: وجهة نظر : ملاحظات اولية على رسالة ثانية موجه الى اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي من قبل الاخ تحسين المنذري.

نجم الدليمي
2024 / 2 / 13

##ا: ان الرسالتين الموجه لقيادة الحزب الشيوعي العراقي جيدة وهذه الرسائل تعكس جزء من مأساة حزب فهد_سلام اليوم ولكن هذه الرسائل تخلوا من النقد البناء والصريح لنهج القيادة المتنفذة في الحزب الشيوعي العراقي من اجل تبيان الصورة لجميع الرفاق والاصدقاء في الحزب وكما يتطلب ايضاً الجرأة والصراحة والإرادة الواضحة والصادقة وبدون تردد لان الهدف الرئيس من كل ذلك وغيره هو العمل على انقاذ الحزب الشيوعي العراقي من ازمته الداخلية السياسية والاقتصادية والاجتماعية والايديولوجية منذ المؤتمر الوطني الثالث ولغاية اليوم، كما يتطلب ايضاً وضع مقترحات ملموسة كوجهة نظر للخروج من الأزمة التي يعيشها حزب فهد_سلام وليس تشخيص الاخطاء رغم اهمية وضرورة ذلك.

بعض اهم الحقائق التي تواجه القيادة المتنفذة في الحزب الشيوعي العراقي وهي الاتي :

الحقيقة الموضوعية الاولى: لا توجد ديمقراطية حقيقية داخل الحزب الشيوعي العراقي نظرياً نعم الواقع الموضوعي لانقول ذلك من خلال تجربة موضوعية وملموسة لنا من اواسط الستينيات من القرن الماضي ولغاية اليوم ومن خلال معرفتي للقيادة المتنفذة في الحزب ومتابعتي لدور هذه القيادة وعملها في الحزب، ونقول وبصراحة ان هذه القيادة هي المتنفذة في الحزب الشيوعي العراقي منذ المؤتمر الوطني الرابع ولغاية اليوم هي قيادة ليبرالية-اصلاحية وليس لها علاقة بالنظرية الماركسية اللينينية ولا بفكر ماركس، ولا بفكر انجلس و لينين وستالين العظيمين ولا حتى بفكر ونهج الرفيق الخالد فهد ورفاقه الابطال والرفيق الشهيد البطل سلام عادل ورفاقه الابطال. ومن ينكر ذلك علية ان يقدم الدليل والبرهان.
ان من مأساة الحزب الشيوعي العراقي ومنذ السبعينيات من القرن الماضي ولغاية اليوم لم يتم ممارسة الديمقراطية بشكل ناجح وان القيادة المتنفذة في الحزب تطبق المركزية الديمقراطية وفق حاجتها ومصالحها ورؤيتها الخاصة ويتم استخدام هذا المبدأ السليم بشكل خاطئ بل يتم كبح جميع الاراء التي يطرحها الرفاق في الحزب حول مختلف القضايا، بدليل حول ما يسمى بالجبحة اللاوطنية عام 1973، الغالبية العظمى من الرفاق والكادر والقيادين في الحزب رفضوا شروط تلك الجبحة اللاوطنية ولكن بشيطنة تم كسب احد الاصوات في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي وهو مقرب من عزيز وفازت جبهة عزيز محمد وفريقه باقلية قليلة جداً، و تم كبح جميع الاراء التي طرحها الرفاق حول الممارسات اللاشرعية من قبل حزب هدام حسين ضد الحزب ومن يطرح ذلك يواجه بجواب جاهز (( الرفيق يحتاج إلى تثقيف بالجبهة)) او يتم ابعاده من مسؤولياته الحزبية وتحت ذرائع عديدة وهذا ما فعله باقر ابراهيم عندما فكك منطقة بغداد والوسط والجنوب لان غالبية اعضاء المناطق الحزبية رافضين لشروط هدام حسين والاغتيالات لقادة الحزب معروفة قبل التحالف وبعده، وهم الرفاق الخضري، شاكر محمود ستار خضير كاظم الجاسم البرزنجي وعبد الامير سعيد وغيرهم من الرفاق الاخرين وكما يلاحظ ان التحالف مع سائرون لعب احد القياديين في الحزب دوراً كبيراً في ذلك ولم يتم الاخذ برائ الرفاق عملياً والشيطنة اللاشرعية حول ما يسمى بالاستفتاء الداخلي هي عملية مفبركة وغير مبدئية، اي قشمرة الرفاق وهو تحالف بائس وفاشل مقدما فهو من قال((ان اميركا امر حتمي في العراق، وان الشيوعية لم تعد ايديولوجية...)) او عندما يتم طرح موضوع بشت اشان في الاجتماعات الحزبية للكوادر.. يؤكد السيد ابو داود (( يكفي رفاق طرح هذا الموضوع لا تكررون القضية...)) ناهيك عن العشرة المبشرين والعشرة المعصومين وما حدث في المؤتمر الحادي عشر، اما المؤتمر الوطني الرابع، فهو مؤتمر البيرويسترويكا الذي لعب فيه فخري كريم وعزيز محمد والمحيطين بهم. ان الحقيقة الموضوعية والمرة تؤكد من المؤتمر الثالث حتي الان لا توجد ديمقراطية حقيقية داخل الحزب مما ادى ذلك الى الحال الذي يعيشه حزب فهد_سلام اليوم؟

الحقيقة الموضوعية الثانية: بسبب غياب الديمقراطية الحقيقية داخل الحزب وظهور قيادة متنفذة تقود الحزب مع غياب القيادة الجماعية الحقيقية... كل ذلك ادى ان القيادة المتنفذة في الحزب الشيوعي العراقي منذ المؤتمر الثالث ولغاية الان لم تحضى بثقة الرفاق وبشكل مقنع اصلاً، بين الدروشة، وبين التردد، وبين المصالح الشخصية مما ادى ذلك الى ضعف ثقة القاعدة الحزبية وغالبية الكوادر بهذه القيادة المتنفذة واثر ذلك على ثقة الجماهير من العمال والفلاحين والمثقفين الوطنيين بالقيادة المتنفذة لان نهج هذه القيادة يتعارض مع الثوابت الوطنية والمبدئية لفكر فهد_سلام، نهجاً خاطئا بدليل ما حدث بعد الاحتلال الامريكي للعراق ومشاركة قيادة الحزب في مجلس بريمر الفاشل والمشاركة بالعملية السياسية الفاشلة بامتياز والمدعومة اقليميا ودولياً ومن هنا ينبع عزوف الغالبية العظمى من الاصدقاء والرفاق والكوادر.. الابتعاد عن القيادة المتنفذة في الحزب، اي عن الحزب. ناهيك عن ازدواجية الجنسية للغالبية العظمى من قيادة وكوادر الحزب وظهور الاغنياء، مليونيرية... في الحزب... ؟!.

الحقيقة الموضوعية الثالثة،: ان الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في العراق منذ زمن هدام حسين ولغاية اليوم هي لعبة برجوازية خبيثة وشيطانية، فمن وجهة البرجوازية الحاكمة التي تملك السلطة والمال والاعلام وتشريع القوانين لصالحها هذا هو جوهر الصراع الطبقي والايدولوجي في المجتمع الطبقي اما ان يتم التعويل 100 بالمئة على الانتخابات البرلمانية في السلطة البرجوازية فهو خطأ كبير لأي حزب شيوعي يعول على ذلك فقط ،ان القيادة المتنفذة في الحزب وضعت وسلمت كل امورها وأقرت بالواقع بالاستسلام لهذه اللعبة السياسية من قبل البرجوازية وتم تبرير ذلك وفق مبررات واهية وعديدة ولا يستبعد من ان هذه القيادة المتنفذة قد وقعت تحت ثاثير قوى محلية واقليمية ودولية بالقبول بهذا الوضع علماً ان القيادة المتنفذة تدرك جيداً ان النتائج محسومة مسبقاً لصالح المكونات الطائفية الثلاثة بشكل عام والشيعة بشكل خاص هذه الانتخابات تعكس مصالح النخبة الاوليغارشية الحاكمة في العراق بالدرجة الأولى وليس مصالح الشعب العراقي و تكريس لنهج المحاصصة المقيت وهذه هي الحقيقة الموضوعية التي لا تريد أن تعترف بها القيادة المتنفذة في الحزب وعدم الوصول الى استنتاجات علمية وموضوعية من اجل اتخاذ موقف مبدئي واضح وان مسك العصا من الوسط او الركض وراء السراب هو رهان خاسر بامتياز. ان التركيز على العوامل الموضوعية رغم اهميتها لا يكفي، بل العامل الداخلي، العامل الذاتي للحزب مهم يتم التهرب منه، وبسبب ذلك فقد الغالبية العظمى من الرفاق والكوادر المتقدمة في الحزب الثقة بهذه القيادة الليبرالية الاصلاحية وهي قيادة قد فشلت في قيادة الحزب وهم يدركون الان ان قوة الحزب الشيوعي العراقي اليوم هي خارج الحزب ولاسباب عديدة ويقول احد القياديين في الحزب (...) (( دعهم يخرجون من الحزب نخلص منهم)) هل هذا معقول؟ .

الحقيقة الموضوعية الرابعة: ما هو البديل،؟ والخروج من المأزق والأزمة التي تواجه الحزب؟
نعتقد، ان الحل الوحيد والجذري للخروج من المأزق والأزمة التي تواجه حزب فهد_سلام منذ الاحتلال الامريكي للعراق اوقبل ذلك تكمن في الاتي
* يتم تشكيل لجنة حزبية من خيرة الرفاق من داخل وخارج الحزب من اجل اعداد ورقة عمل جديدة اخذين بنظر الاعتبار جميع الانتكاسات التي واجهت الحزب الشيوعي العراقي منذ المؤتمر الوطني الثالث ولغاية اليوم واستخلاص الدروس والعبر لصالح تعزيز دور ومكانة الحزب في المجتمع العراقي وكما يتطلب عدم زج اي قيادي من الحزب قد ساهم سواء كان ذلك بشكل مباشر او غير مباشر في هذه اللجنة وان الرفاق خارج الحزب الذين ابعدو او تركوا العمل السياسي بسبب النهج الليبرالي الاصلاحي للقيادة المتنفذة معروفون ويمكن الاتصال بهم واشراكهم في عمل اللجنة لوضع التقرير السياسي ومسودة النظام الداخلي وبرنامج الحزب من اجل عقد مؤتمر جديد للحزب ويتم محاسبة القياديين سواء كان اموات او الاحياء منهم وفق الشرعية والديمقراطية في المؤتمر الجديد.

## ان هذه الملاحظات هي مجرد وجهة نظر من خلال العمل السياسي الحزبي سابقاً والمتابعة المستمرة لعمل هذه القيادة المتنفذة التي دفعت الحزب الشيوعي العراقي، حزب فهد_سلام الى ما هو عليه الآن الحزب مريض ويحتاج إلى عملية جراحية كبرى وهذا الحل الوحيد والجذري لقضية حزب فهد_سلام، ومن يرفض ذلك وغيرة نذكره ما قاله قائد البروليتاريا لينين العظيم (( ان الخيانة سواء كانت بجهل اوبغباء، اوبشكل واعي ومخطط لها فهي خيانة عظمى)) والحر تكفيه الاشارة.
سؤال مشروع؟ هل سيدرك دراويش السياسة من الاعضاء والكوادر المتقدمة وبعض القياديين وبعض المخلصين منهم سواء كانوا داخل الحزب او خارجه الخطر الداهم والمحدق الذي واجهه ويواجهه حزب فهد_سلام اليوم؟ ان الصحوة والمبدئية والاخلاص والإرادة القوية ووضع مصلحة الحزب فوق المصالح الشخصية المادية او غيرها يعد ذلك شيئ هام اليوم. ان الصحوة المبدئية والوطنية مطلوبة من المخلصين من اعضاء الحزب اليوم وليس غداً او بعد غد ،المستقبل القريب سيكشف لنا مفاجآت كثيرة حول ذلك؟ .
شباط - 2024

حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي