عشتار الفصول:14027 رسالة بعنوان: إلى أين نحن ذاهبون ؟

اسحق قومي
2024 / 1 / 27

مثقفو الشعوب التي تُحيط بنا وتعيش على أرض أجدادنا التاريخية ،التي أصبحت بحكم مقتضيات كثرتهم وقلتنا ، يجتمعون ليتدارسوا السبل والمعوقات التي تقف حائلاً أمام تحقيق أهدافهم.لابل يضعون الخطط الاستراتيجية والتكتيكية لمسيرة شعبهم مع العلم أنهم قد حققوا حضوراً شعبياً وعسكرياً ودولياً واستراتيجياً ويلعبون الآن دوراً مفصلياً في حركة تاريخ المنطقة وهم شعب يُحب قضيته ويموتون دونها . أجل يُضحون بالغالي والرخيص من أجلها ويتبعون كلّ الوسائل من أجل الوصول إلى مايهدفون إليه ولي أن أؤكد على أنهم سيحكمون المنطقة إن شاءت الدولة التي يتواجدون بها أم آبت ولأن دولتهم الكبرى قائمة بالفعل مايلزمها هو صراع المصالح للدول الكبرى في المنطقة .فالدولة الكردية قادمة إن شاء العالم أم أبى هذه حقيقة وواقع .
بينما نحن أبناء أرام(السريان ) وأشور وكلدو ومارون الذين ندعي بأننا نسبقهم بمئات السنين ترانا في أخر هزيع بغرفة الإنعاش سواء أكان في حضورنا على أرض أجدادنا أو في المغتربات .
فالمثقفين عندنا سواء أكان الشاعر أو الكاتب أم الفنان والموسيقي تراهم في حراك ثوري ضد بعضهم البعض يُكيلون ويتآمرون ويتغامزون ويتهامسون ويُحيكون القصص الخرافية على من سبقهم بعشرات السنين وهمهم الأكبر هو أن ينفثوا سمومهم ضد بعضهم ليصل إلى أقصى الأرض .ومن الظواهر الحديثة هو أنّ كل واحد منا مهما كانت حالته التعليمية والثقافية يريد أن يصير شاعراً وكاتباً وربما أطلقوا عليه صفة الأديب ولِمَ لا؟!! ما دام الفيس بوك يسمح له بأن يعرض تجربته على الرغم من أنه لم يقرأ ولم يتعب ولم يسهر . وليس هناك أمام رغبته من عائق كما كانت الحالة في الوطن مع امتلاكه طاقة تدميرية على أثر تربيته البيتية والاجتماعية يستطيع من خلالها أن يدمر شعراء ومثقفين لهم باع طويل في هذه الصنعة . هذا هو حال أبناء شعبنا لايُقيمون لبعضهم أي تقدير في الأسبقية والمهنية لابل يستهزؤون ممن تعب الليالي في التحصيل العلمي لكن الزبد الأكثر خطورة لمن افتتحوا دكاكين يدعون أنها للثقافة والأدب فهؤلاء أصلاً ليسوا متأصلين في الثقافة ويلزمهم مثل هؤلاء البائسين ثقافياً حتى يكتمل المشهد الثقافي لديهم.
أجل لقد فقدنا البوصلة وفي هذا مؤشر خطير وقريباً ستبتلعنا المحيطات الهائجة ووندثر إلى الأبد فما نمر به من ظروف تفوق مآسينا والمجازر التي وقعت علينا في الدولة العثمانية وتآمرت كل المجموعات العرقية للقضاء على المسيحية في السلطنة العثمانية .
وما نذكره ليس كل شيء بل هناك أمراضاً تعشعش بيننا لو عددناها لضاقت بها الصفحات .لكن سنذكر أهمها لخطورتها و هو أننا نُحب الرقص في أعراس غيرنا أما أعراسنا فقد نسيناها . ومن تلك الأمراض ظاهرة سرعة تقلبنا مع ضيفنا الجديد الذي ينتمي لغير قومية وغير دين فها نحن في جلسة مجتمعين فيها نتحدث بحديث ما ونكون قد وضعنا كلّ منا رأيه وأقنعنا بعضنا ولكن بمجرد ما أن يأتي ذاك الشخص ترانا نتحول لرأي ذاك الذي يمكن أن لايكون أكثر من إنسان عادي ونُقدس رأيه بينما ونجعله حاكماً على قضايانا بينما نتفه رأي العلماء والمفكرين والمثقفين من أبناء شعبنا لكونه لايعرف الآشورية أو السريانية أو أنه غير آرامي وذاك سرياني وذاك كلداني رغم أننا جميعاً نحن شعب واحد . نعم نحن نمتهن صنعة أربأ بنفسي أن أُسميها ولكن لها علاقة بمن يُمارسون أعمال البغاء.
والسؤال التي نوجهه إلى الأحزاب والهيئات والروابط ماذا فعلتم منذ سبعين عاماً من النضال؟
هل حققتم لأبناء شعبكم ما تضمنته مناهجكم ( الدساتير والأنظمة الداخلية ) التي كُتبت من أجل النضال؟
أينَ أنتم من الحركات الحزبية لأحزاب الجيران وهل اقتربتم من إنجازاتها ؟!!
أعتقد أنكم بحاجة إلى اجتماع عام ...تضعون أنفسكم أمام ضمائركم وتُحاكون الواقع ومصير أبناء شعبكم وتسألون أنفسكم ماذا فعلنا غير تجذير الخلافات الطائفية والعشائرية وتبعيتكم وخضوعكم المزري إما لهذه القومية أو تلك؟ أعتقد أنكم تمارسون هواية التقليد والمحاكاة ولكنكم لستم من الممثلين الذين يملكون الكفاءة بل لستم أكثر من أصحاب دكاكين في القرى النائية كما وأطرح عليكم مجرد رأي هو أن تُعيدوا خصخصة أحزابكم وتتوحدوا إن كنتم على قدر من الشفافية لصالح أبناء شعبكم وعملاً بالإيمان النضالي الذي أقسمتم عليه لكن عليكم أن لا تنسوا أنفسكم أنكم في غرفة الإنعاش والموت السريري وكفاكم مكابرة . أتمنى أن تفسحوا المجال للشبيبة الحالية فهي أملنا وأملكم دعوها تؤسس لأحزاب عصرية وبرؤية واقعية ولكم جزيل الشكر على ما قمتم به . أعتقد كفى .لأننا بحاجة إلى قرار شجاع فريد لعبور برزخ الفوضى لأن مسؤوليتكم أعظم وأخطر من مسؤولية ومهمة الآباء في تربية أبنائهم والمعلم في صفه.
أما المحطة التي لا أكل في تقديمها وأضعها في مرتبة الهم هي محطة الزواج . ففي هذه الأيام ولأسباب عدة نرى أن أغلب الزواج بين شبيبتنا غير موفق وينتهي إلى حالات هي نتائج حتمية لمقدمات غير سليمة ولهذا علينا أن نُركز على الزواج والإنجاب لأننا نتآكل وهذه صفة الشعوب التي ستنقرض سريعاً.
وماذا أحدثكم عن أغلب الكهنة ورؤساء أساقفتنا وشللهم فقد أصبحوا تُجاراً وصيارفة وعملاء لمخابرات الدول لابل يُنفذون أوامر المسؤولين والسلطات بينما قضايا رعيتهم لا تعنيهم ويستقوون على رعيتهم لعلاقاتهم المشبوهة بالأجهزة الأمنية .أجل يجتمعون في مجامع مسكونية ونرى جدول أعمالهم يُعالج سياسة الدول بينما الأمراض الاجتماعية التي تخص رعيتهم وقضايا تطوير آليات الصوم والصلاة ووحدة الأعياد ومسألة الطلاق وغيرها فتلك آخر ما يفكرون بها ولن أطيل ، المهم عندهم أنهم في حماية هذه الحكومة أو تلك والسؤال إلى أين نحنُ ذاهبون أيّها الذين تحملون القربان المقدس بأياديكم وأنتم ترتدون لباساً إن نظرنا إليه فعلينا أن نمزق ثيابنا إن كُنا فعلاً في حضرة كنيسة السيد المسيح له كل المجد فهي ثياب تدل على ماتدل وصلباناً على مؤخراتكم ومقدماتكم هل فكرتم في هذا ؟
فيا إخوتي وأخواتي متى نتبنى جوهر مسيحيتنا التي تقوم على القيامة والفداء والمحبة ( أحبوا بعضكم بعضاً كما أنا أحببتكم ). ( الإيمان والرجاء والمحبة) وأخر فكرة ٍ تقول متى نتخلص مما نحن عليه من انقسامات وعصبيات طائفية وحزبية ٍ وقروية ٍ وعمالة على بعضنا ؟ فإذا اقتنعنا بأن نجتمع لنتدارس أوضاعنا وأمراضنا بطريقة علمية وموضوعية ونضع مناهج نسير عليها في الأوطان أو في المغتربات ومع المناضلين الحقيقيين أولئك الإخوة الأغنياء من أبناء شعبنا فعليهم تقع مسؤولية مساعدة المشاريع النضالية التي فعلاً تسعى للنضال الحقيقي وليس الصوري فالأغنياء هم العمود الفقري الذي يُغذي مشاريع أيّ شعبّ كان كحالتنا خاصة لهذا نرى فيهم العون والميناء الذي نلجأ إليه . نعم عندها يمكن أن نصل إلى المحطة الأولى من مسيرتنا.وعلينا الإسراع في تحقيق رؤية جديدة وتأسيس مدرسة جديدة للنضال القومي لأنّ الوقت الحالي لو استمر أكثر من خمسة أعوام على هذه الشاكلة فأعتقد وأجزم بأنّ ما نسميه بالنضال القومي سيكون في مقبرة التاريخ هذا لم نتحدث عن المتغيرات في الشرق والعالم فقط تناولنا مواضيع وأمراض وظواهر نعيشها نحن .
# اسحق قومي.27/1/2024م

حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي