رسائل من سيدي المطر

فوز حمزة
2023 / 10 / 20

حبيبتي، بالرغم من أنني قد أصبحت قريبًا منكِ، إلا إن الشوق قد لعب برأسي العنيد ثم احتال على قلبي المسكين، فلم أعد أطيق على فراقكِ صبرًا، وها أنا بدأت أسابق الرياح الخجولة للوصول إليكِ، فتبسمتْ برقة وطلبتْ مني التريث والتحلي بالحكمة، فهي كما تقول، جمال كل شيء أن يأتي في أوانه، وأواني لم يحن بعد!.
افعلي مثلي حبيبتي وأعذريها، فهي لم تعرف معنى اللقاء بعد الفراق، لم تذق طعم القبل من بعد الغياب!.
سامحيني حبيبتي، سأتأخر قليلًا، هذه المرة أنا من طلبت منها التوقف، منظر العصافير وهي ترفرف بأجنحتها لتختبئ مني قد أحزنني وجعلني أتساءل عن سر ذلك حتى أخبرتني رفيقتي الرياح، أن لا ابتئس، فتلك إحدى ألاعيب الحياة قد تعلمتها العصافير منها منذ الأزل ليستمر وجودها حد اللحظة.
في الطريق، قابلت الكثيرات غيرك، لقد كنّ يعانينّ من العطش والحرمان حتى تشققت شفاههن ولهًا وهيامًا إلا إني لا أشتهي غير شفاهك للتقبيل ولا غير أحضانكِ لألقي بجسدي فيهِ وأذوب.
اغلقي الأبواب وافتحي النوافذ قليلًا بعد إشعال المواقد، كي أراكِ وأنت تحتسين الشاي ساخنًا وأنتِ تمددين قدميك في عمق التاريخ فتزدادين ألقًا!.
ها أنا أسير صوبكِ، أنتِ يا ملجأي الأخير، يا مدينة السلام، يا سلام المدن، يا حضن الحب ومهد الغرام، حينما أصل؛ سأسقط في عمق أحشاءك ما حملتهُ طيلة ثلاثة فصول، لترتوي أرضكِ العطشى من مائي، فينبت الزهر حنينًا وتمتلأ السنابل زهوًا ويكتسي الشجر بلون الحب.

حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي