|
غلق | | مركز الدراسات والابحاث العلمانية في العالم العربي | |
|
خيارات وادوات |
عزيز باكوش
2024 / 3 / 30
لست متأكدا من أن رواية" كافكا على الشاطئ" هي الأكثر إمتاعا ومؤانسة بين أعمال الكاتب هاروكي موراكامي الأدبية حتى الآن لسببين إثنين .الأول أنني لم أقرأ كثيرا في المتن الأدب الياباني بما يجعل التقييم الذي أبديه موضوعيا في حده الأدنى . الأمر الثاني عدم اكتمال لذة النص ومتعة القراءة الثانية بعد، مع أني والحق يقال ،أحترم عالمية التجربة اليابانية في الثقافة والأدب باعتبارها مرآة حقيقية تعكس تراث حضارة وتاريخ هذه الدولة الرائدة عالميا في العلوم والتكنولوجيا في الثقافة والأدب، تحضرني هنا أسماء بعض الأدباء و المؤلفين اليابانيين الكبار في عالم الأدب القصة والرواية مثل ماريكو يوكييوي وهاروكي موراكامي كانزابورو أوي يوكيو ميشيما ..وهم برأي النقاد من أحسن كتاب الأدب، وأفضل من كتب الرواية ليس في اليابان فحسب ،بل في العالم أجمع . أما في مجال الشعر فيعتبر الهايكو من أبرز مكونات الأدب في اليابان. وهو شكل قصير من الشعر يتألف من ثلاثة أسطر في الغالب، ويتميز بتوظيف الصور والجمل القصيرة البالغة الكثافة في المعنى والمبنى.
لكن منذ صدور رواية "كافكا على الشاطئ" لم تتوقف المتابعات وردود الفعل النقدي. لقد تركت وراءها زوبعة هائلة وغبارا يسد السماء فضلا عن كمّ هائل من والتعقيبات والملاحظات والتماهي الإيجابي. وذلك راجع في تقديرنا إلى المناخ الفانتازي العجيب الذي تسبح فيه شخصيات الرواية والأجواء الغرائبية أو المابعد طبيعية التي شكلت بناءها وهندسة متنها الروائي المذهل الغريب. كرو – هوشينو- ناكاتا- أوشيما- الآنسة سايكي كوامورا...فضلا عن ذلك، ينصهر بتجانس غاية في الذهول والمتعة كوكتيل من الفنون والجماليات في تمازج فني بديع يعجن الأدب بالفلسفة في قالب موسيقي ملهم مغموس بنكهة الغرابة والعجب. ولا أشك أن القارئ سوف يشعر أنه أمام صفحات من الخيال الغرائبي الفانتازي اللذيذ لكنه لن يتردد لحظة في التماهي معه وجعله قابلا للتصديق. فيجاري الأحداث في عصرنا الرقمي المذهل بواقعية ملفتة، رغم أنها مستقاة من أساطير القدامى أو مجلوبة من قصص ألف ليلة وليلة، أو مستلهمة من وحي الخيال الجامح للتراث الأسطوري الياباني.
كتب الروائي الياباني هاروكي موراكامي «كافكا على الشاطئ" ونشرها في العام 2002 وتشمل 49 فصلا تتقاطع وتتداخل فنيا بين عالمين من سحر الخيال وفتنة زرعه في أنساق السرد المعاصر. يتجلى الأول في العالم "الخاص" والمثير للشاب «كافكا تامورا "فتى في 15 سنة وهو السارد في نفس الوقت. والعالم الخاص الغريب والعجيب للشيخ العجوز" ناكاتا" وبينهما جسور تحت الماء . أجل ، من هنا تبدأ الدهشة. في عيد ميلاده الخامس عشرة سيقرر الفتى كافكا تامورا أن يهاجر إلى بلدة جديدة تدعى تاكاماتسو تاركا بيت والده النحات صانع التماثيل والنصب. وحتى لا نغتال لذة القراءة، سنقفز هنا عن دوافع هروب كافكا من البيت، وكذلك إكراهات وأسباب الهجرة إلى وجهة لا يعرف فيها أحد ولا أحد يعرفه. إنها رحلة مغامرة محفوفة بكل الاحتمالات نحو الاستقلال الذاتي والبحث عن مستقبل آخر بديل . وحتى ينسجم كافكا مع الواقع الجديد فقد غير اسمه الحقيقي. وبعد مرور وقت قصير سيستقر به الحال عاملا مساعدا في مكتبة صغيرة بأحد أحياء تاكاماتسو.
"يهز كرو رأسه "أتعلم"لا يزال أمامك الكثير لتتعلمه عن الحياة. -اسمع- أي وظيفة يمكن لفتى في الخامسة عشرة أن يحصل عليها في مدينة بعيدة لم يذهب إليها من قبل قط؟ أنت لم تنه تعليمك حتى؟ من في اعتقادك سيرضى بتوظيفك؟ ص6
أثناء قراءتي للرواية كغيري من قراء أدب العجيب، لابد أن أذكر هنا أن الدهشة سربلتني لفترات مستغرقة، قبل أن أستوعب كيف يعيش جنود في غابة منذ الحرب العالمية الثانية، ولعل المرء يصاب بالذهول وهو يتماهى مع رجل عجوز يجيد الحديث مع القطط، وقد نحبس أنفاسنا ونحن نقتفي أثر حيرتنا النفسية المريبة وهي تنزلق في نفق جحر سحري قد يقود إلى دمار العالم أو سلامته. ونتساءل ، يا إلاهي ما القوة التي تجعل السماء تمطر أسماكا ؟
والحقيقة أن رواية "كافكا على الشاطئ" تحفة فنية حقيقية متكاملة تلفها الغرابة والعجائبية القابلة للتصديق على الفور. لنقل إنها ذلك السهل المتمنع أو المركب الغاية في البساطة ،البسيط المعقد التركيب . فيما يظل الهدف الأسمى من وراء ذلك المزج الخرافي اللذيذ هو صناعة مفتاح ذهبي للحياة والدفاع عن قيمها الجميلة بأغلى ما يتملكه عقل بشر. ولأجل تسهيل هذه الولوجية للحياة الجديرة المفعمة، تقدم الرواية حكايتين لا ثالث لهما . الأولى قصة عجوز يبحث عن نصف ظله الضائع. والثانية لفتى في الخامسة عشرة ربيعا هارب من بيته ومن قسوة أبيه باحثا عن مستقبل بديل خارج المحيط الذي ترعرع فيه. وبين الحكايتين ملذات ومآسي ومتع لا حصر لها. لنقل إنها مسافة غير قابلة للتجسير المنطقي تتآلف فيها عوالم مدن وشخصيات ورحلات ومكاشفات ووقائع وأحداث ذات طابع ملحمي.
ومن تخمة قراءتنا يبدو لنا هاروكي من" من تلك الفئة من البشر، الذين يفضلون أن يكونوا وحيدين. على نحو أدق" فهو يقول «أنا من ذلك النوع من البشر، الذين لا يروْن وحدتهم كشيء مؤلم." لقد أقنعنا من خلال بطل روايته أن هناك عالما آخر موازيا لعالمنا. عالم سري لا يمكن لأحد رؤيته إلا إذا كان يملك القدرة على ذلك " بل جعلنا نعتقد والحق يقال " أنه ينتمي إلى هذا العالم الآخر، ذلك العالم المليء بالأسرار والمغامرات. ألم يكن كافكا يبحث عن هذا العالم، وكان على يقين أنه سيجده يوما ما؟
والرواية في جوهرها تحاول بكل براعة وذكاء البحث عن موطئ قدم دافئ لحياة يسودها الحب والاستقرار في انتظار الموت الحتمي. لأن السعادة منتج قابل للتلف وجب استهلاكه في حينه " إن البحث عن الحب في تساميه، ومعنى الموت كحتمية تاريخية، إلى جانب تثمين الذاكرة بتنوع حمولاتها وشحناتها الدلالية يجعل من رواية " كافكا على الشاطئ "اقوى حافز نحو فهم حقيقي للحياة. فهي لا تقتصر على تحفيز القارئ على تأملها،" بل تستفزه لكي يقوم بتحديثها أو لكي يغير نفسه فيها، ويبدأ رحلة البحث عن حياة أفضل إمتاعا واستقرار.
"أعلق حقيبتي على كتفي، وأمشي حتى المحطة وآخذ القطار إلى محطة تاكاماتسو أشتري تذكرة لطوكيو، سيصل القطار الى طوكيو في المساء وأول ما على فعله أن أجد مكانا أبيت فيه الليل وفي اليوم التالي سأتجه الى منزلي بنوغاتا سأكون وحدي تماما في ذلك المنزل الواسع الخالي. لا أحد ينتظر عودتي الى المنزل ولكن ليس لي مكان غيره لأعود إليه"ص618
على صعيد آخر. ومن خلال قراءة بضع فصول من الرواية، أستطيع الجزم أن قراءة العالم السردي لهاروكي موراكامي كفيل بمنح الذات تجربة في القراءة لذيذة ومشتهاة. كما تسمح في الوقت ذاته بالسباحة خارج منظومة الأدب الغربي بمتعة جوانية عالية الجودة، علاوة على قيمة وجدانية عميقة توسع آفاق الوعي على نحو مذهل. والحق يقال، فإن مقدرة هاروكي مواراكامي على جعل حكاية مذهلة كهذه في قالب جذاب ومؤثر في حد ذاته، ليس مجرد شهادة على ذكائه وعبقريته. وإنما بقدرة الخيال وذكاء الإبداع أن يصنعا نكهة جديدة للحياة. وكما في أعماله الأخرى، فإن "جزءا من روعة الكتابة عند هاروكي يأتي من الإحساس بأن الكاتب لا يعرف إلى أين تمضي أحداث روايته، كما لو كان قارئا وليس مؤلفا م وإذا كان في مستطاع أي كاتب أو أديب تأليف قصة تشبه الحلم. فإنه ليس قطعا بإمكانه أن يجعل قارئ القصة يشعر أنه يعيش الحلم وهو بصدده . لا أحد يستطيع ذلك سوى هاروكي موراكامي .
لابد أن نذكر هنا أن فتانا رغم صغر سنه قارئ نهم ومواظب على ممارسة الرياضة. وقد ساعدته مهمته بالمكتبة على قراءة الأعمال الكاملة" لسوسيكي ناتسومه". كما مكنته أيضا من ربط علاقة صداقة مع شاب يعمل أمين المكتبة ويدعى "يوشيما "سيكتشف لاحقا أنه مخنث أي " بين الذكر والأنثى "لتستمر صداقتهما طبيعية. لكن ما حدث لم يكن على النحو الذي رسمه كافكا . حيث تعرض والد كافكا للقتل . وتبدأ الشرطة في البحث عن كافكا الابن الهارب الذي لم يكن موجودا وقت وقوع الجريمة، ليس للاشتباه فيه أو لتوجيه تهمة القتل وإنما قد يكون عنصرا مساعدا للشرطة في كشف لغز مقتل أبيه .
ومن ملذات هذا المتن الروائي وجاذبيته، أن والد كافكا سبق أن تنبأ بأن ابنه سيتزوج أمه ويضاجع أخته .ويقتل أباه فيما يشبه عقدة أوديب." ونتساءل هنا كقراء هل هذه التمثلات يمكن أن تكون من الأسباب التي عجلت كافكا باتخاذ قرار هروبه من بيت والده ومن شروره ولعناته . كان العجوز ناكاتا يصطاد القطط ويقتلها أو يذبحها ويحتفظ برؤوسها في ثلاجة كبيرة، ليأخذ أرواحها بغية صناعة أطول ناي في العالم، يؤثر به على سامعيه."
ومع تطور الأحداث ، يأمر العجوز ناكاتا النحات بأن يقتله حتى ينجو العالم من شروره وتعود القطة التائهة إلى حضن العائلة. وفي اللحظة ذاتها يعثر الابن كافكا دماء على كتفه وهو لا يعرف من أين جاءت ، ولكنه يشعرنا أن قدومه إلى غابة بالمدينة ليس قرارا ذاتيا، لقد كان فاقدا لوعيه ، وعندما يفيق يجد نفسه في الغابة وآثار دماء على ملابسه دون أن يعرف سبب ذلك. وللتدليل على تاريخية الأحداث فقد لجأ المؤلف من خلال عدة فصول في روايته إلى الاستناد على سجلات نتائج الحرب الأميركية على اليابان ونتائجها النفسية المدمرة . من هنا تحديدا يتماهى مع قصة طفل وحيد غاب عن وعيه شهور عديدة أو سنوات، وعندما عاد وعيه، كان قد فقد الذاكرة، وأصبح أقل ذكاء عما قبل، وأميا لا يعرف القراءة والكتابة. هذا الطفل هو الذي سيصبح في الرواية فيما بعد العجوز ناكاتا قليل الذكاء، والذي اكتشف في نفسه القدرة على الحديث مع القطط بعد أن عاد إليه وعيه الجزئي.
ولتحقيق النبوءة الأوديبية لوالده. نتذكر جميعا ما حصل بعد هروب كافكا الشاب المراهق من منزل والده، بعد أن استقر عاملا مساعدا في مكتبة بمدينة تاكاماتسو في ملكية مدرسة تدعى الآنسة"سايكي" . ما يلبث كافكا أن يربط بها علاقة جنسية في أحلامه أول الأمر .وسرعان ما تتطور علاقتهما بعد أن رسم لها صورة في خياله وهي شابة جميلة. وقد تسنى له مضاجعتها فعليا في حجرته بالمكتبة . هذه المدرسة لم تكن سوى والدته. لقد ارتكب خطيئة من دون أن يعرف أن المرأة العشيقة والدته بالفعل .
وبالعودة إلى الشاب المخنث أمين المكتبة المخنث (أوشيما) لقد كان على علم بأن سيدته أي صاحبة المكتبة (الآنسة ساييكي) على وشك الاحتضار .لذلك فضل نقل هذا الشعور إلى صديقه كافكا . وبالفعل تدور الأحداث وفي محاولة للبحث حجر ما ليفتحه محاولا بذلك فك بعض الطلاسم والأسرار . يقتل العجوز ناكاتا، لا بد أن تسيطر الدهشة ويعم الذهول على القارئ. فالعجوز يستطيع في لحظات معينة من دون أن يعرف أسباب أو سر قوتها لديه أن يجعل السماء تمطر أسماكا، وأن يتنبأ بحالة الطقس . وتتطور الأحداث .فيصل السائق الشاب "هوشينو" رفقة ناكاتا إلى المكتبة مصادفة . بعد أن ظلا يبحثان عن مفتاح الحجر لعدة أيام، ويدخل ناكاتا حجرة صاحبتها "المدرسة" ويبدو السياق لنا كما لو أنها كانت تنتظره منذ سنوات ولكنها قبل أن تسلم روحها للموت. تعطي العجوز ناكاتا مذكراتها وما دونته أثناء سنوات الانتظار. طالبة منه ألا يطلع عليها أحد، وأن يحرقها على الفور، وينفذ ناكاتا وصية المرأة، وسط اندهاش السائق "هوشينو" الذي كان يرغب في الاطلاع على تلك الأسرار."
ومما يرفع منسوب المتعة واللذة القرائية للرواية ما صرح به موراكامي في لقاء صحفي " أن السر الكامن وراء فهم الغاز الرواية وطلاسمها يكمن في قراءتها أكثر من مرة ". وهذا يعني أن الرواية تضم طلاسم كثيرة على شكل ألغاز ورموز مشفرة تحتاج لأكواد لفتحها . ولكنها لا تقدم أكوادا ولا توفر أجوبة. ولكن جمع هذه الألغاز كلها وتفاعلها مع بعضها برأي هاروكي يسهّل على القارئ معرفة أجوبتها التي سوف تختلف من قارئ لآخر. بطريقة أخرى فإن الألغاز هي جزء من حلولها، يصعب على الكاتب نفسه شرح ذلك. ولكن هذه هي الطريقة المذهلة التي يكتب بها هاروكي موراكامي .
وهذه بعض الاقتباسات من رواية كافكا على الشاطئ"
"عندما ينتهي الإعصار لن تستطيع تذكر الطريقة التي نجوت بها. لن تكون متأكداً إن كان الإعصار قد انتهى فعلاً أم لا . ولكنك ستكون متأكداً من أمرٍ واحد . عندما تخرج سالماً من الإعصار ستكونُ إنساناً مُختلفاً تماماً. هذه هي فكرة الإعصار . "
"يثقل عليك الزمن كحلم قديم غامض , و تستمر انت في التحرك, محاولا اختراقه و لكن حتى لو ذهبت الى اخر الارض فلن تتمكن من الفرار منه عليك ان تذهب الى حافة العالم , لن يمكنك فعله ما لم تذهب الى هناك ."
"ربما تعتاد مثل هذا الاعوجاج في الأشياء، ولكن إذا تم ذلك فلن تكون قادراً أبداً على رؤية العالم مرة ثانية دون أن تجعل رأسك معوجّاً. "
"المرء يحاول أن يعيش مستقيما في عالم مجنون وملتوٍ ويزخر بالاضطراب .
"ربما لا أكون الشخص الذي يحبه كل العالم , ولكني أحاول ألا أضايق الناس
"هناك مخرج.. مادامت هناك إرادة " .
لقد جعلنا على قناعة تامة بأن " لا شيء سيختفي لمجرد أننا لا نريد أن نراه بأعيننا بل سنجد أن الأمر تفاقم وازداد سوء في المرة القادمة التي ننظر فيها. هذا هو العالم الذي يخبرنا هاروكي بأننا من كائناته. ويدعونا لإبقاء عيوننا مفتوحة على وسعهما. لأن الجبان فقط هو من يغمض عينيه. وإغماض العيون وسد الآذان لن يوقف الزمن..."
ولد هاروكي موراكامي عام 1949 كاتب ياباني من مدينة كيوتو مواليد ما بعد الحرب العالمية الثانية، وهو ابن وحيد لأبويه. كان والده ابنا لكاهن بوذي ووالدته ابنة لتاجر من أوساكا، وعمل كلاهما في تدريس الأدب الياباني. ألف هاروكي أكثر من 64 كتابا. حيث تصدرت قوائم أفضل الكتب مبيعا سواء على الصعيد المحلي أو العالمي. وترجمت أعماله إلى أكثر من 50 لغة. وبرأي النقاد غالبا ما تتسم أعمال هاروكي موراكامي بالسريالية والسوداوية والقدرية، كما تتناول معظم رواياته موضوع الانسلاخ الاجتماعي والوحدة والأحلام. كما يعد موراكامي من أهم رموز أدب ما بعد الحداثة. كما وصفته مجلة الغارديان بأنه أحد أعظم الروائيين في يومنا هذا بسبب أعماله وإنجازاته في حقل الثقافة والأدب.
"كافكا على الشاطئ" ترجمة إيمان رزق الله. مراجعة سامر ابو هواش . المركز الثقافي العربي
تعليقات
حول الموضوع
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي المركز وإنما تعبر عن رأي أصحابها |
|
هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟ |