|
غلق | | مركز الدراسات والابحاث العلمانية في العالم العربي | |
|
خيارات وادوات |
كامل الدلفي
2024 / 2 / 12
(1)
دعاء النملة السوداء
قصة قصيرة جدا
رمت حبة السكر البلورية عن ظهرها ، قرفصت على الارض ، مدت رجليها كأية مفجوعةبباب ثقب الارض الذي عاشت فيه و قبيلتها من النمل بسعادة وأستقرار منذ أمد ، رمقتني بانكسار و جودي ، ادركت غريزتها انا الذي اصببت القطران الى داخله وفعلت مجزرتي ببني جلدتها..قرأت بعناية مشاعرها الناقمة ، وما يدور بخلدها من ردود أفعال نحوي،الحق انه لم يدر بخلدي ما يوحي لي بان النمل يمارس الشتم والسباب والكلمات النابية، الى ان عاتبتني روح ابي في ليلة حلم، متسائلة عن سر اللعنات السوداء التي اخذت تتساقط عليهم من دار الدنيا الى الدار الاخرة ..؟
(2)
عشق بصوت عال
قصة قصيرة
ثلاثة أيام من البحث المضني في أوراق، ومسودات كتبتها في غضون العشرة أعوام الماضية .. ذاكرتي حفزتني للبحث بينها، فهي لم تنقطع أن تشير إلى وجود معلومات أكيدة بين هذا الركام، تتعلق تماما بالوضع الجديد الذي نحياه أنا وأنت، الذي اصطلحنا عليه مجازا بالعشق الحي، أو بيولوجيا بصوت عال .. في اليوم الرابع وجدت أسماء أنثوية تتضمن ثلاثة أو أربعة من حروف أسمك .. تتكرر تلك الأسماء في قوائم متعددة، مثل قائمة أسماء زوجات الإسكندر في بابل، وقائمة باسماء نبيات قيد الإشارة، وقائمة محضيات سرجون و و .
في اليوم الذي أحسست فيه بهلاك حقيقي، انتابني شبه قرار بقبول الأمور كما هي عليه من دون لمسات سريالية أو اضفاء مسحة روحية على مجريات الحدث.. هذا النفي الداخلي سمح لي بان أتذكر بوضوح نبوءة قديمة ترتبط مع الأسبوع الأول من ولادتي قالت بها جدتي فاطمة حين رأت دجاجتها العربية السوداء تترك محلها المألوف في وضع البيض، وتبيض على رأسي، وأنا ابن يومين ملقى كقطعة لحم غضة حمراء في
" كاروكي" ..حين رأت السعادة التي تكتنف دجاجتها السوداء ضحكت، ووشمت صدغي بإبرتها مولولة في وجه أمي التي انتبذت منهم مكانا قصيا : جئتِ لنا ببلاء، ابنك هذا يخرم سُنة جده، ويعق أباه. فسمتني من وقتها بالأبلس .. ودلعتني مرة أو مرتين بإبليس ..كانت جدتي فاطمة تحكم الناحية، وصلتني رسائلها الممهورة بمهرها المعدني وبماء الزعفران بعد وفاة أبي ..دون أن تكون لي رغبة في قراءتها..في اليوم السابع من البحث .. وقعت عيني على رسالتها الإبليسية أي خاصتي، والتي كتبتها إلى والدي : بني إن إبليسك (أنا) لن يموت بداء الحصبة ولا الجدري الذي طفح بوجهه شيء منه، ولو انه مات بهما لكان ارحم لنا، إنه يشب ويكبر ويحرق ذكرنا بشهوات قلبه حتى يصاب بهوا غانية من البربر، فيلتحق معهم ويضيع أثره.. فهو مبلس لا ينال شفاعة ولي يوم نقف مهطعين أمام مالك الملك..وفي الرسالة سرد يخص تفاصيلاً كثيرة من حياتي ..
الغريب أن جدتي وضعت في كل زاوية من الورقة نجمة في وسطها حرف مرسوم بعناية، ووضعت في الوسط نجمة خامسة كبيرة وفيها حرف كبير.. دهشت وأنا اربط الحروف، بدأت بالحرف الكبير واتجهت بعكس عقرب الساعة(يسارا)، فتشكل اسمك .. ضممتها إلى يقينياتي وبصواب رحلتي..ا تصل بي مكتب السفر يبلغني موعد الرحلة.تقول جدتي انه سيلعنني الرب على يديك ..اعتقد إن هذا أقل ما سيحصل لي، ازدحم رأسي بخرائط افتراضية لتوزيع لحظات اللقاء الجنوني معك. هناك رسوم توضيحية لأكثر من ألف نوع من القبل والاحتضان والتحليق ونفي النوم ..
يقول حفيد لي بعد مائة عام من موتي :علينا أن ننقل رفات جدنا إلى البلاد، فقد وضع لبناتٍ لعلم العشق بصوت عال..
تعليقات
حول الموضوع
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي المركز وإنما تعبر عن رأي أصحابها |
|
هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟ |