|
غلق | | مركز الدراسات والابحاث العلمانية في العالم العربي | |
|
خيارات وادوات |
ابراهيم خليل العلاف
2024 / 3 / 19
- ابراهيم العلاف
بعد مجاميعه القصصية ، ورواياته العديدة ، ومنها مجاميعه القصصية ( احلى السنين - مقهى المغنى العربي- السير تحت المطر - سيعود الربيع حتما - براعم عطشى - إعصار في الافق - حكايات مقهى الامراء ، ورواياته ومنها .. (المفتش) ، و( كان هناك بيت) ، و(دموع عند الحافة) ، يضع الاخ والصديق الاستاذ محمدسامي عبد الكريم بين يدي روايته الجديدة ( خريف أصفر) .
وقد سُعدت بهذه الرواية ، وقرأتها بشغف ، واهتمام لعدة اسباب منها انني عايشت كثيرا من احداثها ، ولأن القاص والروائي الاستاذ محمد سامي عبد الكريم ، اثبت حضوره واحدا من الروائيين العراقيين بعد 2003 ، وثالثا انه كاتب ، وروائي واقعي ينقل لنا الاحداث بإسلوب يقترب كثيرا من المدرسة الواقعية الاشتراكية التي تقترب من الناس ، وتعبر عن ما يشعرون به ، وما يواجهونه على صعيد الحياة المعقدة ، والمرتبكة والمليئة بالالام ، والمنغصات ، والفوضى ، والشكاوي .
بطل الرواية (احمد) يستيقظ وهو على سرير المستشفى خارج العراق حيث قرر ولده ان يستقدمه حيث يعيش ليعالجه .. وبإسلوب العودة الى الوراء يتذكر جوانبا مما رآه وما اعترض حياته وآخر ما حدث له اصابته بتشمع الكبد ، وظهور اعراض الشيخوخة عليه مع جملة من الالام .يعود الى الخمسينات من القرن الماضي وبالتحديد 1959 ويبحث عن ولده وعن زوجة ولده الاجنبية ويتذكر عندما زارت العراق واندهشت بآثاره ، واهواره ، وجباله .
في البصرة حيث كان والده قد نفي من سامراء ، بسبب نشاطه القومي واصوات الشيوعيين وهم يهتفون للزعيم ، وتتناول الرواية اجواء البصرة وسوق الهنود والعشار وابو الخصيب والعلاقات مع الجيران . في الرواية يجد احمد نفسه ، وقد مرت سنوات وجرت مياه كثيرة من تحت الجسر غريبا ..غريبا عن فكر وآراء من يحيطون به، أو من يعرفونه ابنه الذي في استراليا اليوم وابنته السويدية العاقة ويعود ليفكر في اراءهما المتطرفة تجاه الوطن ، وتجاه الامة .. اصبحا يبرران العمالة ، والخنوع ، والخضوع ؛ فيحس بحزن ، واحباط وخيبة كبيرة ويردد مع نفسه وهو يعالج خارج وطنه :" لم يعد هناك ما يستحق العيش" وكما يقول الشاعر : فيا موت زر ، ويانفس جدي ، ان دهرك هازل !! ويعود الى الوطن ولم تمر فترة طويلة حتى يموت تاركا رسالة لولده يقول فيها انه لم يجد احلى واجمل من وطنه ..ويقول اخبر اختك التي في السويد بأنه تبرأ منها ، واخبر اخاك الذي في استراليا بأنه مات وهو غير راض عليه واخبر زوجتك الاجنبية (بيرلا ) انني احببتها لانها اصيلة وطلب منه ان يعلم اولاده حب الوطن ويختم رسالته بالقول :" احبك ياولدي ليس لانك ولدي فقط ،ولكن لانك ابن وطني واعلم بان لم يتملكه حب كما تملكه حب العراق ولم ينازعه الا حبه لفلسطين .
الجميل وعلى غلاف الرواية الثانية ثمة شعر لكرم الاعرجي ، يتناغم مع الرواية بشكل أو بآخر ومما يقوله الشاعر الصديق الاستاذ كرم الاعرجي : أراك في شفة الاحتجاج ...شجرة ... ومن تراب خرجت ملوحا من كرم السماء ، لايشدك للحياة أمل ... نثرت اوراقك الصفراء بهذا الضجيج من الالم ..حتى هزمتك رياض الحياة .....خجلا ...الى ان يقول :ايتها الشجرة ..............لن تحط العصافير فوق اغصانك ِ،وستسقط اوارقكِ وتعودي لطينتكِ ..هي صعقة الخريف ...ياصديقي .
نعم الرواية ليست الا ( صعقة خريف) .. وأي خريف انه (خريف اصفر )..نعم (خريف أصفر ) .
بوركت صديقي محمد سامي عبد الكريم ، وانت تجسد لنا في روايتك الجميلة هذه ، كم هذا الخريف هو اصفر ، وكم هو قاحل وكم هو متعب .
تعليقات
حول الموضوع
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي المركز وإنما تعبر عن رأي أصحابها |
|
هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟ |