان الحركة النقدية العربية الجديدة..

مقدمة:/
نحن، نطمح أن نكون في "الحركة النقدية العربية الجديدة"، لنقف معًا كمجموعة فاعلة لإحداث تغيير في النقد الأدبي العربي الحديث. نحن نؤمن بأن الحدود التقليدية التي تفرضها الأوساط الأكاديمية ووسائل الإعلام الرسمية الكبرى والمملوكة، تفشل في الإحاطة بمختلف أوجه الإبداع وثراء التعبيرات في العالم العربيّ. إن هدفنا هو تعزيز بيئة شاملة ومنفتحة وغير متحيزة للنقد، بيئة تعكس حقًا تنوع الأصوات وثراء وجهات النظر الموجودة في عالمنا اليوم.
تستند حركتنا إلى الاستقلالية والشمولية والتنوع والانفتاح والتجديد المستمر، بهدف إضفاء الطابع الديمقراطي على النقد من خلال تضمين أصوات من جميع الخلفيات. فلا يجب أن يقتصر النقد على الخبراء الجامعيين والصحفيين الماسكين زمام الثقافة في الميديا العربية، ولكن أيضًا القراء العاديين وعشاق الكتب، ومجموعات القراءة، ومعلقي اليوتيوب والغوودريدز، والنقاد المستقلين والناشطين على المنصات الحوارية الافتراضية. نعتقد أن كل منظور ذي قيمة ويمكن أن يعزز فهمنا للأعمال. وباستخدام المنصات الرقمية ووسائل التواصل الاجتماعي، تهدف حركتنا إلى إنشاء مجتمع واسع من النقاد في سبيل حوارات مفتوحة ومحترمة ومتبصرة. هدفنا هو جعل النقد الأدبي والفني أكثر سهولة وجاذبية وديمقراطية في عالمنا العربي.

مبادؤنا:/
1 الاستقلالية:
نحن نقاد مستقلون، متحررون من تأثير الأجندات السياسية، ومصالح الشركات، والأيديولوجيات السائدة، وبؤر النفوذ. نحن نرفض أن نكون مقيدين من قبل المؤسسات الأكاديمية أو أن نكون مقيدين بالقيود التي تفرضها الصحافة المملوكة في عالمنا العربي. نحن نحتفل بقوة الفكر الفردي، ونقدر الرؤى والتجارب الفريدة التي تظهر عندما يكون النقاد أحرارًا في التعبير عن أنفسهم دون قيود خارجية.

2 الانفتاح:
نحن نسعى جاهدين لجعل النقد الأدبي والفني في متناول الجميع. نحن نرفض الفكرة النخبوية القائلة بأن النقاد المدربين أكاديميًا أو المنضوين تحت المؤسسات الكبرى هم فقط المؤهلون للتعبير عن الأحكام بخصوص منتجات الفن والأدب. نرحب بمساهمات الأشخاص من خلفيات ووجهات نظر وخبرات متنوعة، معتقدين أن هذا الانفتاح يُثري فهمنا الجماعي للفن والأدب والثقافة والمجتمع.

3 الحوار:
نحن نشجع الحوار والمثاقفة، ونحتضن تنوع الآراء والأفكار التي تنبثق من داخل حركتنا. هدفنا ليس فرض منظور فردي، بل خلق مساحة حيث يمكن للأصوات المختلفة المشاركة في نقاش محترم، وتعزيز النمو والتفاهم المتبادل.

4 الشمول:
نحن ندرك أن التخصصات الفردية قد لا توفر فهماً شاملاً للقضايا المعاصرة. ولذلك، فإننا ندافع عن النقاد الذين يتبنون تعدد التخصصات، ويستفيدون من مختلف المجالات لتقديم تقييمات شاملة ودقيقة. ونحن نعتقد أن هذا النهج يبث حياة جديدة في النقد ويساهم في فهم أكثر شمولاً للعمل الذي يجري تحليله.

5 التجديد المستمرّ:
نحن ندرك أن الأحكام النقدية تخضع ضرورة لسياقات ثقافية وحضارية متغيّرة تسِمها بميسم ثقافة عصرها ورؤاه ومناهجه وذوقه وأحكامه القيمية، لذلك نرى أن كلّ مقاربة نقديّة، مهما ادّعت من علمية وموضوعية، لهي مقاربة محدودة لا تضيء من الأثر الإبداعيّ إلا بعض زواياه، وتبقى زواياه الأخرى في حاجة إلى إضاءات نقديّة تواكب تجدّد السياقات والمناهج والأذواق لتعيد نشر الأثر مُحيّنا مواكبا لعصر جديد.

ممارساتنا:/
1 المنصات الرقمية:
نحن نسخر قوة المنصات الرقمية لبناء مجتمع عالمي من النقاد المستقلين. من خلال مواقع الويب والمنتديات عبر الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي والمنتديات الحوارية مثل زووم وكلوب هاوس ومييتنغ وغيرها، والوسائط الرقمية الأخرى، نوفر مساحة للنقاد للتواصل ومشاركة أعمالهم والتفاعل مع جمهور متنوع.

2 المشاريع التشاركية:
نحن نشجع التعاون بين النقاد عبر التخصصات، مما يخلق فرصًا لتبادل الأفكار. تبدأ حركتنا وتدعم مشاريع متعددة التخصصات، مما يسمح للنقاد باستكشاف حدود جديدة للعمل التشاركي وتنمية روح الفريق وتقديم وجهات نظر فريدة حول الموضوعات الصعبة.

3 دعم الأصوات المهمشة:
نعطي الأولوية لإسماع أصوات المجتمعات المهمشة والفئات المهملة، مع إدراكنا أن الفن والثقافة غالبًا ما يكونان بمثابة أدوات قوية للتغيير الاجتماعي. نحن نسعى جاهدين للكشف عن الجواهر الخفية، ونعرض الفنانين والمبدعين الذين غالبًا ما تهملهم المؤسسات التقليدية.

4 التعامل مع الجمهور:
نحن نرفض فكرة أن النقد يجب أن يستهدف فقط الجمهور الأكاديمي أو النخبة المثقفة. وبدلاً من ذلك، فإننا ننخرط بنشاط مع الجمهور، وننظم الفعاليات العامة وورش العمل والمناقشات لتعزيز المعرفة الثقافية وتمكين الأفراد من المشاركة في الخطاب النقدي.

5 ثقافة الكتاب والرقمنة:
الدعوة إلى خلق جيل جديد من الناشرين العرب والانخراط بهم في سماوات النشر الرقمي التي لا تحدها حدود، في سبيل كسر هيمنة واحتكار النشر الورقي البطيء والرتيب والذي لن يستطيع مجاراة ما يعتمل في خيال وابداع أجيال النقاد العرب الجديدة، بل وأيضا، في سبيل كسر الحدود الجغرافية البغيضة ببن الاقطار العربية، في وحدة لم تؤمنها الزعامات ذات يوم، فليؤمنها العقل الرقمي اليوم.

خاتمة:/
انضموا إلينا في تيار "الحركة النقدية العربية الجديدة"، حيث نعيد تصور النقد الأدبي والفني خارج حدود الأوساط الأكاديمية والصحافة المملوكة والمؤسسات الضخمة. معًا، سنخلق مساحة نابضة بالحياة وديناميكية تغذي الفكر الحر والشمولية والانفتاح والديموقراطية، ونقدم للمجتمع منظورا بديلا لدراسة وتقدير تعقيدات عالمنا الحديث.

حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي