|
غلق | | مركز الدراسات والابحاث العلمانية في العالم العربي | |
|
خيارات وادوات |
محمد حسين الموسوي
2024 / 2 / 13
ملالي السوء ومساهمتهم في سيناريو سوء مصير غزة؛ رأس الأفعى في إيران؟
الملالي شقاوات (بلطجية) المنطقة يساعدون الغرب في إنقاذ نظام الأحادية القطبية الذي قارب على الأفول ويمهدون لإعادة رسم العالم وفقاً لذلك النظام...
تساءلنا كثيرا حول صمت الغرب عن مسيرات الملالي الانتحارية التي فتكت بالأوكرانيين في معركتهم ضد روسيا على الرغم من أن الغرب طرفا في الحرب على روسيا وما الأوكرانيين إلا بندقية بالوكالة كنفس البنادق التي تعمل وكالة عن الملالي أفاعي السلطة في إيران، ولم نصل إلى أي تفسير لذلك الصمت بل والتواطؤ الغربي إزاء ما ينتهجه نظام الملالي في لإيران سوى وجود توافق بين الملالي والغرب.. الغرب الذي يريد استنزاف روسيا في حرب طويلة الأمد حتى أخر جندي أوكراني ومرتزق، والإستفادة من عاملي الأزمة في أوكرانيا وعامل الوقت لإعادة هيكلة العالم من جديد، وهنا يأتي دور الملالي كصانعي ألعاب لصالح أمريكا والغرب على الرغم من أنه من المفترض أن يكونوا حلفاء للروس والصينيين لكنهم في الحقيقة يلعبون دورا ما في العمل على تقويض القدرات الروسية الصينية المُستهدفة من قبل الغرب وأمريكا خاصة بعد مشروع مبادرة طريق الحرير التي لاقت نجاحا كبيراً وسمحت للصين وروسيا بتحقيق مكاسب سياسية واقتصادية واستراتيجية عملاقة وصلت إلى أوروبا ومواضع نفوذها وعبأت الكثير من الفراغات التي الغرب والأمريكان في تعبأتها.
الحرب في أوكرانيا موجهة ضد الصين وروسيا، وكذلك إحداث القلاقل بالشرق الأوسط في اليمن وسوريا والعراق ولبنان وفلسطين وغزة في هذا السياق مستهدفا النفوذ والتمدد الصيني والروسي وضرب مبادرة طريق الحرير، وقد يأتي اليوم الذي يتم فيها الفصل سياسياً في الحديث عن فلسطين وغزة بفضل ما يلعبه الملالي من دور خبيث بالمنطقة وبغزة على وجه التحديد كونهم لاعب مؤثر جداً من الناحية الميدانية في غزة.
نقف اليوم أمام تفسير لمسارين سياسيين وهما أقرب إلى الواقع من التحليل والافتراض فيما يتعلق بفلسطين والمنطقة؛ المسار الأول هو مسار الفوضى الخلاقة التي ينتهجها الملالي أسوة بالمدرسة الغربية لخلق أجواء من الفوضى توفر أزمات تمهد بدورها الأرضية اللازمة لتنفيذ مشاريع ومخططات الغرب بما في ذلك المخططات والمشاريع المتعلقة بالتصدي للتمدد الصيني الروسي بالعالم بدءا من آسيا والشرق الأوسط واستخدام الهنود والعرب كأدوات في هذه المواجهة، وقد تكون غزة هي المركز التجاري الاقتصادي الأهم والمرتقب على البحر المتوسط لمشروع ممر تتكفل به الهند التي تنتعش اقتصاديا بفضل استثمارات أمريكية وغربية عملاقة، وقد يُشارك العرب إلى جانب الهند والغرب وسلطات الاحتلال في فلسطين بهذا المشروع الذي يتطلب إعادة تنظيم وترتيب الأوضاع في فلسطين بشكل عام وغزة على وجه التحديد بحيث تصبح غزة أكثر استقلالية عن فلسطين إن لم تكن مستقلة تماماً كإمارة مستقلة تحكمها حماس وتسوية غزة بالأرض كما صرح الصهاينة بجعلها ملعب كرة قدم على البحر وأخر يريد القضاء عليها مستخدما نبوءة سفر اشعياء بطريقته التلمودية، أو بقولهم سنعيد رسم المنطقة كاملة من جديد بعدما وفر لهم الملالي الأسباب، وها هي غزة أصبحت جمع خيام متناثرة وشعبُ لم يبقى فيه شيء للاستهداف سوى عقيدته وإرادته ويعملون على ضربها الآن.
التفسير الثاني وهو أن تحركات الملالي في إيران والمنطقة وغزة تحركات ارتجالية عبثية عن جهل وغير منضبطة وبدون تنسيق مع الغرب وخارج اللعبة القائمة التي استقدمت كل القدرات العسكرية إلى المنطقة وشرعت لقتل الآلاف من النساء والأطفال والشيوخ والمسنين والأبرياء وشردت أكثر من مليوني شخص في العراء وجحيم الطقس القاتل، وكل الدلائل ومجريات الأحداث ترفض هذا التفسير الثاني وتؤيد التفسير الأول.. وسيكون الثمن بقاء الملالي على سدة الحكم في إيران مهيمنين على دول المنطقة، وبعد أن أصبح العراق نسخة لنظام حكم الملالي سيشهد المستقبل على توسع وتمدد هذه النسخة وسيكون مستقبل الضفة الغربية هو طرحها للتقاسم مع الأردن بعد عزل غزة في سلطتها الجديدة المستقلة عن الضفة..، والأوضاع في سوريا والعراق ولبنان تخدم هذا التوجه، وتشهد المنطقة المزيد من بؤر التوتر التي يمكن أن تمهد إلى تقسيم المتقسم ولا تستبعدوا ذلك ما دام النظام العميق في الغرب يقف متحالفاً مع نظام الملالي حتى ضد المؤسسات التشريعية الغربية.. وقد تكون في بعض المقالات رسائل.. وهذه رسالة منا، وللحديث بقية.. وإلى عالم أفضل.
د. محمد حسين الموسوي / كاتب عراقي
تعليقات
حول الموضوع
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي المركز وإنما تعبر عن رأي أصحابها |
|
هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟ |