ضيف سخيف

خالد محمد جوشن
2023 / 11 / 10

طفل جميل للغاية ومربرب ، يحمله والده فى احدى المواصلات العامة .تعرفت على اباه بسبب طفله .

واستمريت اداعب الطفل ، ويبتسم لى ، وقلت لاباه عندى حفيد شبهه ، فوجئت بالشاب وطفله ، عندى فى البيت ، لاعرف كيف اصطحبتهما او كيف جاءا .

التقطت منه الطفل مرحبا ، كان ملفوفاة بما يشبه الملاية او الكوفرته ، ولم يكن مرتديا ثمة ملابس اخرى ، استغربت للغاية لان هذه الملاية او الكوفرته كانت صغيرة نسبيا ولا تكاد تستره بالكامل .

سالته هو الطفل ده عنده كام سنة ؟ اجاب ستة اشهر تقريبا ، بس متفاعل جدا مع الناس ولطيف .

وجهت سؤال اخر الى زوجتى وقلت لها مش غلط انهم يلبسوه كده قالت اه فعلا .المفروض يلبس هدوم عادى .

كان متجاورين زوجتى ووالد االطفل، وانا تحرك بالطفل جيئة وزهابا فى الصالة ، و فوجئت بها تقترب منه اكثر فاكثر وتربت على يده من ان لاخر .

وهى تعطيه نصائح لكيفية الرعاية بالصغير بصوت خفيض ، توقعت حتى لا يسمعها الطفل وان كنت لا ادرى ما الحكمة ان يكون بصوت خفيض او عال وما الاحراج فى ذلك ؟

كنت الف وادور فى الصاله حاملا الطفل، ولكن عينى على زوجتى ، المستمرة فى الحوار الهامس مع والد الطفل والمقتربة منه اكثر فاكثر وتكاد تكون فى حضنه .

انتفضت وذهبت اليهما وصفعتها بالقلم ، وقلت ما تقعدى زى الناس ، دى قاعدة ؟

لم ترد واعتدلت فى جلستها وابتعدت قليلا ، وقام والد الطفل من مجلسه فورا والتقط الطفل منى.

قلت له انا غلطان علشان عملت معاها كده ؟ بزمتك دى قاعدة تقعدها؟ قال لا طبعا ، وكان الاحراج يبدوا واضحا على محياه .

قال وهو يتأهب للمغادرة ، دى فرصة سعيدة يا استاذ ، وطلب رقم تليفونى ترددت ان اعطيه له ، فانا لا اريد ان اراه مرة اخرى .

ولكننى تذكرت انه يعرف عنوان بيتى ، اعطيته الرقم وترددت مرة اخرى ان اعطيه الرقم صحيح ، ولكنى اعطيته اياه ، سجله ونظر لى مبتسما ومعتذرا وهو ينظر الى الارض متحركا الى باب الشقة .

وانا ادعوا الله ان يرحل سريعا هذا الضيف السخيف ، ويكشف عنى هذه الغمة التى جُلبت الى بيتى ، ومضى فعلا لا يلوى على شيىء ونظرات طفله الصغير الذى اردفه على كتفه تتابعنى باسمة .

حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي