تعليقًا علي تطورات المشهد السوداني

سعد محمد عبدالله
2023 / 12 / 28

تعليقًا علي تطورات المشهد السوداني:

يتحتم علينا تحمل مسؤليتنا الوطنية تجاه الحفاظ علي وحدة بلادنا وسلامة شعبنا، ويتوجب التكلم بكل شفافية عن قضايا الحاضر والمستقبل وإدراك مؤامرات الأعداء، ولا مناص من توحيد صفوف القوى الوطنية الحية لمقاومة الجناة والبغاة بلا هوادة، ولنعلم إن لم تجمعنا مشاعر الإنتماء للسودان فسوف تفرقنا وتنهبنا المحاور الإستعمارية"، ولنقاوم الأشرار بضراوة وصمود مع شعبنا وجيشنا حتى تحقيق النصر والتحرر الوطني.

إذا نظرنا لخارطة العالم سنجد بلادنا تحتل موقعًا جغرافيًا مميزًا من بين تسعة دول أساسية مطلة علي البحر الأحمر، وهي أيضًا تمثّل بوابة رئيسية بين افريقيا والشرق الأوسط، وتتوسط شريط واسع من القرن إلي الساحل الافريقي، ومستقبلاً ستكون مركزًا وجسرًا تجاريًا وسياحيًا يربط القاهرة شمالاً وكيب تاون جنوبًا مع وجود موارد إقتصادية هائلة تؤهلها لتكون طرفًا أساسيًا ومؤثرًا في أيّ محادثات وتفاهمات بشأن سلام المنطقة والأمن الدولي.

هنالك دلائل قوية تؤكد ضلوع بعض الدول في تغذية الحرب ضد السودان، ولا بد من إدانة تلك المؤامرات بشدة؛ كما ينبغي تطبيق القوانيين والأعراف الدولية في بناء العلاقات وإدارة المصالح المشتركة بين السودان والعالم، وكلما طالت الحرب قلت حركة الملاحة علي البحر الأحمر والتجارة الحدودية والعابرة للقارات، والإستثمار في الإستقرار ليس كما في الحرب، ولا عاقلاً يدفع فاتورة غباء وكلاء المحاور الإستعمارية مقابل لا شيئ.

يجب الهدوء، وليعلم البغاة أننا خلقنا من صلصال الصمود، ولم نشرب من ماء الخوف أبدًا، والرياح حين تهب ستعرف سماكة مساماتنا وقوة أبداننا، لذلك علينا التفكير في أداء فريضة المقاومة الوطنية، وملثما قاوم أسلافنا الإستعمار في افريقيا قاطبةً جاء اليوم دورنا لتكملة مشوار الكفاح ومناهضة أشباح الأوباش في كل المواقع دفاعًا عن الأرض والعِرض والكرامة الإنسانية.

لا يمكن القفز فوق جماجم الموتى للصعود إلي كراسي السلطة، والذين سيسلكون هذا الطريق لا يبصرون الأشياء بعين الحقيقة الثاقبة كيما يدركوا أن السلطة لا تؤخذ من بنادق الأوباش، ومن يحاولون تجميل وجه المليشيا بمكياج الأكاذيب سيمشون علي طريق مجهول ومحفوف بسراب، وفي كل الأحوال ينبغي نهوض المقاومة الشعبية في كل الولايات إلي جانب القوات المسلحة والعمل علي تحرير البلاد وتوحيد الشعب وبناء دولة المستقبل.

يجب أن تنهض المقاومة الشعبية إلي جانب القوات المسلحة للدفاع عن الوطن، وقد قلنا مرارًا وتكرارًا للذين ينتظرون تحقيق الديمقراطية من سلاح مليشيا متمردة وإرهابية كمن ينتظرون "أحلام ظلوط"، وهذه أوهام وخرافات لن تتحقق أبدًا، وقد شاهد الجميع الإنتهاكات الجسيمة والموثقة التي إرتكبتها المليشيات المدعومة من وكلاء الإستعمار في إحتلالها مؤسسات الدولة والمساكن الشعبية وممارسة الإرهاب وغيرها من الجرائم.

لا يمكننا البتة قياس درجة الزلزلة التي أحدثتها تلك المليشيا الإرهابية في نفوس الناس ولو جربنا "مقياس ريشتر"، والحقيقة أننا أمام هذه الحرب المصيرية يتوجب علينا الإختيار بين بقاء أو فناء بلادنا علي خارطة العالم، وقد إخترنا الكفاح من أجل البقاء والوحدة، وعندما تتوقف أصوات المدافع علينا التفكير مليًا في حوار سودانوي يضع اللقاح اللازم لمشكلات السودان عبر مؤتمر دستوري قومي يمهد لبناء دولة السلام والمواطنة المتساوية.

علي الصحافة الحكومية والحُرَّة كشف وتفنيد المصطلحات المفخخة والمستخدمة حاليًا بكثافة في دعاية الإعلام التضليلي المضاد الذي يصور نطاقًا جغرافيًا تحت سطوة المليشيا، لكن الحقيقة أن جميع المواقع تشهد معارك تحرير وتطهير تخوضها القوات المسلحة، ولا صحة أبدًا لسيطرة المليشيات؛ إنما من يروجون الأوهام يودون قتل الروح المعنوية للشعب والجيش وهو ما يجب أن لا يحدث، بل علينا التقدم بثبات نحو الإنتصار.

حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي