عواصمنا القاهرة والإسكندرية ، لا لعاصمة الجاسوس

عبدالجواد سيد
2024 / 4 / 2

إلى الجاسوس فى يوم التنصيب ،،،
مرت اليوم مسرحية تنصيب الجاسوس فى عاصمة الجواسيس الجديدة كالهم الثقيل على القلب الحزين المكلوم على مصير بلد كان حتى الأمس ملء السمع والبصر فأصبح اليوم وكأنه فى ذمة التاريخ ، يحكمه جاسوس وزمرة منافقين ، وقف رئيس البرلمان الفاخر الجديد فى عاصمته الإدارية المشبوهة يكيل المديح للجاسوس الجالس على عرش فرعون بوجه قبيح عديم الهوية شبيه الشيطان فى قصص الأطفال ، تحدث رئيس برلمان المنافقين عن إنجازات الجاسوس خاصة فى مجال الديموقراطية وحقوق الإنسان وعن تهافت الناس على الصناديق يوم إنتخابه الأخير فى حدث لم يشهد له التاريخ مثيل ، حديث لاينطق به حتى المجانين ، فالمعارضين يروعون ويسجنون ، والمئات بل الآلاف فى السجون لمجرد كلمة على الفيس ، وليس هناك حتى حزب سياسى واحد فى مواجهة الرئيس وزمرة جنرالاته ، ويقطع الحديث نفس ذلك النائب الذى يقاطع منذ ألف عام ، عاش الرئيس الذى لوطلب منا أن نخوض البحر ورائه لخضناه ، ألم والله وهم ثقيل لماذا هكذا يكون المصير وقد ضحت أجيال وأجيال وقرأت وكتبت وماتت فى السجون من أجل وطن حر كريم ، وتكون النهاية هكذا رئيس جاسوس ورئيس برلمان لانعرف إسمه ولا من هو بالنحديد ونائب مطبلاتى لكل العصور ،،،
وإزداد الألم عندما تأملنا كل هذه الشوارع و القصور والمبانى الفاخرة لعاصمة بنيت فى قلب الصحراء ، عاصمة مريبة ليس لها مبرر ولامثيل ، بكل هذا الإسراف والهدر والتبزير ، وتذكرنا كل عواصم مصر عبر التاريخ ، من منف وإهناسيا وطيبة وأواريس وتل العمارنة والإسكندرية والفسطاط والعسكر والقطائع والقاهرة مدينة التاريخ ، عواصم كلها على الشواطىء أو على ضفاف النيل فى موقع مناسب معقول ، وليس هكذا فى عمق الصحراء الشرقية بين النيل والخليج ، بلا أى مبرر أو دليل ، وتداعت التساؤلات ، أليس هو نفس الرجل الذى منح إثيوبيا السيطرة على النيل ، هل يواصل المخطط بنقل العاصمة بعيداً عن مجرى النيل تمهيداً لتجفيفه على المدى البعيد ، على غرار الحكمة القائلة حب جديد ينسيك الحب القديم ، أم أنه مجرد مخطط لمحو ذاكرة التاريخ ، فكما يهجر القاهرة ، يدمر الإسكندرية على قدم وساق ، وتتداعى التساؤلات ، اليس هو نفس الرجل الذى باع شواطئنا الشمالية للجاسوس الكبير ، محمد بن زايد ، تمهيداً للقضاء على موقعنا الفريد ، اليس هو الذى تمايع وتماهى حتى ينتهى نتنياهو وشركاه من إبادة الفلسطينين ، ألم يفعل نفس الشىء فى السودان ، أليس هو نفس الرجل الذى منحه برلمان المتوسط الذى يسيطر عليه الخليجيون جائزة السلام المشبوه ، مخطط كبير مهول كأفلام الرعب ، لتفتيت المنطقة وإسقاطها لصالح مقاول كبير يقبع فى كهف بعيد ، تخطيط دقيق جميل بمبانى ومتاحف ومدن جديدة لن يدخلها المصريون ، بجوع وتجويع ممنهج ، بالقضاء على القطاع العام ، والتضييق على القطاع الخاص، ومنح الإقتصاد المصرى لشركات الجيش وجنرالات الجيش والمحاسيب ، تجويع ممنهج ،فالجائعين تماماً لايثورون ، مطحونين مشغلولين بالبحث عن إيجار المنزل ولقمة العيش،،،
اليوم شاهدنا بهاء يخفى خلفه شقاء وبؤس كبير ، جاسوس يتكلم بالقرآن نفس الكلمات ، يعطى الملك لمن يشاء ويأخذه ممن يشاء ، كأننا خدام أبيه المجهول ، جاسوس نسى أننا طلبنا منه الإستعانة فى مواجهة ديكتاتورية الإخوان ليس أكثر ولم نكن أبدأ عبيد ، جاسوس جاهل صغير لايجيد الكلام ولا الحديث ، جاسوس بدأ يستشعر إنكشاف أوراق إيلى كوهين فأخذ يؤكد فى كل حين ، فلا تمتنا إلا ونحن مسلمين ، نحن أيضاً إليه اليوم نؤكد و نقول ، عواصمنا القاهرة والإسكندرية ، ولا لعاصمة الجاسوس ، مصر لن تختفى ولن تموت ، الشعوب لاتموت ، فإذا الشعب يوما أراد الحياة فلابد أن يستجيب القدر ، موعدنا مع الحساب فى ميدان التحرير ،،،

حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي