لن نهزم إسرائيل و لم نكن لنهزمها أبدا !!!!

حاتم بن رجيبة
2023 / 11 / 30

الأحداث الأخيرة في الشرق الأوسط و بالتحديد الصراع بين إسرائيل و حركة حماس أكد ما كان شبه معلوم و نزع كل ريب و شك فيما يخص نشأة دولة إسرائيل و شكلها و مستقبلها في الأمد القريب و المتوسط.
فرغم أن الهجوم الفلسطيني على إسرائيل لم يكن حربا و هجوم جيش منظم و قوي بل عملية إرهابية قامت به مجموعة محدودة جدا من مقاتلين إرهابيين، هم من الضعف و الوهن أن كان هدفهم الأول و الرئيسي المدنيون العزل و الذين لا حول و لا قوة لهم، كانت ردة فعل الحلف الغربي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية رهيبة و هستيرية و مجنونة و مسعورة و سافرة بحيث أزالت كل مجال للريبة أن هزم إسرائيل كان و مازال و سيبقى مستحيلا مادامت الولايات المتحدة قوة عالمية.
إسرائيل بجيشها الأقوى في المنطقة و الذي بإمكانه هزم كل جيوش الشرق الأوسط متحدة من إيران شرقا حتى المغرب غربا يتلقى إثر تعرضه إلى هجوم شرذمة من الإرهابيين بأسلحة بدائية مضحكة: دراجات نارية و طائرات شراعية مزرية و بنادق كلاشنكوف و صواريخ يستحي طالب جامعة في التقنية عرضها على مدرسه، جسرا جويا من الولايات المتحدة تمدها بالأسلحة و الذخيرة علاوة على المليارات من الدولارات كما ترسل حاملة طائرات بما يتبعها من بوارج و سفن حربية مرافقة كما غواصة نووية!!!!!! دون الحديث عن المساعدات من ألمانيا و بريطانيا و فرنسا.
ماذا كان سيحدث لو هاجمت مصر أو سوريا أو إيران بجيوشهم المنظمة إسرائيل؟؟؟؟؟
دون شك فإن إبادتهم في زمن وجيز ستكون حتمية و في لمحة البصر. ذلك أن ردة فعل الغرب بقيادة الولايات المتحدة التي ذكرتها سابقا بينت بشكل سافر أن قيام دولة إسرائيل سنة ١٩٤٨ لم يكن قرار الصهاينة و شعب مقهور بالتو ودع مجزرة و تصفية عرقية راح ضحيتها قرابة ٦ مليون يهودي بل قرار الغرب و خاصة بريطانيا و الولايات المتحدة و الإتحاد السوفياتي آنذاك. دحر أي عدوان على إسرائيل حتى و إن كان من شرذمة مجنونة لا حول لها و لا قوة سيكون رهيبا و قاسيا و رادعا لكل دولة تخمن حتى من بعيد في ذلك(إيران مثلا).
بالتالي سصبح قراءتنا للتاريخ مختلفة تماما عما درجنا و اعتدنا!!!!
من اليوم فصاعدا سنقر أن تصدي الفلسطينيين لهجرة اليهود قبل إعلان قيام الدولة الإسرائيلية كان مضيعة أرواح و جهد،و أن معارضة قرار الأمم المتحدة بتقسيم فلسطين و حل الدولتين كان حمقا و عنادً عقيما و عاطفيا و غبيا و صبيانيا. سنقر أن كل الحروب التي قام بها العرب ضد إسرائيل غباء و هراء و هزق أرواح عشرات الآلاف من الجنود العرب المساكين هباءً و نطاح صخور أرعن، علاوة على المليارات من الدولارات التي لو استثمرت في التصنيع و الإقتصاد لكان أنجع آلاف المرات!!!!!!
سنقر أن طرد ثلثي سكان فلسطين في القسم المحدد لليهود كان حتمية و أن الأمل في عودتهم سذاجة و سراب. سنقر أن ما دعا إليه رئيس تونس الأسبق الحبيب بورقيبة بالقبول بحل الدولتين هو عين الصواب و أعلى ما يمكن للفلسطينيين أن يطمحوا للوصول إليه مادامت الولايات المتحدة سيدة العالم.
بان بالسافر أن أمن إسرائيل هو أمن الغرب: الولايات المتحدة الأمريكية و بريطانيا و ألمانيا و فرنسا...ليس كلاما فارغا بل حقيقة ثابتة لا شك فيها!!!!!!
على العرب فتح عيونهم و الإتعاض مما يدور في العالم!!
فهل تجرأت الصين رغم قوتها العسكرية و الإقتصادية الجبارة على مهاجمة تايوان و ضمها إليها رغم حقها المشروع فيها؟؟؟؟؟
هل تجرأت اليابان ذلك المارد الصناعي و حليف أمريكا في استجاع المنشوراي من روسيا؟؟؟؟؟
لم يفعلا ذلك ليقينهما أن هزيمتها لا شك فيها و أن الصين لو هاجمت تايوان فإن النظام الشيوعي يمكن أن يضمحل تماما و تنتصر تايوان و الرأسمالية.
أكيد أن الصين ستسترجع تايوان و أكيد أن اليابان ستسرجع المنشوراي لكن ليس الآن مادامات أمريكا بقوتها الجبارة و مادامت روسيا رهيبة !!!
سينتظران و يتربصان حتى يحين الوقت المناسب، حتى تتغير موازين القوى!!!!! فلماذا لا ننتظر نحن و نتربص قدوة بالصين و باليابان؟؟؟ أم نحن أشجع منهما و أقوى؟؟؟
انظر كيف انتظر اليونانيون و الغرب المسيحي قرونا قبل أن ينقضوا على تركيا و لولا بسالة الأتراك بقيادة كمال آتاتورك لعادت بيزنطا إلى الغرب بعد أن كانت قرونا تحت سيطرة الشرقيين!!!!!
على الفلسطينيين و سكان الشرق الأوسط العمل الجبار على ترسيخ حل الدولتين و نزع دولتهم من إسرائيل حسب قرار الأمم المتحدة لسنة ١٩٤٨ بكل الوسائل: العصيان المدني ، المضاهارات السلمية، انتفاضات أخرى، حضر النفط كما أشار إلى ذلك المفكر الجليل جلبير الأشقر، مقاطعة الغرب و منتوجاته، الكفاح المسلح داخل المناطق المحتلة ضد حاملي السلاح و ليس ضد المدنيين العزل...!! كما دمقرطة مجتمعاتهم و تصنيع اقتصادياتهم...دحر كل الحركات الأصولية مثل حماس و حزب الله والإخوان المسلمين و داعش و نظام إيران لأن تلك الحركات تخدم هدف إسرائيل في طمس حل الدولتين طرد كل الفلسطيينييين إلى بلدان الجوار!!!!!

حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي