ضوء /رواية ..1974 ..في المعتقل مرة ثانية

ذياب فهد الطائي
2024 / 4 / 3

1974


في المعتقل مرة ثانية













بعد صدور الامر بالعفو العام عن الملاحقين لأسباب سياسة ساد الوضع العام في العراق حالة استرخاء وبدأت محاولات جس النبض من قبل السلطة القائمة لتشكيل جبهة وطنية سميت لاحقا بالتقدمية ، كان في حسابات حزب البعث إن جبهة تحت قيادته وبوجود قيادة شيوعية انهكها الصراع والمطاردة والتشريد ستمنحه شرعية دولية تغطي على ما تسبب فيه الحرس القومي ،ولكن تبين إن هذه الحسابات غير مكتملة بوجود عناصر كانت في الخارج ثم عادت بكل خبرتها النضالية ، لقد عملت تلك العناصر على إعادة التنظيم الشيوعي بعيدا عما سمي بخط آب ،وهكذا عاد البعث الى الطريقة التي برع فيها وبدأت سلسلة من الاغتيالات كان ابرزها اغتيال احد القيادات المهمة في نوفمبر 1972عند مستشفى اليرموك ،
كان هذا إنذارا لعبد الستار بانه يجب ان يكون اكثر حذرا في تعامله وفي طروحاته اثناء الندوات الفكرية التي يحضرها كما ان عليه أن يعيد النظر في طباعة كتابه (الماركسية بين النظرية والتطبيق ...لينين ،كرامشي و روزا لوكسمبورغ ) فالدراسة التحليلية التي انجزها قد تفسر على انها مساهمة في تحديد أساليب وصول الشيوعيين الى الحكم ،
حين قرأ رياض المخطوطة قال له -واضح الجهد الكبير في متابعة الطروحات
الفكرية لثلاث من عمالقة الفكر الماركسي ومتابعة الخلافات النظرية والعملية المتعلقة بالحكم والسلطة ولكن الفصل الخاص بتجربة الحزب الشيوعي العراقي منذ تأسيسه وحتى عام 1970 يمثل دراسة معمقة تضعك في دائرة الخطر، وفي رأيي شطب هذا الفصل أو طبع الكتاب في بيروت مع اشتراط عدم وصوله الى العراق
قالت انتصار -أعتقد إن طبع الكتاب في مثل هذه الظروف يمثل مخاطرة في كل الأحوال
قال عبد الستار -لقد كلفني هذا البحث النظري والميداني ثلاث سنوات من الجهد في الدراسة والاستنتاج ،إن كتابة اكثر من خمسمئة صفحة مزيجا من الفلسفة والسياسة ليس امرا ممكنا بسهولة ،سأدرس مقترحكما
كانت مناقشات الجبهة الوطنية والتقدمية في عام 1973 قد قطعت شوطا كبيرا ، وبدا ان إعلانها وشيكا خصوصا بعد موافقة بعض قيادات الحزب الوطني الديمقراطي في كوردستان العراق على الاشتراك، في 1974 أعلن رسميا عن قيام الجبهة
في ظل هذه الاجواء فكر عبد الستار إن اصدار كتابه لن يشكل خطرة حقيقية سيما وإن اخطر العناصر المعادية لاي تحرك خارج إطار البعث قد تمت تصفيته بعد محاولة انتخابية فاشلة
قال رياض -سأتولى طباعته في بيروت وزيادة في التحوّط سأطلب من الناشر استثناء العراق من التوزيع
قالت انتصار – رأيي أن يؤجل الموضوع فالجبهة مثل خشبة مرضوضة في مهب الريح لا يمكن الاتكاء عليها
ضحكنا من المثل الدقيق والمناسب
قالت -هذا ما قاله القائد الاشوري لأهل عكا وهو يحاصرهم ، المهم أن توصي الان بالتورتة لعيد ميلاد لحسن
ذهب الى محل أبو عفيف ليستلم تورتة حسن....كان ينظر تهيئتها للاستلام حين تقدم منه رجل في الاربعينيات من عمره شواربه السوداء تنزل على جانبي فمه لتلتقيا بلحية صغيرة مقصوصة بعناية ،في عينيه نظرة ماكرة تجعلهما يدوران بكل الاتجاهات فيما خداه بلون الخوخ الفاسد ،كان متأنقا في بدلة زرقاء وقميص ابيض ورباط عنق بنفسجي شديد اللمعان
-دكتور عبد الستار ، قالها بلهجة مبالغ فيها مع ابتسامة عريضة كشفت عن اسنان تتخللها بقع بنية جراء التدخين
-نعم
- واضح انك لم تعرفني ، هل أقول انك شخت أم أنا قد تغيرت
-عفوا ولكن من حضرتك

-انا زميلك في سوانزي أعني جامعة سوانزي الدكتور غازي الشمري
ومض في ذهنه موضوع السيارة
-دكتور الشمري !!!!!
-نعم .... أمس فقط علمت أنك قد عدت وإنك تعمل في وزارة التخطيط ، أمس كنت في زيارة لزوج شقيقتي عمر العيساوي واثناء الحديث أخبرني إن أحد خريجي جامعة سوانزي يعمل مساعا له ، حدثته عن إمكاناتك العلمية ونشاطك في جمعية الطلبة العراقيين في بريطانيا
-شكرا
-ولكن ماذا تفعل هنا ؟
-ماذا أعمل ...أبو عفيف يصنع ويبيع الحلويات وقد اوصيتهم على تورتة لعيد ميلاد ابني
-يتربى بعز والدية ....هل تسمح لي بدفع الثمن هدية مني لعيد ميلاده
-شكرا لقد تم الدفع ...وهذه المبادرة موضع تقديري
في اليوم التالي اتصلت سكرتيرة المدير العام بعبد الستار تعلمه انه مدعو الى مقابلة المدير العام الساعة الثانية عشر
كان المدير العام بوضع رائق وربما يعود ذلك الى الجو السياسي العام السائد فالدكتور عمر يعتبر نفسه احد الفاعلين في المشهد بعلاقاته وبتأييده للحزب وللقيادة الرشيدة ....استقبله بترحاب
-لم تحدثني عن نشاطك في صفوف الجمعية الطلابية ...في بلغاريا ..عندنا كان النشاط يترافق دائما جلسات شرب ...حين يكون النشاط مترافقا مع الندوات الفكرية والأطاريح الثقافية يصبح الامر مختلفا ...نكهة متميزة ...أقول لك الحق لم انتبه الى هذه النقطة إلا متأخرا
فكر عبد الستار إن هذا الحديث الناعم يحمل عددا من التأويلات المقلقة ولكنه قرر أن يستمر في الحديث ليصل الى معرفة ما يرغب ان يقف عليه المدير العام
-كان لدي وقت فراغ في الجامعة بسبب ان تحضير الاطروحة لم يكن يشكل لدي صعوبة تتطلب المراجعة والاستعانة بالمصادر فقد كانت مواضيع البحث وحتى الإحصاءات المتعلقة بها قد اطلعت عليه وانا في العراق ،هذا ما دفعني الى الانضمام للجمعية فقد وجدتها مكانا مناسبا لتقديم الخدمة للطلبة العراقيين والجمعية لم تكن ذات صبغة سياسية ففيها طلبة من اتجاهات مختلفة و...
قاطعني -صحيح كما علمت من غازي ولكنها كانت فرعا للاتحاد العام لطلبة العراق والذي هو ذراع الحزب في الوسط الطلابي
-هذا ما لا أعرفه فأنا لم أنتسب يوما الى الحزب الشيوعي لا في بغداد ولافي سوانزي
-ربما ...على أية حال ليس هذا بالأمر المهم فالحزب الشيوعي العراقي الان في الجبهة الوطنية التقدمية ويعمل علنا وصحيفته في كل المدن العراقية من هنا يجب عدم التعامل مع الموضوع بحساسية
حين عاد الى مكتبه وجد بضعة ملفات ،
قالت سكرتيرة المدير العام -عدد من المشاريع مطلوب تقديم دراسة جدوى اقتصادية بها خلال ثلاثة أيام لأن السيد الوزير والمدير العام سيعرضانها على اللجنة الاقتصادية العليا ،مع ملاحظة إن النتيجة إيجابية لأن هناك اجماع في الوزارة ولدى القيادة على تنفيذها
لم يرد عليها وفهم إنه سيواجه صعوبات في عمله الذي يجب أن ينجز بكل الأحوال وفق قرار الانشاء والتنفيذ بغض النظر عن الواقع الذي قد يكون مناقضا لتلك الرغبات ،أما الدراسات المطلوبة فهي من باب استكمال المظاهر الشكلية
لم يتأخر طبع الكتاب فقد لاقى ترحيبا من الناشر الذي اعتبره
تجاريا رابحا بسبب حساسية الموضوع من جهة وعمق البحث المتسم بسلاسة في المتابعة من الجهة الثانية
قال له رياض -هذا الأسبوع ستصلني نسختان واحدة لك والثانية لي
لم يعلق عبد الستار
حين استلم نسخته وجد ان الطباعة جيدة والغلاف من الورق المقوى تزينه لوحة جميلة لفنان تشكيلي لبناني مازج فيها بين صور الثلاثة الذين تناولهم البحث
كانت بغداد تتمتع بجو ربيعي وكان المشهد السياسي يشهد نشاطا متعدد الأطراف فيما غدا يشهد الاقتصاد العراقي نشاطا ملفتا للنظر وأصبح العراق كأنه ورشة عمل كبيرة ولم تعد البطالة موضوعا مطروحا فقد وجد الخريجون الجدد انهم مدعوون للالتحاق بوظائفهم ،واستوعب العراق اكثر من مليون عامل أجنبي، وتم الإعلان عن قانون الحكم الذاتي في كردستان ،كل هذا كان عاملا إيجابيا في نشر روح التفاؤل في المجتمع العراقي
كان عبد الستار في مكتبه حين دخل علية شخصان بلباس مدني ،كان الأول طويل القامة تدل هيأته على إنه كان يمارس تمارين كمال الاجسام فقد بدت عضلاته نافرة فيما كانت خطواته ثابتة ولا يعبر وجهه عن أية مشاعر ،عيناه فقط كانتا تشملان المكتب والغرفة بنظرة مدققة ،أما الثاني فقد كان اقصر قامة وعلى وجهه مسحة متملقة
-الدكتور عبد الستار ثجيل ؟
-نعم
- أنا الرائد حمزة وزميلي الملازم نعيم
-اهلا ومرحبا ، كيف يمكن أن أساعدكما ؟
-أن تتفضل معنا بهدوء الى مديرية الأمن العام
-لماذا ؟
-لماذا ...هذا ستتعرف علية في المديرية
-هل استطيع إخبار عائلتي ؟
-بالطبع لا
-هل اعلم السيد المدير العام؟
-لا حاجة فالسيد الوزير والمدير العام يعلمان بهذا الاجراء
كانت السيارة تويوتا لاند كروز مركونة أمام الباب الداخلي للوزارة ،والسائق الذي كان يقف ممسكا بالباب يتحدث مع عدد من سائقي الوزارة تكشف يده المرفوعة عن مسدس أبيض اللون ربما هو هدية لأنه شارك في مطاردة ناظم كزار
لم يتم وضع العصابة على عينيه ،تحدث النقيب على جهاز خاص مع شخص اخر
-سيدي الدكتور عبد الستار معنا
-اذهبا لتفتيش الدار أولا واحرصا على تدقيق الكتب والمجلات واية مخطوطات هناك
-نعم سيدي
التفت النقيب الى عبد الستار
-لقد سمعت الأوامر
-نعم
-إذا سنذهب الى الدار
-نعم
ما فكر فيه عبد الستار هو نسخة الكتاب التي كانت على طاولة القراءة ،ما قالته انتصار يتحقق
حين رأى النقيب حمزة الكتاب قال-نفس النسخة التي جاءتنا من السفارة العراقية في بيروت
شعر عبد الستار بشيء من الارتياح لأنه عرف السبب في استدعائه وهو الان معرض للاستفهام وليس لانتزاع اعترافات عبر التعذيب ،كان هذا الاستنتاج قد أراحه موقتا
حين دخلوا المبنى اتجهوا الى غرفة المدير العام، قال عبد الستار في سره الحمد لله انه ليس ناظم كزار، ومهما يكن ، الموضوع مقدور عليه،
شعر عبد الستار ان المدير العام كان محكوما بسياقات العمل ولا يحمل روح المبادرة وهذا يمكن تفسيره على انه عامل إيجابي وإن بقاء الموضوع في مديرية الامن قد لا يسبب له مضاعفات
-تفضل دكتور
وأشار الى الضابطين بالخروج بعد وضع المستمسكات على الطاولة
-ليس في ما وجده رجالنا غير نسخة كتابك الذي طبعته في بيروت وبغض النظر عن الموضوع وخصوصا الفصل المتعلق بالعراق والذي كان منحازا لتعزيز مكانة الحزب الشيوعي العراقي، سؤالي لماذا لم تعرضه على الرقابة في بغداد أولا ولماذا طلبت من الناشر عدم توزيعه في بغداد؟
في بغداد ليس هناك من اسرار فقد كان معروفا ان المدير العام للأمن بعد ناظم كزار كان ضابط شرطة محترف عمل في الشرطة المحلية وفي شرطة النجدة وشرطة القوة السيارة ولهذا فهو مهني محترف وليس سياسيا تربى على الحقد والكراهية،
قال عبد الستار-نعم لقد فعلت ذلك متعمدا
- حسنا اجلس وحدثني
جلس على الكرسي الملاصق لمكتب المدير العام
-لأني لم أرغب بأن يطلع الحزب الشيوعي وأنصاره على الفصل التطبيقي الخاص بالعراق
-الى حد ما مقبول ولكن ما جاء في البحث فيه إدانة لسياسة الحزب الشيوعي ملتبسة أما في ما يتعلق بعلاقته بحزب البعث العربي الاشتراكي فحديثك مختلف،
لو لم تنتبه سفارتنا في بيروت الى الدعاية التي عملها الناشر للكتاب لما عرفنا عنه شيئا
-على اية حال الكتاب بحث أكاديمي
-أعرف ذلك فقد قرأته جيدا ....كما تشير تحرياتنا الى عدم انتسابك للحزب الشيوعي
-ولا لأية تنظيمات حزبية أخرى
- ستبقى معنا يومين أو ثلاثة أيام لحين رفع توصية بشأنك الى المراجع العليا
اقتاده اثنان من رجال الامن ، لم يتحدث أي منهم معه ،وحين فتح باب القاعة، التي تستخدم مركزا موقتا للمعتقلين بانتظار التحقيق أو التسفير الى مراكز أخرى، واجهته رائحة عطنة ولغط متداخل ومجموعة متنوعة من الرجال ، كانوا خليطا غير متجانس بعضهم بالملابس الداخلية وبعضهم ما زالوا يرتدون زي الفلاحين وآخرون (أفندية ) ولكن على نحو بالغ الرثاثة فملابسهم بدت كأنها غسلت ولكن لم يتم كيّها ،دفعه أحد مرافقيه الى الداخل وأغلق البوابة الحديدية بصرير حاد
كان حكمت في الدار حين فتشوا البيت ورغم تطمينات أبيه إلا إنه استشعر الخطر بعد بعثرة المكتبة واختيار مجموعة من المخطوطات والكتب ،فور خروجهم اتصل بإمه ...جاءت على عجل بعد أخذ إجازة مؤقتة من عملها ولكنهم خرجوا قبل مجيئها، عشرات الأسئلة أمطرت بها حكمت والمرأة التي كانت تعتني بحسن ...لم تجد أمامها إلا رياض تستنجد به، شعر بإنه مسؤول الى حد ما عما حصل.:::قال بأنه سيتابع الموضوع مع صديق له يعمل في الجهاز...لم تنم انتصار ...كانت مشاعر حزن ووجع عميقة تتآكلها وتردد عشرات الآيات علها تجد سلوانا يريحها
في القاعة التي كانت تزدحم بثلاث مرات اكثر من طاقتها كان الجميع ينامون على أرضية فرشت بحصران من البردي ، لم ينتبه أحد له ...حاول أن يجد فسحة يجلس عليها فقد شعر بحالة إعياء شديدة تدفعه الى الترنح ، قال رجل كان يحرك قميصه لتخفيف الحر ، تفضل هنا ....جلس الى جانب الرجل ...هل أنت سياسي...قال عبد الستار ربما ...ضحك الرجل كاشفا عن فقدانه بضعة أسنان...وأنا أيضا ربما ...أخيك مدرس تاريخ ...والأخ ؟ موظف في وزارة التخطيط ...، ماذا في تقديرك يخططون ؟
توصل عبد الستار إن الرجل ربما أصيب بلوثة أثناء التحقيق ،ولكن لماذا يعتقلون مدرسا للتاريخ ؟
لأنهم يملكون تاريخا آخر، تاريخا لم ندرسه ولم نطلع عليه ..قال مدرس التاريخ ثم تابع
-ولا ندري كيف نعلمه لطلابنا ولهذا اقترحت على وزيري التربية والتعليم العالي أن يعطونا نسخة مطبوعة من التاريخ الذي يرغبون تعليمه ...استقدموني أولا الى مديرية أمن البصرة حيث ضربوني بشدة فقدت صف اسناني العليا بالكامل وقالوا الصف الأسفل ليس من اختصاصنا إنه من اختصاص بغداد ...المشكلة أنا هنا منذ شهر ولم يعالجوا الصف الأسفل ...ما رأيك؟
لم يجبه عبد الستار وردد في سره :المشتكى لله
في الليلة الأولى لم يستطع أن ينام بسبب صراخ وحشي كان يصله سادا مسالك السمع لدية ...عند الفجر هدأ كل شيء ولكنهم دفعوا بستة أشخاص مضرجين بالدم وبدت ملابسهم الممزقة كأنها رايات انكسار محاربين مدحورين وجوههم تنضح بالقهر والمذلة
لم يتناول افطاره ..صمونة صفراء يابسة وبيضة مسلوقة بعناية فائقة وكوبا من الشاي البارد....وهو يغفو سمع مدرس التاريخ يقول :إذا كنت شبعانا سأتناوله أنا ...شكرا
في الليلة الثانية تكرر ذات المشهد وفكر ،متى سيأتي دوره ؟ كانت المرواح المعلقة في السقف تداور الرائحة العطنة وتدفع بهواء حار ...شعر بأنه يعرق على نحو لم يشهده في حياته ..نزع السترة الخفيفة أولا ثم تخلص من القميص وبقي بالبنطال والفانيلا الداخلية ...قال مدرس التاريخ :هنا يبدأ التاريخ الحقيقي ..هم يعرفون ذلك وهذا سيكون هو موضوع الدرس في المتوسطات والثانويات العراقية ....طلبة الجامعة لم يأت دورهم بعد !!!!
في الليلة الثالثة نام مبكرا وبدأ الصراخ يشكل جزءا من مشهد ثابت لم يسدّ مسمعية ، تناول الإفطار وتمدد على الحصير المتقصف ،فتح باب القاعة وسمع شخصا ينادي بأسمه
قال له رجل الامن -البس السترة دكتور
بأليه قام بذلك
-دكتور لقد رأيت جزءا من الإجراءات الرسمية وأود أن أقول لك ، إنه تقع في ظل المشهد العام للمصالحة الوطنية هناك استثناءات قد تقع، ومن هذه الاستثناءات النادرة تم الافراج عنك والتوصية بنقلك الى التعليم العالي وحسب ما تراه مناسبا ...كل الذي أرجوه أن لا تعود لنا ، وستوصلك السيارة الى البيت
مد المدير العام يده ولكن عبد الستار لم يستوعب الموقف تماما ...تردد في مصافحته وقبل ان يسترجع المدير العام يده قال- اسف كنت مشغولا بحديثك ...اعذرني فأنا ممتن لاهتمامك

حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي