|
غلق | | مركز الدراسات والابحاث العلمانية في العالم العربي | |
|
خيارات وادوات |
إبراهيم رمزي
2024 / 3 / 14
بعد غذاء خاص جَمَع زملاء العمل .. دارت خلاله كؤوسٌ بين عشاق الرّاح، وأصاب منها نشوةً دون السُّكر .. عاد إلى البيت.. توجّه إلى غرفة مكتبه .. طلب كوب قهوة .. أخبرته الخادمة "المراهقة" أن زوجته ذهبت في زيارة خاطفة لجيران الجوار .. وتركت الصغير في عُهدتها .. وآنذاك لاحظ أنها غيّرتْ مَظهرَها .. وتتماوج بغنج ورشاقة، لإبراز كل ما تملك من مفاتِن تتأرجح في نقلها من براءة الطفولة وسذاجة المراهقة إلى غَرارة الشباب .. بدْءا بتسريحة الشعر .. إلى استغلال بعض حاجيات زوجته وملابسها .. تنورة .. ماكياج .. مجوهرات .. حذاء بكعب عال ..
سألها ـ مستنكرا ـ: ماذا فعلت بنفسك؟
كالجَذْلى بإشراق أنوثتها، ردّت وهي تقلّد إحدى الممثلات العاطفيات ـ : أجرّب .. لأني أستعد للخروج .. فاليوم يوم عيد، والمنتزهات والشوارع الرئيسية تعج بالناس ..
لا يحتاج الأمر لكثير عناء حتى يتضح أنها على موعد مع أحدهم. وأنها على وشك "دخول حلبةِ منازَلةٍ، بأسلحة بدائية مستعارة" لم تبْرعْ بعدُ في تطويعها.
وضعَت القهوة .. وبقيتْ واقفة قربه وقفة مبهمة .. كأنها تنتظر منه شيئا ما، .. كأنْ يقول كلاما غير: "شكرها على تقديم القهوة"، مثل التعليق على مظهرها .. أو ـ ربما ـ عقد مقارنة مع زوجته ..
نظر في وجهها مستجْليا الأمر .. التقت نظرتهما .. ابتسمت بسذاجة وقليل من الوقاحة .. قرأ في ملامحها فورة غلمة جارفة، وعطش جسدي مندفع .. ودون مبرر متوَقَّع، جنحتْ إلى الكشف عن سُرّتها، فبدا حوْلها رسمُ قلبٍ بالحناء، مثل ذاك المرسوم في كفها.
قالت: ما رأيك؟
خطر بباله أن يسألها: أما زلت بكرا؟ ولكنه أحجم عن طرح السوال، حتى لا تعتبره "تعريضا بمَنْبِتها"، فتهتبل الفرصة ـ لتُسمعه سوءا ـ "تبرئة" لانتمائها لبيتٍ يُزَنُّ بثَلْبٍ ـ مثلما يشاع ـ ..
قال: ربما بوادر زواج قريب !!
قطّبتْ لاهتدائه إلى سرّها وفشَل المفاجأة، ولكنها عادت فابتسمت ـ مزهوة ـ بإغراءٍ استثارَهُ .. أغرَقتْه سَوْرَةُ الشراب في اللامبالاة، مثلما غرِقَ في التهور، والاندفاع الطائش،.. و"تصحُّر" التحليل والتقدير .. والتعويل على "الكتمان".
وضع سبابته على الرسم، وبعج سرتها، فاستمْرأ مسّ لحمها الغضّ .. قرَص سرّتها، فارتعشت .. وقهقهت .. رفع يده يتلمّس نهدا حديث التكوير منتصِب الحَلَمة .. صرخت .. نفَرَتْ .. تراجعت .. ثم تقدّمت طائعة .. تسللت يده ـ تحت الثوب ـ لتعصَرَه بلُطف .. بدأت عيناها في الذبول .. وفي كل دغدغة، كانت يده تغمز أكثر فأكثر،.. رَمَزَتْ شفتاها .. تأوّهت .. "باركتْ" يدا مغتصِبة حين أمسكتْ بها كأنها توجِّهُها، أغمضت عينيها "لتًـتِيه" في عالم الانتشاء.
لمع في ذهنه: "العاجز من لا يَستبدّ" .. فانقلب إلى حيوان هائج انفلت من شِكالِه، بطح صدرَها على سطح المكتب، وبقوّته تحكّم في تحرّكها، .. استعان بالبصاق .. ليَدْلِك فقْحَتَها وشُفْرَيْها بِكَمَرَته .. لم يُبالِ باختلاط صراخها بأنين ممانعتها وحمحمة استلذاذها .. وكان يزيد من هيجان شَبَقه تجمّع أليتيها، وانقباضُ حِتارِها ـ مخافة الإقحام عليها ـ، ثم ارتخاؤه وكأنها تطلب ألا يتخاذل في "غزوته" ... ثم تحوّل ليُنزل بعيدا عن جسمها .. بحركات استمنائية ..
ويبدو أنها لم تَنَلْ "ما أمَّلتْ" حين نظرتْ إلى أيره النافر الملفوف في منديل ورقي يمسح به "السائل" .. فآلت أنْ لا تفْلِت حظَّها من "غنيمة عبثية" .. فهوتْ إليه تمصّه .. لعن التلقيح بـ"حقنة الإدمان" على المواقع "الناعمة / المرذولة" على الشبكة، التي عمّمَها شيوع الهواتف المحمولة .. وقدّر أنها ـ بتصرفها هذا ـ تريد الانسلاخ من عمرها الغضّ، لتتقمّص دوْر المتبيِّنة، اللامخدوعة، "والمتمرسة الخبيرة"، الراضية بمثل هذا "التصرف"، ..
لم تستغرق "العملية" وقتا طويلا .. فقد مرّت كـ"لمح البصر" ..
وأعادهما إلى أرض الواقع ـ مما هما فيه ـ صوت بكاء الصغير .. الذي أيقظه صراخها .. فهرع إليه .. تاركا إياها تعفِّي "الآثار" ..
ساءل نفسه: ماذا حققتْ ـ له، ولها ـ "حيوانيتُه" المنحطّة .. وانفلات تعَقّله، ؟؟ أين موقعه بين الغزاة الذين لم يقيموا وزنا لآلام "السبايا" وإذلال المقهورات؟ .. وخلُصَ به الاستهتار المرعِب إلى تصنيف "الحالة"، في خانة: "حوادث المجون العرضية الصامتة"، مِثْلُها مِثلَ ذاك التقرير "الرسمي" الذي ينجزه متقاعس لا مُبالٍ، يتجنّب التعب، فيزهد في عبء التحري والتدقيق، ليجنح إلى "الراحة" التي تتجاهل الحقيقة، إن لم تطمسها.
سارت بضع خطوات وهي تتثنّى وتتبختر بإغراء مثير، كمن يتمطّى عقب استفاقته من حلم كان يتمنى ألا يقطعه الاستيقاظ .. وكأنها تحرِّض كل جزء من جسدها .. على بعث رسائل شماتة به، واحتقار"نذالته" .. أو كأنها نالت ثأرا من زوجته الغائبة "المخدوعة" ..
قالت: والآن، هل تأذن لي في الخروج؟
خمّن أن يكون خروجها من بيته خروج انفصال، في أقرب مدى. إذ لا يريد أن يكرر ـ مرة أخرى ـ إطفاء "صهد شبقي" تحفّه الفضيحة والمخاطر. فـ"مناوشةِ حرب عصابات .. اجتياحُها سطحيّ عابرٌ" يختلف عن "جنون معركة نظامية بعيدة الغوْر"،
نفَحَها ورقةً نقدية، قائلا: هذه بمناسبة العيد، وليست من أجْرك المعتاد.
دهَمَه فُوَاقٌ من أثَر الشراب .. قبْل أن يتمّم في سِرّه ـ بِخبثٍ ومُجون ـ:
.. وربما هو أول أجْر يفتح لكِ باب البغاء ومسالك "المتعة".
تعليقات
حول الموضوع
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي المركز وإنما تعبر عن رأي أصحابها |
|
هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟ |