ولنا نصيبنا من الفرح ايضا

منذر ابو حلتم
2024 / 2 / 25

ولنا افراحنا الصغيرة ايضا ..
كأن ننجو من الموت في يوم واحد مرتين ..
كأن تجتمع اسرة بكامل عددها
ليلة اخرى ..
دون ان يفجعها الغياب ..
كأن نجد في بيتنا المقصوف غرفة
ما زالت صالحة للسكن ..
كأن نجد بعض الحطب غير المبلل في ليل غزة الماطر ..
كأن نجد مكانا آمنا لدفن الشهداء
كأن نجد شهيدا مكتمل الوجه والجسد .. فيسهل التعرف على ملامحه الحبيبة ..


ولنا ما تيسر من فرح الصغار ..
كأن تمر ليلة بلا قصف قريب .. فينامون قليلا ..
كأن تجد الأم بعض ما يمكن غليه بالماء ..
ليصبح شيئا شبيها بحساء دافئ ..
كأن يعود الأب للخيمة مكتمل الجسد .. ماشيا على قدميه …


وللنساء بعض الفرح الخجول ..
كأن يجدن ماء صالحا لغسل الوجه او الثياب من بقع الدم والطين والدموع …
كأن يجدن ترف الوقت ليمشطن ما تبعثر من شعرهن المنسي في سراديب العتمة والقذائف الغبية
كأن يجدن وقتا مسروقا لبعض السمر الهامس
عن حبيب او اخ او اب .. غاب ليحضر خبزا .. او وطنا …


وللرجال بعض افراح الرجولة …
كأن يعودوا ببعض الخبز او الطحين .. او الأمل
كأن يشعل احدهم سيجارة من قطعة حطب تشتعل …
كأن يجد سقفا يخفف من سطوة المطر او الريح
وهي تغوص عميقا في عظام الابناء الجوعى ..
كأن يتابع احدهم صوت الرصاص البعيد ثم يهتف واثقا ..
انهم شبابنا يا رجال …
كأن يبتسم في وجه الاطفال الخائفين ..
ثم يمسح دمعتين سودهما الدخان .. قبل ان يراهما احد …

حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي