|
غلق | | مركز الدراسات والابحاث العلمانية في العالم العربي | |
|
خيارات وادوات |
شمس الدين تالباني
2024 / 3 / 2
خطورة الحرب الروسية-الأوكرانية ودور السلام والحرية
.هل يمكن العيش بحرية بدون السلام ؟
.
قال الأغريقي سقراط قبل أكثر من ألفي عام ، تكلم حتى أراك، أي تحدث لأعرف من أنت أما الروسي دوستيوڤسكي فله رأي آخر عن الحديث والكلام ويقول، قد يكون في أعماق المرء ما لا يمكن نبشه بالثرثرة، إياك أن تعتقد إنك تفهمني بمجرد أنني تحدثت إليك. أي إن الإنسان يختبئ خلف كلماته و لغته ولهجته، شعره و أغانيه لأن الكلام الشيرين فقط هو جواز سفرك إلى قلوب الآخرين بينما خطأ إملائى بسيط، بقصد أو بدون قصد، إستعمال لغة بصورة مقتدرة أو غير مقتدرة أو إستعمال كلام أو مصطلح غير شيرين قد تعد بداية لبذر روح العداء والحروب بين الأطراف و الامم.
الكلام والصمت حدثان سويان للاعلان عن شئ يحدث داخل الفرد وله علاقة بالذاتية الشخصية للفرد والمجتمع وبهذا الخصوص يقول رسول حمزاتوڤ بان الطفل و (المجتمع) يحتاج سنتين للكلام فقط و يحتاج بعدها ستين سنة لتعلم الصمت.
إذن للصمت والكلام حول الأحداث أسباب حتى حول قضايا االسلم والحرب .
لكننا الآن في مرحلة عالمية حرجة جدا للبشرية جمعاء، مرحلة لم تشهد لها مثيل بعد الحرب الكونية الثانية، وخاصة بعد جائحة كورونا، الحرب الروسية-الاوكرانية و حرب غزة بين الاسرائليين والفلسطينيين والكوارث البيئية التي أنتجت ملايين الضحايا و اللاجئيين، الناجين و الغارقين منهم في بحر الروم، الغير مرحبين بهم في اوربا، أوربا التي تنعمت بالسلام أكثر من خمسة وسبعين سنة، والتي بدأت ظواهر الشيخوخة الاقتصادية و الصناعية والخوف من مؤشرات الركود الاقتصادي العالمي تظهر عليها وخوف شعوبها الأصلية من الانصهار. لكني أعتقد بأن أوربا وشعوبها التي عانت من نتاجات وتبعات حربيين عالميتين ، تفهم معنى السلام وتدافع عنها.
لكن في حالة الحرب و الخوف من الحروب تتغير المفاهيم والأفعال بين أهل الكلام و أهل الصمت. فأهل الكلام لا يرون في الكلام في كل شيء ضيرا أما سكوت أهل الصمت أمام أهل الكلام ستؤدي بمرور الزمن إلى عدم فهم الخفايا حول أهمية السلام و حول القدرات العسكرية و الاقتصادية و اللوجستية الحقيقية لكيان ماو التي تؤدي عمليا لسير سياسة الدولة، راعية الجميع أو وجب علية أن تكون راعية الجميع من رعاياه، في قضايا الحرب والسلام.
السلام و الحرية ، حرية الرأي، حرية الحركة و حرية العمل وجميع الحريات مهمة لبناء الفرد والمجتمع السليم وعبرها لبناء علاقات اقتصادية واجتماعية داخلية وخارجية قوية وثابتة مع جميع الأطراف.
لذا وجب الكلام عن السلام والحرية والكلام في خير البشرية و إظهار الحق ليست ثرثرة بل، عزيمة وشجاعة و صدق، يتحمل المتكلم تبعاتها بلا خوف ولومة لائم وليس كما يقال عند الناطقين بالعربية لسانك حصانك إن صنته صانك، لأننا لسنا عبيداً بل لأننا أناسا ولدنا أحرارا وسنموت أحرارا .
ولأهل الصمت أسباب ، لايمكن للعوام فهمها بسرعة، لأن النقاش بين الطرفين، أهل السلام وأهل الحرية، قديمة هنا في بلدي الأول و الثاني ، ولكل منهما أسبابه لكن الصمت على جرائم البعض في إشعال الحروب وانتهاك الحريات العامة و الشخصية- دول ، منظمات، أحزاب وأفراد - لاتعني الموافقة على تلك الأعمال بل الصمت و التفكير وهي عملية تخمير لصنع شئ جديد من مواد أولية خامة اخرى نتيجتها، بسبب الضغط العالي المنتج، ستكون حتما اما إنفجار داخلي لربما ستؤدي الى حدوث مشاكل صحية لصاحبها أو ستؤدي الى حدوث تغيرات كبيرة في البيئة المحيطة به..
فإذا نحن اليوم ، وأعني اليوم حقا، لسنا حتى في أمان حول حماية بلداننا ومصادر رزقنا وحتى حول المحادثات الشخصية لساستنا وحماة بلداننا لايمكننا، حتى إن كنا في أمان، إلا أن نكون مع السلام لان ترسانات العالم ترسانات الدول لاتزال مملؤة بالسلاح النووي ويدعونا للقول بأن العالم بحاجة اليوم إلى نظام عالمي جديد و عادل لإحلال السلام الأبدي بين الشعوب والاديان والأطياف المختلفة وحماية البيئة المهددة ا لتي لايمكن حمايتها، حسب رأينا، إلا بجهود دولية كبيرة وإعطاء الامم المتحدة دورا أكبر لحل القضايا العالمية.
نحن مع الحرية والسلام ودفعنا و سندفع تبعاتها و وأقول لصديقاتي وأصدقائي في جميع دول العالم السلام و الحرية توأمان ضروريتان لبناء مجتمعات عادلة، متمدنة وإنسانية ومحبة للخير لذا علموا الأجيال الجديدة غير ماعلمتم لانهم خلقوا لزمان غير زمانكم كما يقول الامام علي ، لكن الزمكان يختلفان اليوم، لو كما يقول الألماني فيلي براندت ، اللاجئ ، المستشار و الحائز على جائزة نوبل للسلام ،، السلام ليس كل شئ، لكن بدون سلام كل شئ لاشئ،،.
.
لكم أينما كنتم السلام