|
غلق | | مركز الدراسات والابحاث العلمانية في العالم العربي | |
|
خيارات وادوات |
إلياس شتواني
2024 / 4 / 3
الجمع الأول للقرآن
حسب الرواية الاسلامية الرسمية، مات الرسول العربي شهيدا متأثرا بمضاعفات حادثة سُّمّ خيبر. وتؤكد الرواية أن بدء تدوين القرآن تمّ في حياة الرسول، غير أن بعد موته أصبح القرآن متناثرا ما بين العُسُب (جريد النخل)، والرقاع (قطع الجلد)، ومن اللخاف (الحجر الرقيق)، وصدور الصحابة الحفاظ. لكن وبعد وفاة محمد، ومع توسع رقعة الدولة الاسلامية واشتداد ضراوة الحروب بين المسلمين وأعدائهم، مات عدد كبير من الحفاظ. تمّ الجمع (الحقيقي) الأول إذن في عهد الخليفة الأول أبي بكر، وذلك بطلب من عمر بن الخطاب حتى لا يضيع القرآن بموت حفاظه.
كُلف الصحابي زيد بن ثابت، ترجمان الرسول، بهذه المهمة، وذلك بمعرفته الوطيدة باللغتي السريانية والعبرية وأنه كان يكتب لمحمد الوحي وكان يقرأ له ما كان يبعثه اليهود والسريان من كتب ويرد عليها (أنظر أسد الغابة 2: 346). أثار هذا الأمر امتعاض العديد من الصحابة (من أبرزهم عبد الله بن مسعود) الذين رأوا عدم جدارة واستحقاق زيد بن ثابت لهذه المهمة العظيمة.
الجمع الثاني للقرآن
في عهد الخليفة الثالث عثمان بن عفان، توسعت رقعة الدولة الاسلامية بشكل أكبر وتعددت بذلك المصاحف واختلفت القراءات بين الأمصار. الأمر الذي جعل من توحيد المصاحف في مصحف واحد أمرا لا مندوحة منه. ومرة أخرى كُلف زيد بن ثابت بهذه المهمة، لكن هذه المرة على رأس مجموعة من أربعة نساخ، وهم عبد الله بن عمرو بن العاص، عبد الله بن الزبير، عبد الله بن عباس، وعبد الرحمن بن الحارث (أنظر المقنع للداني 142-143).
أمر الخليفة عثمان بنسخ عدة نسخ من «مصحف الامام» الموحد وارسالها الى الأقطار الاسلامية (مصحف الكوفة، مصحف البصرة، مصحف دمشق، مصحف المدينة، مصحف مكة، مصحف اليمن، ومصحف البحرين). وأمر أيضا باحراق باقي المصاحف والقضاء عليها. لم يلقى هذا الفعل استحسانا واسعا من محيط الخليفة الثالث، فبعض أصحاب المصاحف الأخرى كعبد الله بن مسعود رفضوا فرض المصحف الرسمي بهذه الكيفية التعسفية، حيث أمر عبد الله بن مسعود أهل الكوفة بالتمسك بمصحفه وترك مصحف عثمان، وذلك حدث الى زمن الحجاج بن يوسف الثقفي.
توحيد المصاحف
في العهد الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان ومع توسع المسلمين شرقا حتى الهند وغربا حتى بلاد المغرب الأقصى، بدأ الحجاج، بأمر من عبد الملك بن مروان، بنسخ وارسال المزيد من المصاحف الى الأمصار، وذلك بعدما أكمل مراجعتها وتنقيحها (اضافة عبيد الله بن زياد لألفي المد والفصل في رسم فعلين قلو/كنو - قالوا/كانوا على سبيل المثال لا الحصر)، والقضاء كليا على مصحف عبد الله بن مسعود والقراءة به. كوّن الحجاج لجنة من أفضل حفاظ البصرة (من بينهم الحسن البصري، نصر بن عاصم، مالك بن دينار، وأبو محمد راشد الحماني) وذلك لحسم الخلاف حول المصحف القرآني بشكل نهائي..
تعليقات
حول الموضوع
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي المركز وإنما تعبر عن رأي أصحابها |
|
هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟ |