الاكراد الفيلية مقال الدكتور عزيز الحاج

ابراهيم خليل العلاف
2024 / 3 / 25

- ابراهيم العلاف
والمرحوم الاستاذ عزيز الحاج ، هو احد قادة الحزب الشيوعي العراقي التاريخيين . توفي في كانون الثاني 2020 عن عمر ناهز ال (94) سنة ، وله مؤلفات عديدة وقدكتبتُ عنه اكثر من مرة ، وما كتبته متوفر في النت وقد أُنجزت عنه رسالة ماجستير قدمها احمد حردان حسن السوداني الى كليةالتربية ابن رشد للعلوم الانسانية بجامعة بغداد سنة 2014 بعنوان ( عزيز الحاج ودوره السياسي والفكري حتى 1967 ) .
وقد وجدتُ للدكتور عزيزالحاج مقالة جميلة في مجلة (نهرايا) عدد (4) خريف 2013 وكان يرأس تحريرها الاخ والصديق الاستاذ مازن لطيف اعاده الله الينا سالما . والمقالة بعنوان ( الاكراد الفيلية) وقيمتها في ان كاتبها عراقي كردي فيلي وهو كاتب ، وسياسي ومناضل معروف .
طبعا يبتدأ المقال في ان العراق معروف بحدوده المفتوحة ، وامتداداته البشرية مع جيرانه ويقول ان مدينة الشوش في ايران كانت مركزا للفيلية وفي عهد الدولة العربية الاسلامية كانت مدن الشوش وميمرة وشيروان ودرة شهر ضمن هذه الدولة ولورستان في ايران كانت موطنا للفيليين ، واتسعت هجرتهم في السنوات والعهود اللاحقة الى وسط العراق وجنوبه واندمجوا بالسكان ، وممن استقر في بغداد ابن الامير حسين قلي خان الذي اعتقل في عهد رضا شاه وسكن علي الغربي قرب جبال بشتكوه وخصصت له الحكومة العراقية راتبا وشقيقته تزوجت من نقيب اشراف مندلي وفي العهدين الملكي والجمهوري كانت نسبة كبيرة من الاكراد الفيلية يسكنون في محلات الصدرية ، وباب الشيخ ، وعقد الاكراد ، والتسابيل ، والدهانة ، والشورجة ، وجميلة وعددهم قدر بقرابة نصف مليون او اقل . ونسبة كبيرة منهم عملوا باعمال الحمالة ، نظرا لقوتهم البدنية وجلدهم اي صبرهم وقسم منهم كانوا اصحاب حوانيت وقسم من كبار التجار ومنهم نوخاس مراد والحاج احمدمحمد واخرون ودخل قسم منهم الكليات وتخرجوا وفيهم محامون وقضاة ومنهم محمود شكر ابن عم عزيز الحاج وكان منهم من اشقياء بغداد ووجد الفيليون في الكوت ، وبدرة وجصان وقلعة سكر والكميت وعلي الغربي وقسم منهم تجار حبوب ومواش وممن برز من الاكراد الفيليين القاص عبد المجيد لطفي ، والشاعر جليل حيدر ، والموسيقار نصير شمة ، والفنان رضا علي ، والفنان حسين خيوكة واطباء منهم الدكتور جعفر محمد كريم وشقيق حبيب محمد كريم احد مؤسسي الحزب الديموقراطي الكردستاني والدكتور عزيزالحاج علي ممثل العراق في اليونسكو في باريس وفي اواخر الحرب العالمية الثانية اسسوا (المدرسة الفيلية ) التي ابتدأت ابتدائية ثم اصبحت ثانوية وكان لها فرع مسائي سنة 1946 وتأسست ( الجمعية الفيلية) في سنة 1946 ومن المؤسسين والممولين الحاج علي حيدر ونوخاس مراد والحاج احمد وهادي باقر وممن درّس فيها عزيزالحاج علي حيدر ، وممدوح الالوسي من تكريت ، وعبدالاحد المالح وكانوا من الشيوعيين ومن طلبة دار المعلمين العالية - كلية التربية بعد 1958 درسوا فيها تطوعا .
كان للاكرادالفيلية دور في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية المعاصرة في العراق واسهموا في مقاومة الاستعمار البريطاني وانخرطوا في الحركة الوطنية العراقية وتعرضوا لكثير من العنت ومن ذلك حرمان بعضهم من نيل الجنسية العراقية ، او اسقاطها عنهم خلال عهود الحكم ، والتقوا بالزعيم عبد الكريم قاسم رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة 1958-1963 من اجل مناقشة هذه المسألة . كما التقوا الزعيم الكردي الملا مصطفى البارزاني رحمهما الله حول الموضوع ، وتم في السنوات اللاحقة تهجير عشرات الآلآف من الاكراد الفيلية في بغداد وخارجها الى ايران وحدث ذلك بين سنوات 1971و1982 وللاسف الجميع يعرف ان العراق - وبسبب حدوده المفتوحة وامتدادات دول الجوار البشرية فيه - كان وما يزل مؤلفا من اقوام واجناس وثقافات واديان ومذاهب مختلفة لكن الفكرة الوطنية هي من توحدهم .
مقالة مهمة ، وقيمة وتاريخية ... رحم الله عزيزا .
*صورة الدكتور عزيزالحاج علي حيدر وصورة مؤسسي ومدرسي المدرسة الفيلية في بغداد

حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي