عزلة ...

صالح محمود
2024 / 2 / 16

لن تدركوا الخلق بلا خالق،
فالكون يظل عصيا عن الفهم في غياب المبدأ ...
اضربوا صفحا عن التأويل إذا الصورة تلاشت في الصفر،
فلن تجدوا الجواب إن طرحتم السؤال،
هكذا ستهزكم الفاجعة وهولها، سترتجون حين يستحيل الهرم سديم ...
فإن استغثتم في هلع، خوفا من الهاوية،
لطمتم وجوهكم ونحتم، قائلين:
بأبي أنت، ماذا سنفعل في الفراغ حينها،
عند اِنهيار ما بنيناه، عبر المدى، من أحلام؟!!!
هاهنا صراع الهرم، بكم، للفناء الذي نخر هيكله، في اللاشعور،
عبر الردة والنكوص، عبر قصة الخلق، عبر الفقه والأصول،
ليظل صورة، هرما يتداعى ويعترف ...
بعد أن تحنط وتحجر، وصار أسطورة ...
انظروه يتفكك، يتفتت ويتشتت،
على عكس الكل في الصفر،
الكوسموس مثّل دوما اللانهائي في النهائي ...
فلم يكن يوما، صورة، بل كوسموس، سرا، غموضا، طلاسم،
شيفرة مستحيلة التفكيك، حتى انه ليس سرا ولا غموضا،
ففي النهاية لا يعطي جوابا مهما كانت الأسئلة جادة وعميقة،
أعني لم يكن موضوعا قابلا للبحث ...
فحين يكون الهرم صورة تبهت، تأفل وتغرب ...
يكون الكوسموس كلمة تحيل على الأبد ...
وحين يكون الهرم دائرة،
يكون الكوكب مركزا أصيلا، نورا في الظلام، كوسموس ...
إذا، لا يهم اكليل الشوك والصليب ...
بل بدونه سيتعرض المسيح للشك في مسيحيته ...
الشك في ملكوته حيث يقيم ...
فقد حل شعور ...
وطالما زوال الهرم سيخلف فيكم الصدمة، الخراب،
يحيلكم ركاما، أطلال ...
فلن يمثل اللقاء بل التركيب ...
لذلك تلجِؤون للأركيولوجيا والأسترولوجيا ...
وترفضون في معركة خاسرة، الصفر ...
ستحجمون إذا، عن الخلق في الجاذبية والشعاع،
وستحتجون متباكين، تخنقكم الغصة:
حدد لنا الطريق فنحن في ظلام؟!!!
ألم أقل لكم ...
أنتم في ذهول، غياب وغربة، سجناء المتاهات ...
فليس هناك فراغ في الصفر، ولا طريق، إن تفسخت الصورة ...
بل الحضور ...
قد تدركون المركز، على أن تضيع كل الجهات،
أن تخسروا آلهتكم، صروحكم، وتماثيلكم ...
سيكون حينذاك، الخلاص،
ولن تهتموا، بلا شك، إن قلت:
طوبى لكم فقد أضحى الصفر من خلالكم كل،
بعد أن يمحى الجزء، ويظهر البدء ...
تختفي الصورة في ظل الكلمة،
أي ينشأ الكوكب في فناء الدائرة،
كما لن يكون عددا عند الحديث عن الكل، الصفر ...
ففي النهاية يظهر المطلق في الكريستال، مطلق ...
في الكلمة ...

حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي